فرج أبوالعز
فرج أبوالعز


مع إحترامي

يا رجال العالم اتحدوا

فرج أبو العز

الأحد، 01 أغسطس 2021 - 07:03 م

 

لا تنخدع وراء هذا العنوان لزوم الصنعة فليس المقصود منه على الإطلاق تعصبا ضد المرأة فهى الابنة والأخت والزوجة والأم وزميلة العمل والدراسة دونما ترتيب لكن المقصود منه إلحاحية تكتل كل مؤسسات المجتمع لعلاج الخلل المجتمعى الذى نعانيه حاليا ولا ينكره أحد رجال أو نساء بهدف تقوية ذلك الخيط الرفيع الذى يفصل بين العقل والجنون وتكون نتيجته جرائم عنف أسرى تلقى بظلالها على الأسرة بمعناها الصغير ثم المجتمع بأسره.

جرائم العنف الأسرى التى نشهدها حاليا وأعنفها القتل سواء للرجل أو المرأة وأحيانا الأطفال وأقلها الطلاق دونما سبب أو لنقل لأتفه الأسباب وبالتالى تحطم الأسرة تتطلب دراسة مجتمعية وقانونية شافية ووافية حفاظا على الأسرة التى هى بالأساس لبنة المجتمع.

لن أستفيض فى الجرائم الأسرية التى كثرت فى الفترة الأخيرة لدرجة تثير الاستغراب والقلق لكن الغريب بدلا من أن نبحث عن المسببات والحلول ترانا نسترسل فى تحويل تلك الكارثة بكل المقاييس إلى بوستات ضحك ونكات على وسائل التواصل الاجتماعى من باب «حاجة ببلاش كده» أو من باب «عادى فى المعادى وكذلك فى الزمالك».

أين مراكز البحوث الاجتماعية المنتشرة فى بلادنا التى عليها رصد وتحليل مثل تلك الجرائم للخروج بوصفة ناجعة تقلل ولن أقول تمنع مثل تلك الجرائم، فالجرائم موجودة وستظل منذ قتل هابيل شقيقه قابيل لكن على الأقل التقليل منها والتوصل لبرامج توعية وتربية صحيحة تصل بالأسرة إلى بر الأمان بعدما أصبحت الأسر «مائة حتة» جراء التفكك الأسرى الناتج عن مواقع التواصل الاجتماعى وليس غريبا أن تجد أسرا فى تلك الأيام تعيش فى معازل منفصلة بلا حوار ولا تواصل مباشر فكل فى غرفته وله عالمه الخاص من خلال ضغطة زر وشاشة لا تكاد تتجاوز 5 بوصات..

منذ سنوات قليلة ومع ثورة المعلومات والاتصالات كنا نصف العالم بأنه أصبح قرية صغيرة والآن نصفه بضغطة زر ويعلم الله وحده ماذا سيكون فى المستقبل القريب والبعيد.. على مراكز البحوث الاجتماعية أن تباشر مهامها التى أنشئت من أجلها باعتبارها من الأهمية بمكان ولا تقل عن مراكز البحث العلمى فالظواهر الاجتماعية تنمو وتتعمق فى صمت وأحيانا بلا تفاعلات بينما الظواهر العلمية قوانينها معروفة ومحددة ودقيقة وواضحة المعالم وبالتالى تكون الظواهر الاجتماعية أخطر وأشد وطأة على تماسك المجتمعات..

يقينى أن تلك المراكز وبلا شك تعمل لكن أين نتائج دراساتها وأبحاثها وهل اطلع عليها الرأى العام واقتراحى أن تصدر مراكز البحوث الاجتماعية ملخصات مبسطة سهلة للمواطن العادى وأن ترسلها بشكل دورى لمجلس الوزراء الذى عليه بشكل أو بآخر اطلاع المواطنين من خلال الإعلام عليها أسوة بما ينشره المجلس من تقارير عن النشاط الاقتصادى والسياسى والخدمى.. الصراع الدائر بلا معنى أو هدف بين الرجل والمرأة أو بين هى وهو يجب ألا يستمر حامى الوطيس وفى الميدان وتلك مسئولية مؤسسات المجتمع بأسره شاملا المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية والقانونية من خلال برامج توعية مدروسة وليس فقط من باب «العيب والأصول» ولعل برامج مثل مودة والفحص قبل الزواج تكون لبنة لبرامج أكثر دقة ووضوحا فى علاج الخلل المجتمعى الذى نشهده فى شكل جرائم يندى لها الجبين.

على وزارة التضامن أن تكثف من إشرافها على الجمعيات الفئوية التى تدعى بالباطل أنها تدافع عن طرفى المجتمع - الرجل والمرأة - بينما تؤجج الصراع والتعصب بين الطرفين.. وعلى جهاتنا المختصة الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعى التى تساهم بشكل كبير فى تعميق الخلل المجتمعى من خلال شخصيات من النساء أو الرجال فهل مثل تلك النماذج السيئة صالحة لأن تتحدث فى أمور الأسرة.

ورغم الدور الإيجابى الذى يفعله المجلس القومى للمرأة فى الدفاع عن بعض النساء المغلوبات اقترح على الحكومة أن تغير مسمى المجلس إلى «المجلس القومى للأسرة» فالأسرة ليست رجلا فقط وليست امرأة فقط وضحايا الصراع بين الطرفين غالبا ما يكون الأطفال.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة