أدفع علشان تتفرج !
أدفع علشان تتفرج !


«أدفع عشان تتفرج».. «المنصات الإلكترونية» شعار الإعلام في السنوات الأخيرة

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 02 أغسطس 2021 - 10:50 ص

إشراف : مؤمن حيدة

“أدفع عشان تتفرج”، شعار الإعلام العربي في السنوات الأخيرة، إذا لم تدفع وتشارك في بعض المنصات الإلكترونية لن تشاهد أعمال فنية جديدة سواء درامية أو سينمائية أو مسرحية، وتجد نفسك أمام التليفزيون تشاهد أعمالا مستهلكة شاهدتها أكثر من مرة.. ومن هنا بدأت التساؤلات.. هل ستصبح هذه المنصات بديلة عن السينما والتلفزيون؟.. وتتحول شاشة التليفزيون من وسيلة إلى وسيط عرض فقط؟، في ظل تحقيق هذه المنصات نسبة مشاهدة عالية!، هل شعار “ادفع.. تشاهد” شعار مؤقت، أم أمر طبيعي في مستقبلنا أيضا؟.. “أخبار النجوم” من خلال سطور هذا التحقيق سوف نتعرف على مستقبل هذه المنصات، والسر الحقيقي وراء انتشارها الواسع وما مصيرها؟، ومن الضحية؟.. 
البداية كانت مع الناقد المسرحي محمد الروبي، الذي أكد أن المسرح لا يعيش كثيرا على المنصات الإلكترونية، مضيفا: “المسرح لقاء حي بين الفنانين على خشبته وبين الجمهور، وكل ما نراه من عروض مسرحية على منصات إلكترونية هي اجتهادات من صناعها، فالعمل المسرحي الوحيد الذي لا يمكن أن نستخدم فيه الخدع من أصوات ضحك الجمهور وتركيب أصواتهم المسرح، فالجمهور يعشق أجواء المسرح ولا يستمتع إلا وهو يرى نجومه أمامه ويتفاعل مع كلامهم وحركاتهم، وهنا لا أتحدث فقط عن الجمهور، بل الفنانين أيضا، ولا يوجد فنان يقف على خشبة المسرح ويؤدي عرض وهو ينظر للكاميرا وليس للجمهور، لذا فكرة عرض المسرحيات على المنصات لن يستمر كثيرا، لكنه أمر لابد منه بسبب فيروس (كورونا)، لكن مع الانتهاء منه سيكون لدى الجمهور شغف الذهاب إلى المسرح ومعايشة أجوائه، أما عن التليفزيون فنحن نعاني من عرضه لأعمال مسرحية قديمة وتحدثنا كثيرا في هذا الوضع دون جدوى”. 
أما الناقد المسرحي يسري حسان فيقول: “تقديم عروض مسرحية في منصات لا تتاح للمشاهد سوى عبر اشتراكات، نظام يتبع في أغلب دول العالم، لأن صناعة الفن سواء كان عمل درامي أو عرض مسرحي أو فيلم يتطلب تكاليف باهظة، والمنتج أو الكاتب أو الممثل لا يرفع شعار التبرع لصالح المشاهد، فهناك (بيوت مفتوحة) من وراء هذه الأعمال، ومن حق صنعها تحقيق قدر من الأرباح، لكن دون مبالغة، لكي يتيح لهم الإستمرارية في تقديم الأعمال، لذا أنا ضد المجانية، خاصة مع وجود قنوات كثيرة مفتوحة تعوض فكرة الاشتراكات والدفع بالإعلانات التي تتخلل الأعمال الفنية، بل تفسدها أحيانا، فإذا كان هناك وسيلة تتيح عرض عمل فني بشكل محترم عبر اشتراك، فلا بأس”.
ويضيف حسان: “ليس من حقنا أن نطالب منتج بالصرف على عمل من ماله الخاص لكي يمتعنا دون مقابل، ولا أيضا فنان يبذل مجهود لسنوات لتقديم عمل فني ولا يحصل على أجر يناسب موهبته ومكانته، وعلى سبيل المثال مسرحية (كوكو شانيل) للنجمة شريهان، كما أن أي إنسان لا يعمل دون مقابل يرضيه، لذا فكرة الاشتراكات أمر طبيعي، ولا غبار عليها”. 
اتفقت معه في الرأي الناقدة دعاء   حلمي التي أكدت أن الدفع مقابل المشاهدة أمر طبيعي، وقالت: “(أدفع.. تشاهد) أمر لابد منه، فنحن أمام سوق إعلاني موزع بين التليفزيون التقليدي والسوشيال ميديا ومنصات المشاهدة، وأعتقد أنه مجرد خطوة أولى بعدما سبقنا العالم في اتباع نظام الدفع الشهري مقابل على الحصول على قنوات معينة على الشاشة، لذلك أنصح القنوات التليفزيونية بأن تتبع نفس أسلوب المنصات، بالتخلي عن المسلسلات الطويلة، فأكثر ما جذب المشاهد في المنصات أن أعمالها الدرامية قصيرة تعرض على 7 أو 15 حلقة فقط، بالإضافة أن هناك فئة كبيرة قررت أن تدفع لتشاهد عمل دون الفواصل الإعلانية، هذه الأمور وغيرها لو حققها التليفزيون سيدخل أيضا في فئة (أدفع لتشاهد)، لكن من يعتقد أن العرض المجاني سيستمر أقول له بل العكس صحيح”.
أما الناقد مجدي الطيب يقول: “كل ما وصلنا إليه اليوم كان متوقع، نتيجة  إيقاع العصر والتكنولوجيا والطفرة الهائلة التي حدثت، (أدفع.. تشاهد) أصبحت ثمة العصر في كل شيء وليس الاعلام فقط ، لكن كنا نعتمد على التليفزيون المصري على أنه تليفزيون خدمي ، و بالتالي كان يؤدى خدمة اعتقد ان ليس لها  نظير ربما فى أكثر دول العالم لذا ماوصلنا اليه اليوم كان متوقع بشكل كبير، أما عن الناس التي تعبر عن إستيائها لمشاهدة طوال السنوات الماضية أفلام مستهلكة على الشاشة عليهم أن يشعروا بالخوف، لأن حتى هذه الأفلام ربما لن نراها في السنوات المقبلة، لأنه لو لاحظنا حسابات التليفزيون وميزانيته التي يرصدها للأفلام سنتأكد أنها في تراجع عام بعد الآخر، وبالتالي نحن اليوم نتفاجأ أن هناك أفلام أنتهى عقد استغلالها في التليفزيون المصري، ولا يستطيع تجديد حقوق عرضها، لذا أخشى أن لا نجد حتى هذه الأفلام المستهلكة والمكررة على التليفزيون، ومن هنا نستطيع تحديد المستقبل الذي يكون للقنوات القادرة على الدفع والإستثمار، والقادرة على أن تحول منصتها إلى وسيلة للمشاهدة، وبإستثمار يؤدي إلى رفع شعار (أدفع.. تشاهد)، ليكون الجمهور هو الضحية، وحتى النقاد والباحثين و السينمائيين أيضا ضحايا، لأننا اليوم كنقاد لا نستطيع مشاهدة فيلم لمجرد البحث والتوثيق، أو كل ما يخص عملية النقد السينمائي”.
ويضيف الطيب: “الدليل أنه يوما ما حاولت عمل أسبوع تكريمي لأفلام  السيناريست ماهر عواد، وفوجئت أن أغلبية أفلامه لا أستطيع عرضها في الأسبوع، لأن لها حقوق تملكها قنوات عربية خليجية، وهذا ما يحدث في  كل المستويات، وهو ما حذرنا منه سابقا، وأوضحنا أن بيع الأصول له آثر لن يزول، وعلى الدولة ووزارة الثقافة التقدم لشراء هذه الأصول، ولم يحدث للآسف إستجابة على الإطلاق”. 
ومن جانبه يرى رئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب، إبراهيم أبو ذكري،  إننا إمام كارثة أهم يجب الإلتفات إليها، ووجود حلول لها حيث قال: “إدمان الأطفال من تحت سن 6 سنوات لـ15 سنة للألعاب الالكترونية كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي لم تغيبهم فقط عن التليفزيون، بل عن العالم، ورغم أننا حاولنا كثيرا  توعيتهم، لكن لا مردود للآسف، لنصبح في أزمة كبيرة نواجها مع الأجيال الجديدة التي تهدر وقتها في ألعاب تعلمها العنف، عكس جيلنا الذي تربى على سماع الإذاعة صباحا وقراءة الصحف ومشاهدة برامج الأطفال الهادفة ومتابعة الأعمال الفنية الجادة التي تعلمنا منها أصول حياتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهنا أقصد الوقت الذي كنا نخصصه للثقافة لم يعد مهم الآن بالنسبة لأطفالنا”.
ويضيف أبو ذكري: “التليفزيون يجب أن يكون أكثر تفاعلياً مع هذا الجيل، ولا يسمح لهم بالبحث في المنصات الإلكترونية التي ليس عليها أي رقيب من خلال برامج أو أعمال فنية هادفة مثل الأعمال التي تربى عليها أجيال سابقة، المهم أن التليفزيون يقتنع أنه أمام أزمة وعليه وضع خطط لكي يكون تفاعلي بشكل مباشر مع الجمهور، والمنصات الإلكترونية في رأي هي باقة عمرية محددة”.

المصدر: مجلة النجوم


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة