عبد الفتاح كيليطو يعود إلى ألف ليلة
عبد الفتاح كيليطو يعود إلى ألف ليلة


«والله‭ ‬إنّ‭ ‬هذه‭ ‬الحكاية‭ ‬لحكايتي» رواية جديدة لعبد الفتاح كيليطو

أخبار الأدب

الإثنين، 02 أغسطس 2021 - 02:50 م

صدرت‭ ‬عن‭ ‬منشورات‭ ‬المتوسط ‭-‬إيطاليا، رواية‭ ‬جديدة‭ ‬للكاتب‭ ‬والمفكّر‭ ‬والناقد‭ ‬المغربي عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬كيليطو،‭ ‬بعنوان والله‭ ‬إنّ‭ ‬هذه‭ ‬الحكاية‭ ‬لحكايتي،  ‬وجاءت‭ ‬عناوين‭ ‬فصولها‭ ‬الخمسة‭ ‬كالتالي: أانورا‭ ‬على‭ ‬السطح،‭‬اأبو‭ ‬حيَّان‭ ‬التوحيدي،‭ ‬اقَدَر‭ ‬المفاتيح،‭ ‬أهى‭ ‬أنتِ،‭ ‬وليست‭ ‬أنتِ،‭ ‬وأخطأ‭ء ‬القاضى‭ ‬ابن‭ ‬خَلّكان‭.‬

روايةُ‭ ‬كيليطو‭ ‬تبدأ‭ ‬بحدثٍ‭ ‬غريبٍ،‭ ‬كأنَّه‭ ‬تسلَّلَ‭ ‬من‭ ‬كتاب،‭ ‬وهو‭ ‬طيران‭ ‬نورا‭ ‬مع‭ ‬ولدَيْها،‭ ‬بعد‭ ‬ارتدائها‭ ‬لمعطف‭ ‬الريش،‭ ‬وانتظارها‭ ‬لزوجها‭ ‬حسن‭ ‬ميرو‭ ‬حتى‭ ‬يستيقظ‭ ‬لتُودِّعَهُ‭. ‬تُلامُ‭ ‬الأمُّ‭ ‬بكشفِ‭ ‬سرِّ‭ ‬مكان‭ ‬المعطف،‭ ‬عن‭ ‬سذاجةٍ‭ ‬أو‭ ‬قصدٍ‭ ‬لتصرُّفها‭ ‬ذاك،‭ ‬بينما‭ ‬تتداخلُ‭ ‬الحكايةُ‭ ‬مع‭ ‬توالى‭ ‬الصفحات‭ ‬مع‭ ‬قصة‭ ‬حسن‭ ‬البصري،‭ ‬وما‭ ‬حدثَ‭ ‬له‭ ‬مع‭ ‬الجنيَّة‭ ‬التى‭ ‬تُيِّمَ‭ ‬بها،‭ ‬وسرَق‭ ‬لها‭ ‬ثوبَ‭ ‬الرِّيش‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬جناحَيْها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خلعتهُما‭ ‬وغطست‭ ‬فى‭ ‬البُحيرةِ‭ ‬لتستحمّ‭. ‬يبدو‭ ‬المشهد‭ ‬المتشابهُ‭ ‬بين‭ ‬الواقع‭ ‬والمرويَّة‭ ‬مُتداخلاً،‭ ‬غامضاً،‭ ‬يتكرَّرُ‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قصةٍ‭ ‬واحدة،‭ ‬تماماً‭ ‬كتلك‭ ‬القصص‭ ‬غير‭ ‬المكشوفة‭ ‬التى‭ ‬تظلُّ‭ ‬قابلة‭ ‬للتغيير‭.‬

ومثلما‭ ‬يتسلَّلُ‭ ‬الأدب‭ ‬إلى‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الرسَّامة‭ ‬نورا‭ ‬وحسن‭ ‬ميرو‭ ‬وهو‭ ‬يشتغل‭ ‬على‭ ‬أطروحة‭ ‬دكتوراه‭ ‬موضوعُها‭ ‬أبو‭ ‬حيَّان‭ ‬التوحيدى‭ ‬وكتبهِ‭ ‬المفقودة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المقروءة؛‭ ‬تتسلَّلُ‭ ‬بعبقريةٍ‭ ‬نادرةٍ،‭ ‬منبعُها‭ ‬المرجعية‭ ‬الفلسفية‭ ‬والفكرية‭ ‬للكاتب‭ ‬والمفكّر‭ ‬المغربى‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬كيليطو؛‭ ‬كتبٌ‭ ‬وأسماء‭ ‬وحكايات‭ ‬تتقاطع‭ ‬مع‭ ‬التراث‭ ‬وتستعيدُ‭ ‬كتبَ‭ ‬الجاحظ‭ ‬والتوحيدى‭ ‬وألف‭ ‬ليلة‭ ‬وليلة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وتحيلُ‭ ‬القارئ‭ ‬إلى‭ ‬أسئلة‭ ‬وجودية،‭ ‬إبداعية‭ ‬وإنسانية،‭ ‬تبدأ‭ ‬بتحذيرٍ‭ ‬مُلغَّم‭: ‬الا‭ ‬تفتح‭ ‬هذا‭ ‬الباب،‭ ‬أمنعُكَ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬علمى‭ ‬أنك‭ ‬ستفتحه‭.‬

وما‭ ‬البابُ‭ ‬إلَّا‭ ‬كتاب‭ ‬لا‭ ‬نسلمُ‭ ‬من‭ ‬لعنتِه‭ ‬بمجرَّد‭ ‬الشروع‭ ‬فى‭ ‬قراءتهِ،‭ ‬باعتقاد‭ ‬راسخٍ‭ ‬أنَّهُ‭ ‬ايوجد‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬يحكى‭ ‬قصَّتنا‭.‬

كما‭ ‬ونقرأ‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬الغلاف‭: ‬

فى‭ ‬الليلة‭ ‬الواحدة‭ ‬بعد‭ ‬الألف‭ ‬قرَّرت‭ ‬شهرزاد،‭ ‬وبدافع‭ ‬لم‭ ‬يُدرَك‭ ‬كنهه،‭ ‬أن‭ ‬تحكى‭ ‬قصَّة‭ ‬شهريار‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬وردت‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬الكتاب‭. ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬الاستغراب‭ ‬على‭ ‬الخصوص‭ ‬أنه‭ ‬أصغى‭ ‬إلى‭ ‬الحكاية،‭ ‬وكأنها‭ ‬تتعلَّق‭ ‬بشخص‭ ‬آخر،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أشرفت‭ ‬على‭ ‬النهاية،‭ ‬وإذا‭ ‬به‭ ‬ينتبه‭ ‬فجأة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬قصَّته‭ ‬هو‭ ‬بالذات،‭ ‬فصرخَ‭: ‬والله،‭ ‬هذه‭ ‬الحكاية‭ ‬حكايتي،‭ ‬وهذه‭ ‬القصَّة‭ ‬قصَّتي‭.‬

اوالله‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الحكاية‭ ‬لحكايتىبتل‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬كيليطو‭ ‬روايةٌ‭ ‬صدرت‭ ‬فى‭ ‬144‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الوسط،‭ ‬تُشبه‭ ‬رحلةً‭ ‬سحريَّة‭ ‬فى‭ ‬بلاد‭ ‬عجائب‭ ‬الكُتب؛‭ ‬سفرٌ‭ ‬وحبٌّ‭ ‬ومخطوطاتٌ‭ ‬وآلهةٌ‭ ‬وجنِّياتٌ‭ ‬ونساءٌ‭ ‬فاتنات،‭ ‬وعودةٌ‭ ‬لا‭ ‬تكلُّ‭ ‬للحفرِ‭ ‬بحذقٍ‭ ‬فى‭ ‬التراث‭ ‬العربي‭. ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬وبطلُ‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬كتابٌ‭!‬

من‭ ‬أجواء‭ ‬الكتاب‭: ‬زيحدث‭ ‬هذا،‭ ‬مرَّة‭ ‬أخرى،‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬والدَيَّ‭: ‬ساحة‭ ‬مربَّعة،‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬السماء‭.‬

ت‭ ‬وبالضبط،‭ ‬توجد‭ ‬نورا،‭ ‬زوجة‭ ‬حسن،‭ ‬فى‭ ‬الأعلى،‭ ‬على‭ ‬السطح،‭ ‬وقد‭ ‬ارتدت‭ ‬ثوبها‭ ‬من‭ ‬الريش‭. ‬فى‭ ‬ذراعَيْها‭ ‬طفلان‭ ‬نائمان،‭ ‬عُمُر‭ ‬أحدهما‭ ‬سنة،‭ ‬والآخر‭ ‬سنتان‭. ‬إنها‭ ‬تنتظر‭ ‬منذ‭ ‬الفجر‭ ‬أن‭ ‬يستيقظ‭ ‬حسن‭.‬

ت‭ ‬يُفتح‭ ‬باب‭ ‬الحجرة‭ ‬أخيراً‭ ‬ويظهر‭. ‬يتثاءب‭ ‬ويمدِّد‭ ‬يدَيْه‭ ‬بارتياح،‭ ‬ثمَّ‭ ‬يرفع‭ ‬عينَيْه‭ ‬وحين‭ ‬يُبصِر‭ ‬نورا،‭ ‬يعلم‭ ‬فوراً‭ ‬أن‭ ‬كلَّ‭ ‬شيء‭ ‬قد‭ ‬ضاع،‭ ‬وأنها‭ ‬سترحل‭ ‬عنه،‭ ‬وليس‭ ‬بإمكانه‭ ‬إيقافها‭.‬

قالت‭:‬

ت‭ ‬تذ‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أودُّ‭ ‬الذهاب‭ ‬قبل‭ ‬توديعكَ‭.‬

تومباشرة،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬طارت‭ ‬وحلَّقت‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬فوق‭ ‬البيت،‭ ‬ثمَّ‭ ‬اختفتب

تعبد‭ ‬الفتاح‭ ‬كيليطو،‭ ‬كاتب‭ ‬وناقد‭ ‬مغربي،‭ ‬وُلد‭ ‬عام‭ ‬1945‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬الرباط،‭ ‬يكتب‭ ‬باللّغتيْن‭ ‬العربيَّة‭ ‬والفرنسيَّة،‭ ‬اشتغل‭ ‬على‭ ‬التجديد‭ ‬فى‭ ‬الدراسات‭ ‬الأدبيَّة‭ ‬العربيَّة،‭ ‬وصدر‭ ‬له‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬عدَّة‭ ‬مؤلَّفات،‭ ‬منها‭ ‬خمسة‭ ‬أجزاء‭ ‬كأعمال‭ ‬كاملة‭ ‬سنة‭ ‬2015،‭ ‬وهي‭: ‬اجدل‭ ‬اللغاتب،‭ ‬الماضى‭ ‬حاضراًب،‭ ‬اجذور‭ ‬السَّردب،‭ ‬احمَّالو‭ ‬الحكاية،‭ ‬وبمراياب‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أعماله‭ ‬التى‭ ‬نُقلت‭ ‬بين‭ ‬اللغتيْن‭: ‬امن‭ ‬نبحث‭ ‬عنه‭ ‬يقطن‭ ‬قربناب،‭ ‬2019‭. ‬صدر‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬منشورات‭ ‬المتوسط‭ ‬كتاب‭ ‬افى‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬الندم‭ ‬الفكريب‭ ‬سنة‭ ‬2020‭. ‬تُرجمَت‭ ‬له‭ ‬أعمال‭ ‬عديدة‭ ‬إلى‭ ‬لغات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والإسبانية‭ ‬والإيطالية‭. ‬ساهم‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الندوات‭ ‬والمحاضرات‭ ‬حول‭ ‬الأدب‭ ‬العربى‭ ‬والفرنسى‭ ‬فى‭ ‬لقاءات‭ ‬ثقافية‭ ‬وحوارات‭ ‬فى‭ ‬المغرب‭ ‬وخارجه‭. ‬كما‭ ‬تحصَّل‭ ‬على‭ ‬عدَّة‭ ‬جوائز‭ ‬فى‭ ‬النقد‭ ‬والدراسات‭ ‬الأدبية‭.‬

المصدر : جريدة اخبار الادب

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة