الإثنين، 02 أغسطس 2021 - 06:09 م

قد تكون موجة الحر التى تداهمنا هذه الأيام هى الاسوأ منذ سنوات طويلة. لكن الأهم والأخطر أنها جزء من ظاهرة عامة تشمل المنطقة والعالم معلنة عن تغيرات مناخية تهدد بتأثيرات سلبية عديدة وتفرض على العالم أن يكون أكثر جدية فى التعامل معها.

بالقرب منا.. تجتاح الحرائق المنطقة فى لبنان وسوريا وتركيا وفى جنوب أوروبا. مدن يتم إجلاء سكانها ومصايف شهيرة أغلقت أبوابها، وجهود هائلة تبذل لمحاصرة النيران. والغريب أن ذلك سبقه قبل أيام موجة من الفيضانات اجتاحت شمال أوربا وأحدثت دمارا واسعا فى دولها!!

لسنوات طويلة كانت الدول الصناعية الكبرى تتجاهل تحذيرات العلماء من خطر التلوث على المناخ. الآن لم يعد ذلك ممكنا بعد أن أقترب الخطر من الجميع. العلماء يقولون إن هناك احتمالا كبيرا أن تصل درجة الحرارة خلال خمس سنوات فقط إلى درجة الخطر التى حذروا منها والتى كانوا يخشون وقوعها بعد ثلاثين عاما!

في المقابل الوعى بالخطر يزداد فى العالم كله. الكل يدرك أن التقاعس فى المواجهة يعنى الكارثة. استمرار ظاهرة الاحتباس الحرارى تعنى مخاطر عديدة على البشر أجمعين. فيضانات مدمرة وتدمير للأراضى الزراعية وانتشار الجفاف فى مناطق أوسع واستحالة الحياة فى مناطق كانت آمنة.

في مصر.. هناك جهد كبير لمضاعفة مصادر الطاقة النظيفة وغير الملوثة، وهناك جهد للحد من التلوث الناتج من الصناعة لأقصى درجة.

وأمامنا مهمة كبيرة لحماية شواطئنا وإبعاد الخطر عن مناطق فى الدلتا. وجهودنا لانتاج السيارة الكهربائية خطوة ضمن خطوات كثيرة لتعزيز قدرتنا على مواجهة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.

ويبقى الأهم.. وهو الحفاظ على كل قطرة من حقنا فى مياه النيل الذى سيظل للأبد مصدر الحياة بالنسبة لمصر، ومصدر الأمان فى عالم تتهدده المخاطر.