الإثنين، 02 أغسطس 2021 - 06:37 م

تفشت ظاهرة بيع الأدوية عبر صفحات الفيسبوك مما يفتح الباب لتداول أصناف غير مرخصة ومهربة ومجهولة المصدر، ولا تخضع لأى رقابة أو مسئولية..!! أدوية لعلاج فيروس كورونا، وأخرى لعلاج آلام الظهر والخشونة، وثالثة للتخلص نهائيا من مرض السكر ورابعة للضغط وخامسة للعقم والضغف الجنسى.. وهكذا.

تسبب الأمراض وتؤدى إلى الموت

ولا ينسى مروجو هذه المنتجات إضافة عبارات جاذبة مثل»مصنع من مواد طبيعية بنسبة 100%»، أو «حائز على علامة الجودة»، وغيرها من المعلومات التى لا يمكن للشخص العادى التأكد من صحتها.

وحسب الدراسات والإحصائيات الأخيرة فإن ما يقرب من 97% من المنتجات العلاجية والدوائية المباعة على الإنترنت تنتجها شركات وهمية، وتعد أدوية مقلدة ومغشوشة وتسبب الموت السريع.

بسبب وزنها الزائد عانت رغدة رمضان - طالبة بالفرقة الثالثه كليه آداب - من التنمر سواء من الأقارب أو الزملاء، ما أدى بها إلى الاكتئاب، والعزلة، وعدم الخروج من البيت لعدة أشهر، وعلى الفيسبوك بحثت رغدة عن حل، فعثرت على صفحة تبيع كورسا لعلاج السمنة ونحت الجسم بـ1000 جنيه.

بالمبلغ حصلت رغدة على حبوب وأعشاب، وبعد اسبوعين من تعاطيها شعرت بآلام شديدة فى المعدة وهبوط حاد فتوجهت للطبيب الذى أخبرها أن كبسولات الدواء غير مرخصة ومغشوشة وتسبب الموت.. ولم يختلف الوضع مع نورهان متولى التى اتبعت انظمه رجيم متعدده جميعها فشلت، وداخل أحد الجروبات وجدت من يروج لدواء يسد الشهية ونصائح من المعلنين تتحدث عن قدرة الدواء على إذابة الدهون المتراكمة فى الجسم.

تواصلت نورهان مع المعلن الذى أكد لها أن المنتج مستورد، وواظبت عليه لمدة أسبوع، وبالفعل فقدت نحو 4 كيلوجرامات من وزنها، ما دفعها إلى الاستمرار عليه حتى بدأت تشعر بألم شديد فى المعده، تقول نورهان اكتشفت أن العلاج مغشوش وأن المعلن مجرد نصاب، دمر حياتى وأصبحت أعانى من القيء المستمر، لأعالج منه على مدار أسبوعين.

علاج كورونا
سامح رجب أحد مصابى كورونا الذى اتجه إلى الفيسبوك ليعالجه، قام بشراء بروتوكول العلاج «السريع»، والذى يحتوى على مجموعة من الأدوية، فيما أكد له المعلن ان الدواء مرخص ومستورد، ولكن بعد تناول الحبوب زادت الاعراض والشعور بالتعب وعندما لجأ إلى الطبيب اكتشف أن الدواء مصنوع «تحت بير السلم» فأصبح يردد: حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من يتاجر بالمرضى.

نقابة الصيادلة
قال د. احمد عبيد امين صندوق النقابه العامه للصيادلة إن الأدوية التى تباع عبر فيسبوك، بحجة انها آمنة ومصنوعة من الاعشاب والمكملات الغذائية لانقاص الوزن، والحقيقة انها ادويه موت بطئ لانها تتكون من مادة السيبوترانين وهى مادة ممنوعة ومحرمة دوليا لها اثار جانبية على الجهاز العصبى المركزى والعديد من الحالات تعانى من الفشل الكلوى وهبوط حاد.

تنفيذ القانون

وتشير د. ايناس عبد الحليم عضو مجلس النواب إلى صفحات نصب كثيرة على السوشيال ميديا تتاجر فى أمراض المواطنين وتبيع لهم الوهم، بأدوية مغشوشة ومصنوعة تحت بير السلم.

وقالت: هناك العديد من الصفحات التى تروج لبروتوكولات علاج وأدوية لمواجهة فيروس كورونا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مستغلين قلة وعى المواطنين وتقديم العلاج بأسعار قليلة، مما يشجع بعض المواطنين على التعاون مع هؤلاء النصابين ويقومون بشراء العلاج.. وقالت: يجب تناول الدواء بعد استشارة الطبيب فكل حالة من المرض تختلف عن الآخر، ويجب منع تداول أى أدوية على مواقع التواصل الاجتماعى وتوقيع عقوبات مشددة ضد هؤلاء المستغلين، وتطالب وزارة الصحة بتنفيذ اللائحة القانونيه للوزارة لتحجيم بيع أى نوع من العلاج الا من خلال الصيدليات والمستشفيات فقط.

المواطن فى خطر
ولفت د. ايمن ابو العلا عضو مجلس النواب إلى أن أغلب صفحات الفيس بوك تعلن عن منتجات وعقاقير لا علاقة لها إطلاقًا بالعلم أو الطب، وتتسبب فى كوارث صحية، خصوصًا تلك المتعلقة بالتخسيس وعلاج بعض الأمراض، مثل آلام العظام، وغيرها ممن يستخدمون شعارات ترويجية مثل «الوزن المثالى فى اسبوع وعلاج الصلع وغيرها»، موضحا أن الدستور ينص على حماية المواطن من خطر الإعلانات المزيفة، والنصب على المواطنين بالترويج لبيع الادوية المغشوشه على الفيس بوك واستغلال المواطن البسيط ببيع كبسولات الموت.
ويطالب ابو العلا وزارة الصحه بإصدار اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الإعلان عن المنتجات الطبية الصادر فى 22 أغسطس سنة 2017، وقانون رقم 206 لسنة 2017، ويشمل القانون تنظيم الإعلان عن المنتجات والخدمات الصحية.

حماية المستهلك

ويصف د. ايمن حسام الدين رئيس جهاز حمايه المستهلك ملف بيع الادوية على الفيسبوك بأنه من اخطر الملفات التى يعمل عليها الجهاز لانه يمس حياة المواطن نتيجة شراء علاج غير مرخص.

وقال: من المستحيل ان تمر هذه الادوية بنفس المراحل التى تمر بها الادوية التى توجد فى الصيدلية وعادة ما يكون الكلام المكتوب على الورقة المرافقة للدواء الذى يباع عن طريق الانترنت غير صحيح ولا يتطابق مع المكونات التى يحتوى عليها الدواء فعليا.

وقال إن دور الجهاز يبدأ من رصد الصفحات المضلله التى تروج لبيع الادوية والمكملات الغذائية عن طريق فريق كامل يقوم بالتحرى ومخاطبة هيئه الدواء لمعرفة حقيقة وصحة ما جاء بالإعلان، ووقف الدواء من التداول حال ثبوت عدم تسجيله، أو احتوائه على مواد ضارة بالمستهلك.

هيئه الدواء

وأكد د. محمود يس المتحدث الرسمى باسم هيئة الدواء المصرية ان الإدارة المركزية للرعاية الصيدلية قامت باستحداث إدارة خاصة برصد الإعلانات المضللة وغير الحاصلة على ترخيص على مواقع التواصل الاجتماعى، ومن ثم يتم احالة الامر للجهات المختصة ذات الصلة لاتخاذ اللازم تجاه مروجى هذه الإعلانات..

وأضاف: هيئه الدواء تتعامل مع الشكاوى الواردة عن طريق الخط الساخن أو من خلال الموقع الالكترونى وتقوم الإدارة المركزية للعمليات بتحويل تلك الشكاوى إلى الادارة المختصة على التفتيش والتعامل معها من خلال ضبط القائمين على إدارة تلك الصفحات والتنسيق مع وزارة الداخلية والادارة العامة لمباحث تكنولوجيا المعلومات واتخاذ الاجراءات القانونية ضد مروجى الصفحات.