بالرغم أني أحب البهجة والسرور، والنكتة واللطائف الكلامية، واستشهد أحيانا ببعض كلمات في محاضراتي العامة والخاصة من مسرحيات عالية في الجودة الفنية من باب الضحك المنضبط بالمحافظة علي الحياء العام، وعادات وتقاليد المجتمع الراقية، إلا أن ما شاهدته وسمعته في مسرحيات ( تياترو مصر) هذه الأيام : كشف لي الوجه القبيح للسقوط والانزلاق الأخلاقي والذي يريده الساقطون لمصرنا الغالية!، فمن يشاهد ما يعرض : يعلم بدون أدني شك أن هناك من يتآمر علي أخلاقنا وقيمنا وعلمائنا وأزهرنا، بل والأمن الأخلاقي في الوطن كله!!، فالمسرحية بها شباب يملكون ناصية جيدة في العرض الفني، والاتقان المسرحي لا يمكن أن يُنكر... إلا أن كاتب كلماتها، ومخرج مشاهدها، والذي دفع الأموال لإنتاجها: لهم رسالة خفية عن أعين هؤلاء الشباب، وعن المشاهدين.. فهم في غمرة الضحك، التي تسيطر علي السامع والمشاهد يستغلون مواهب هؤلاء ليزجوا بكلمات، ورسائل لا أخلاقية، بل هي قمة في السفور والسقوط الأخلاقي وقلة الأدب والحياء !!.. فتجد كلمات زُج بها - بقصد- لينطق بها هؤلاء الفنانون الذين يُضحكون القوم، وغير ذلك كثير من اللغو وسفاهات الخطاب والتي لا أريد أن ألوث بها عين القارئ .. كل ذلك لكي يتعلم الشباب في كل أنحاء بلدنا هذه الكلمات، ويترجموها لواقع ملموس في مداخل العمارات، وتضيع الأعراض بسهولة، (وإيه يعني العرض عند هؤلاء). وكأن عرض البنت التي في - بير السلم - لا قيمة له، والبوس، والأحضان وغيرها شئ يجب أن يكون عاديا بين الشباب، وتوزع القبلات حسب رؤية كاتب المسرحية بين فتيات وشباب مصر مجانا في كل مكان أو علي الأقل توزع مثل : البيبسي كولا، والسفن أب، والشوكولاتة، عادي جدا.. هذا ما يريده القائمون علي الأمر فيها، ورسالتهم واضحة، والغريب أنه لا توجد رقابة تتابع، ولا يوجد ضمير يؤنب، ولا وزن مطلقا للقيم المصرية، فضلا عن القيم المسيحية، والإسلامية التي تربي عليها مجتمعنا. !!..
وإن تعجب من هذا الذي يعرض، ولا ينتقده قلم واحد قي مصر أبدا، فعجب العجاب ما شاهدته الليلة من مشاهد غاية في السوء ضد أهل العلم وعلماء الأمة :: ففي المسرحية يُؤتي بعالم أزهري، حافظ للقرآن، ويُسخر من حفظه، فالعمدة في المسرحية يحفظ أكثر منه لأنه عمدة !، ثم يقوم المعمم هذا ويرقص علي» واحدة ونص» علي المسرح، وهو يرتدي عمامة العلماء، بل يأخذ مفتاح الشقة ا-- كما يصوره الكاتب الفذ -- من الشاب الساقط ليكمل ليلة حمراء بعمامته في إحدي الشقق مع الفتاة التي ذكرها له الساقط !!، كل ذلك والجمهور المغيب : (هات يا ضحك )
وهنا السؤال أين الرقابة التي وظفتها الدولة للحافظ علي الناس من مشاهد التلوث الفني ؟ أين وزارة الثقافة التي يقدم هذا التلوث البصري والأخلاقي علي مسارحها ؟ !!!.. وهل علماء الأزهر الأفاضل الذين يُطلب منهم تجديد الخطاب الديني، ودعوة الشباب للإلتزام بالقيم، وضبط المعاملات في الشارع « الذي انهار أخلاقيا» لتكون وفق قيم الدين وتعاليم الرسول الكريم، يصح أن يُقدموا للناس هكذا، دون أدني وازع من ضمير أو دين ؟؟ وهل من اللائق أن يُؤتي بعالم الأزهر ليوضع في مرمي السخرية من الخمورجية والمسطولين في المسارح، وهل يستطيع المخرج العبقري أن يسخر من عمامة كاهن في أورشليم، أو عابد للبقر في الهند، أو حتي ساحر غبي في شيكاغو ؟ !.
كيف يُطالب العلماء بالتقرب من الشباب، وتصحيح أفكارهم، وتشجيعهم في الحفاظ علي وطنهم، وتجديد الخطاب الديني لهم، واستغلالهم في ترسيخ الأمن والسلم العام في جوانب الوطن، وفي نفس الوقت تُعرض مشاهد ومسرحيات تعصف بكل القيم، وتستهزئ بهؤلاء الأفاضل وعلمهم وأزيائهم وعمائمهم. ؟ ؟؟!!!.
إنني علي يقين أن الطابور الخامس ممن يملكون شيئا من ناصية الفن والثقافة عندنا يقصدون ما يفعلون، وينفذون مخططات من شروهم بثمن بخس، ولا يهمهم الخطاب الديني، ولا مشاعر المصريين، ولا قيم الدين.
لذا أطالب بإيقاف هذا العمل المتدني الذي لا يراعي في الله، ولا القيم إلاّ، ولا ذمة، وأن يُسأل قانونا المسئول الذي سمح بعرض هذه السقطات، وأن تُرفع قضايا قانونية ضد من يسخر بعمائم العلماء، ويبعد أولادنا عن قيمة الحياء أو الاستحياء، لابد من رجل رشيد مسلح بالدستور والقانون يوقف زحف أهل الباطل بباطلهم، وسوء أدبهم، وقلة حيائهم علي قيمنا التي تربينا عليها.