جمال الشناوي
جمال الشناوي


جمال الشناوي يكتب: صمت ضياء.. وصفاقة ديفيد 

جمال الشناوي

الإثنين، 02 أغسطس 2021 - 09:45 م

 

تظل مصر في مرمى نيران المرتزقين من أموال الأشقاء.. وسيبقى الرئيس السيسي يدفع ثمن تقدمه الصفوف لاقتلاع جذور تجار الدين استجابة لأمر الشعب الذى خرج إلى الشوارع في 30 يونيو 

قبل أيام ذهلت وأنا أتابع دورة وتدوير تقرير إخباري كتبه صحفي بريطاني في موقع أخباري ينطلق من بريطانيا.. وتموله خزائن «أشقاء» من بنى جلدتنا.. يدفعون الكثير من أجل إلحاق الأذى بنا.
ديفيد هيرست.. صحفي بريطاني معروف منذ عقود بادعاء تخصصه في الشئون العربية، تنقل بين عدد من الصحف البريطانية.. حتى وطأت قدماه بلدان العرب، فبرع الرجل في مداهنة الأثرياء من أهلنا في المنطقة، وعليه وله كثير من القصص والحكايات. حتى ذاق ديفيد عطايا الأثرياء.. فتخصص في الشأن العربي والشرق الاوسط، بعدما أكتشف أن أرباح جولة واحدة في المنطقة تدر عليه ما يوازي أجره سنوات في صحف بريطانيا.

تحول ديفيد إلى ما يشبه تليفون «العملة» المنتشر في الشوارع ، من يدفع تدب فيه الحرارة ويكتب، وينجلي صوته ويملأ مداد قلمه، والرجل بات محدد الهدف فيكتب لمن يدفع، حتى عثر على ضالته في بلد عربي شقيق، أسس له موقع إخباري، وتراخيصه باسم موظف يعمل بأحد دوائر الإعلام بتلك الدولة.

أخر انتاج «الخواجة» ديفيد، هو تقرير ثري جدا بالأكاذيب، بنفس ثراء من يدفع له، كتب الرجل وهو على شواطئ جنوب إسبانيا تقريرا يجب نشرة فقط في أول أبريل.

انطلق ديفيد يروى قصة من الخيال السينمائي.. عن اللحظات الأخيرة لسقوط حكم أباطرة الدين والسياسة في تونس.

قال الرجل أن الرئيس «الشجاع» قيس سعيد استدعى رئيس حكومته «المجمدة» والمنشغلة عن الشعب التونسي الذي يعاني آثار سنوات عشر من الفوضى، وزاد من الكارثة إهمالها مواجهة الفيروس الذى انتشر في مواجهه عجز حكومي.. أيا ما كان سبب احتقان الشعب، وغضب الرئيس قيس سعيد وقراره بعد سنوات من الصبر بالتدخل لحماية الشعب والمصالح العليا للدولة التونسية.. إلا أن الأخ ديفيد، تلقى بعض الخرافات.. وراح يدونها بقلمه.. بعدما تلقى المعلوم لتشتعل الحرارة في عقله، ويسرد قصة لا يصدقها عقل، خارج قطعان جماعات التجارة بالدين.

خلاصة القصة التي كتبها ديفيد، أن الرئيس التونسي استدعى رئيس حكومته.. وطلب منه الاستقالة، ولكن المشيشي رفض.. وأن هذا المشهد كان في حضور ضباط مصريين، وأن رئيس الحكومة تعرض لاعتداء حتى يقبل بالاستقالة وأن ضباطا مصريين كانوا  حاضرين وقت تلك المعركة الخيالية .

قبل الدخول في دهاليز حكاية «ألف ليلة وليلة» التي برع ديفيد في إقناع من سلموا عقولهم للمرشد مع البيعة.. وبعد رواجها وإعادة تدويرها على أكثر من 10 منصات إعلامية يملكها من يدفع له في هذا البلد العربي.. خرج هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية، ليصدم ديفيد ومن وراء ديفيد.. رئيس الحكومة نفى تماما كل ما جاء في التقرير. وقال إنه لم يتعرض لأي اعتداء ولم يكن هناك ضباطا مصريين أو غيرهم من الجنسيات التي ذكرها التقرير.

الرئاسة في تونس رأت أنه لا يليق بها الرد على تلك الأكاذيب بعد تصريح رئيس الحكومة المستقيل بنفسه.

ما كتبه ديفيد سيتكرر يوما بعد يوم، وسيتواصل في كثير من عواصم الغرب.. سيل من الأكاذيب يستهدف مصر، وشعبها ورئيسها.

لكن ماذا نحن فاعلون لمواجهه هذا السيل الذى لا يتوقف؟.. 
قبل أيام جاءني إعلان من السلطات القضائية يفيد بأنني مطلوب أمام المحكمة بسبب انتقاد طال رجل إخواني الهوى والهوية على صفحات إحدى إصدارات أخبار اليوم التي أعيد نشر أتناجها على البوابة.

الغريب أن مصر تتلقى طلقات الكذب منذ عشر سنوات، ونحن صامتون، أو في افضل الأحوال نرد ببيانات لا يسمعها أحد سوانا، وكثيرا ما تتجاهل تلك المؤسسات محاولات الهيئة العامة للاستعلامات للرد..

ولكن هل هذا كافي؟.. حسب قواعد الإعلام يجب على من تجاوز أن يصوب ويعتذر، لكن لأننا تساهلنا كثيرا مع سفلة ومرتزقة وسائل «بير السلم» الإعلامية خاصة في بريطانيا والولايات المتحدة.. فأتمنى واقترح على الصديق والأخ العزيز ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بالتعاقد مع أحد أو أكثر من مكتب للمحاماة في عواصم الغرب الذي يفتح أبواقه لمن يدفع من الأشقاء أو الأصدقاء الغاوون والضالون.

مكتب محاماة يتولى ملاحقة وسائل الإعلام المنحرفة أمام المحاكم البريطانية وتحت قواعد القانون هناك .. على أن تتنازل هيئة الاستعلامات لهذا المكتب عن قيمة التعويضات. ويكفينا نشر خبر التصحيح في نفس الوسيلة الإعلامية لو فعلناه. ستتردد دكاكين الخواجة الصحفية كثيرا عندما تتلقى تمويلا لاستهداف بلادنا بشائعات.

لو فعلنا هذا مع المؤسسات التي تكتب لمن يدفع، سيتراجع حجم الهجوم، وسيفكر من يستهدفنا كثيرا قبل أن تكتب او ينتج ضد مصر.

الحروب الإعلامية باتت أكثر ضررا من القتال الميداني للجيوش، ومالا تستطيع الحروب الخشنة فعله، تستطيع أن تنجزه أدوات «النيوميديا» ولنا في 2011 أبرز مثال على ذلك.. تذكرون الجارديان عندما كتبت عن ثروة مبارك البالغة 70 مليار دولار.

مصر الآن في حاجة فضلا عن حماية أمنها القومي من تسلل أدوات أصبحت مكشوفة، في حاجة أكبر للدفاع عن كل إنجاز تحقق على الأرض في معركة البناء. 

هناك مراكز تفكير تعاود الاستعداد لجولة أخرى من الفوضى ولكن ربما بأساليب جديدة أو قديمة لتعطيل حرب البناء التي قطعنا فيها أشواطا مهمة.. أحموا مصر حتى تتحصن بالقوة الكافية.. قريبا.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة