كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الإخوان .. جيش إرهابى! : (3 - 4)

كرم جبر

الثلاثاء، 03 أغسطس 2021 - 07:58 م

 كان اغتيال محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر، لأنه تجاسر على جماعة الإخوان، فصدر حكم بإعدامه رمياً بالرصاص، وتم تنفيذ الحكم.
ففى تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الثلاثاء 28 ديسمبر سنة 1948، وصل النقراشى باشا إلى المبنى الرئيسى لوزارة الداخلية، وأثناء صعوده درجات السلم الذى يحيط به كالمعتاد حرس الوزراء وآخرون يرتدون الملابس الملكية، وقبل وصوله إلى المصعد الموصل للدور الثانى، أطلق عليه عبد المجيد حسن، وكان مرتدياً ثياب ضابط برتبة ملازم أول، رصاصتين قضتا عليه فوراً، وغرق رئيس الوزراء فى دمائه الساخنة برصاص اكتسى نحاسة إسلامية.
وكان النقراشى قبل اغتياله بعشرين يوماً قد أصدر أمراً عسكرياً بحل جماعة الإخوان المسلمين وشُعَبها والأماكن المخصصة لها، وأمر بضبط أوراقها ووثائقها وسجلاتها ومطبوعاتها وأموالها وكافة الأشياء المملوكة لها، وتعيين مندوب خاص مهمته تسلم جميع أموال الجمعية وتصفية ما يراه.
وعبد المجيد حسن، قاتل النقراشى، كان طالباً بمدرسة الطب البيطرى بجامعة فؤاد الأول، واعترف بأنه من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وأنه قتل النقراشى بسبب تصرفاته مع الجماعة، وأمره بحلها والشركات التى أقامتها، وتعرف عليه الشهود وثبتت عليه التهمة، واعترف على خمسة من شركائه، ثم اعترف بعد ذلك على تسعة آخرين، وأحيلوا جميعاً إلى المحاكمة العسكرية.
وقال النائب العام المستشار عبد السلام فى مرافعته «لقد نكب المسلمون بأمثال هؤلاء ممن اتخذوا دين الله حجاباً لستر نواياهم وقتل ضحاياهم، فنكلوا بالدين وأهله شر نكال، وبذروا فى الأرض بذور الفتنة والضلال، والمسلمون يعانون من شره وبلواه حتى يومنا هذا، إنهم ليسوا فقط عصابة خارجة على القانون وثائرة على النظام، ولكنهم عصابة ضمت أخطر العناصر التى بليت بها مصر فى العصر الحديث».
والملاحظ أن مرافعة المستشار محمد عبد السلام فى أغسطس سنة ١٩٤٩، لخصت كل جرائم الإخوان وسائر الجماعات الإرهابية الأخرى، لأن الجماعة احتضنت الإرهاب أو كما قال المستشار عبد السلام، كمن الإرهاب فى تكوينها نفسه، لأن شعارهم يتعلق بالعنف، وكان هذا الشعار ستاراً لخطة أعلن عنها حسن البنا فى كتاب له بعنوان «رسالة التعاليم منى إلى إخوان الكتائب» وتتضمن ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: هى التعريف ونشر الدعوة بين الناس وإقامة المنشآت ووسيلتها فى ذلك الوعظ والإرشاد.
المرحلة الثانية: هى التكوين واستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد، وضم بعضها إلى بعض، ونظام الدعوة فى هذا الطور صوفى بحت من المرحلة الروحية، وعسكرى بحت من الناحية العملية.
والمرحلة الثالثة: هى مرحلة التنفيذ والجهاد الذى لا هوادة فيه فى سبيل الوصول إلى الغاية، وقال حسن البنا فى تعاليمه «أريد بالجهاد الفريضة الماضية إلى يوم القيامة».
وكشف المستشار عبد السلام فى ذلك الوقت النقاب عن التنظيم السرى للإخوان، وقال إنه أوسع وأشمل وأخطر من أن يوصف بلفظ جمعية، وإنما هو «جيش إرهابى»، من بين وثائقه أوراق معنونة «قانون التكوين»، وتتضمن بيانات عن كيفية تكوين وتنظيم الجماعة الإرهابية على نظم الخلايا، من هيئة قيادة وأركان حرب وجنود، وتكون فى مجموعها جيشاً وواجبات كل فريق، وكيفية تنظيم القوات واختيار الجنود، وما يتعين توافره فيهم من شروط.
وللحديث بقية ...

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة