بقلم: د.أسامة السعيد
بقلم: د.أسامة السعيد


خارج النص

تنمية بشرية فى الألعاب الأوليمبية !

د. أسامة السعيد

الثلاثاء، 03 أغسطس 2021 - 08:06 م

كل أربع سنوات يتجدد اللقاء مع الأولمبياد ، مهرجانات للرياضة والمنافسة الشريفة بين صفوة الرياضيين بالعالم أشجع بلدي وأبناء وطنى العربى، وأتعاطف مع المكافحين من كل دول العالم النامى الذين يواجهون منافسيهم، بقدر ما يتحدون ظروفهم القاسية، دون أن يفوتنى الاستمتاع برياضات، لا نرى بعضها إلا فى الأولمبياد.
هذا العام وجدت نفسي أتابع منافسات أولمبياد طوكيو برؤية تتجاوز طبيعتها كمنافسات رياضية، بل رأيتها فرصة لاستقاء الدروس السياسية وتعلم بعض قواعد التنمية البشرية.. من تلك الدروس: 
• الصغار يستطيعون تحقيق إنجازات مدهشة أحياناً، لكنهم لا يمتلكون القدرة على مواصلة الصراع حتى نهايته على كل الجبهات، فالدول الصغيرة تستطيع الفوز فى معركة، لكن الحرب دائماً محسومة لم يمتلك خططاً طويلة المدى، وتأهيلاً علمياً لأبطاله، وقدرة على الاستثمار فى البشر.
• إنجاز فرد واحد مؤهل يمكن أن يتجاوز نجاحات دول بأكملها، وانظروا إلى ما حققته السباحة الأسترالية إيما ماكيون، التي حصدت فى أولمبياد طوكيو 7 ميداليات، بينها 4 ذهبيات، ومن قبلها السباح الأمريكى مايكل فليبس الذى حصل على 28 ميدالية أوليمبية منها 23 ذهبية وثلاث فضيات، وبرونزيتين، وهى أرقام تعجز بعثات كاملة لدول كبيرة عن تحقيقها، بل وتتجاوز ما حصدته دول عريقة طوال تاريخها الأوليمبى.
• النجاح الحقيقي يبدأ بطريقة الاختيار الصحيحة للكفاءات، مع عدالة منح الفرص، فمثلاً الفريق الأمريكى فى السباحة الذى حصد الرصيد الأكبر من الميداليات وأبهر العالم بتحطيمه للأرقام القياسية، ضم معظم أبطاله بعد اختبارات وتصفيات من مختلف الولايات والجامعات الأمريكية، وبعض من حققوا الميداليات كانوا مجرد هواة.
• عندما تضيع الكفاءات من بين يديك، ويختطفها منك آخرون،(فارس حسونة صاحب ذهبية رفع الأثقال مثلاً)،  فلا تلومن أصحافة الكفاءة أو تتهمهم بضعف الانتماء والجرى وراء الذهب، أو تستسهل الهجوم على من انتهز الفرصة، واختطف ما كان بين يديك بل عليك- إن كنت راغباً حقاً فى الإصلاح- أن تسأل نفسك بصدق: كيف أضعت الذهب من بين يديك، من أجل مجاملة حفنة من الفاشلين؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة