أشرف غراب
أشرف غراب


خد بالك

المحليات.. ودولة القانون

الأخبار

الثلاثاء، 03 أغسطس 2021 - 08:09 م

استيقظت مصر بعد طول سباتٍ، وأيقنت أن طريق الإصلاح يبدأ بأولى الخطوات، ألا وهى ضرب الفساد والمفسدين.. فالفساد من قديمٍ أذرعه طويلة، وكان أطولها بلا شك، خاصةً فى عقود مصر البائدة، تلك التى كانت موجودة بالمحليات، مسلسلٌ استمرت أحداثه المُؤلمة ما يربو على ثلاثين عامًا مُتعاقبة، استيقظنا فيها على عشوائيات وإبادةٍ للرقعة الزراعية كادت تعصف بقوتنا وقوت أولادنا أبد الدهر، ورشاوى مُقنَّنة بقوانين لا تجد مثيلًا لها فى دولة حديثة النشأة والميلاد.
لقد فاض الكيل مما عشناه طويلًا من الإهمال وتدمير البنى التحتية، حتى إن الطرقات تم الاعتداء عليها والانقضاض على حُرماتها، كما تم الاستيلاء على أراضى الدولة وممتلكاتها، إذ استباحها معدومو الضمير فى ظل غياب موظفين قبضوا فيها عرابين الخسة، وجعلوها تجارتهم التى يأكلون منها ويشربون، أما طرح النهر فعلى خط النار حدِّث ولا حرج، فأصبح شاطئ النهر الخالد يئن بما يُبنى عليه من منازل وكافيتريات ومقاهٍ، وكأن رجال الأحياء والمدن من المحليات نائمون نومة أهل الكهف، ينتظرون البعث، ناهيك عن سفوح الجبال التى استوطنها من لا يقدر على البناء، فكانوا بين عشية وضحاها أسفلها ضحايا، أضف للمعضلات الفجة تلك الارتفاعات غير المسموح بها فى البناء، وسوء التخطيط وعدم الالتزام بعوامل السلامة والأمان فيها.
كان من الطبيعى أن تحدث أزمة، ومن البديهى أن تصرخ الألسن من المعاناة، بلغت بالبعض أن يقول إننا دخلنا بسرعة الصاروخ إلى النفق المظلم، ولا سبيل إلا بثورة تصحيح المسار، والوقوف على قلب رجلٍ واحدٍ لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه، وها هى قد حدثت.
إن الثلاثين من يونيو من العام 2013، كان ميلادًا ومولدًا لعهد جديد، التف فيه الشعب حول مخلصى وطنه، الذين أرادوا إحياءه من رقاده، فبرز دور زعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى ما إن تولى السلطة بإرادةٍ شعبية ونداءات المصريين، واتخاذه عدة إجراءات إصلاحية على جميع المستويات، للنهوض بالبنية التحتية المهترئة، وتمهيد الطريق لوقوف الدولة ثانيةً على قدمين ثابتتين، أمنيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا، وسياسيًا، فأعطى شارة البدء لعملية الإصلاح الاقتصادى الشامل.
اليوم كتب الرئيس السيسى، وبعد ثمانى سنوات من تقلده رأس السلطة، شهادة وفاة الفساد والإرهاب، العدوين اللدودين لأى تنمية يُراد لها النجاح، فعلى المستوى الأمنى، استهدف الرئيس جماعاته وعصاباته داخل البلاد وعلى حدودها، بالجبال والصحارى والمدن والوديان والقرى، وجفف منابعه إلى أن تحقق الأمن والسلم الذى نراه الآن، ثم عمل على إعادة الإعمار بالقضاء على فسدة الأوطان بحسابهم وإجبارهم على سداد ما أخذوه عنوةً وقت فراغ الدولة، مُتجهًا إلى المحليات بتطهيرها، ووضعهم أمام القضاء لتأخذ العدالة مجراها، وردهم ما سلبوه، وشرع فى فرض سيادة القانون باسترداد أراضى الدولة وحقوقها المنهوبة، إما بالتصالح الذى جعله مفتاحًا للحل، أو بالرد والتغريم كإجراءٍ عقابى، كما قنن البناء ووضع له بنودًا حازمةً تسرى على الجميع؛ منعًا لتكرار العشوائية، وجرَّم بكل الطرق وسائل السطو على الأراضى الزراعية، حفاظًا على ثروات الأجيال المقبلة، وعوَّضها بالصحراء التى شهدت مشاريع سكنية وزراعية وصناعية كبرى دفعت باقتصادنا إلى معدلات تنمية غير مسبوقة.
وللحقيقة أقول إن الرئيس السيسى أخذ على عاتقه مسئوليات جسام، فعمل فى صمتٍ، ولم يعطِ آمالاً ورديةً، أننا يمكننا فى سنتين أو ثلاث سنقتحم كل  الصعاب، ولكننا الآن على أعتاب عملٍ دءوب فى جميع المجالات، فاستشعر المواطن حجم تلك الأعباء، وتلاحم مع دولته الوليدة، وبدأ بالبنى التحتية التى تأخذ وقتًا طويلاً، وأصبح الكل يتباهى بإنجازات عظيمة لتبنى مصر أزهى عصورها.
لقد آن الأوان لأن نُحطِّم عروش الفساد والمفسدين، ونبنى صروح المجد بأيدٍ لا تعرف الكلل وعزيمةٍ لا تعرف الملل؛ من أجل مصرنا الحبيبة، ونكون مصدر فخرٍ للأجيال المتعاقبة؛ لتحذوا حذونا، ولسان حالهم يقول: أبدع الآباء والأجداد، ونحن على خُطاهم سائرون.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة