سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

أن تكون إنسانًا

سليمان قناوي

الثلاثاء، 03 أغسطس 2021 - 08:53 م

لم تحظ وثيقة الإخوة الإنسانية التى وقعها فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان منذ عامين بالاهتمام الإعلامى الواجب لوثيقة وصفها ميجيل موراتينوس الممثل السامى لتحالف الحضارات بأنها واحدة من أكثر المخططات التاريخية أهمية خلال القرن الحادى والعشرين. لذلك سعدت حين تلقيت من القاضى الجليل محمد عبد السلام الأمين العام للجنة العليا للإخوة الإنسانية سفره القيم «الإمام والبابا والطريق الصعب. شهادة على ميلاد وثيقة الإخوة الإنسانية»، يحكى فيه كواليس وخبايا النقاشات والرحلات المكوكية بين القاهرة والفاتيكان وأبو ظبى لإطلاق هذه الوثيقة منذ أن كانت فكرة غضة تحتاج إلى من يتبنى أفكارها السامية حتى غدت كائنا حيا مسطورا فى نسق حضارى يضيف للإنسانية. تستطيع أن تقول عن الكتاب رغم رصانته وبلاغة أسلوبه الرقراقة إنه جمع دون تكلف بين السيرة الذاتية للمؤلف وذكرياته طوال رحلة إعداد وثيقة الإخوة الإنسانية، والتى أرى أن التفاصيل الإنسانية الكثيرة التى تضمنتها الشهادة عن علاقته بكل من شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان لم تبعد كثيرا عن الهدف الأساسى للكتاب بإشاعة روح التسامح والتواد. يحكى المستشار محمد عبد السلام «قابلنى البابا استقبالا حارا وقال لى: إنك وعائلتك مرحب بكم فى الفاتيكان، كما وجه التحية إلى زوجتى نورهان التى كانت تحمل ابنى الأصغر مالك على ذراعيها. وضع البابا يده على رأس ياسين ووجه التحية إلى خديجة بابتسامة لطيفة أسعدت كليهما، بعدها قبل البابا باقات الورود منهم وقال ياسين له: إننى سعيد لمقابلتك اليوم يا جدى البابا. يبعث لكم جدى الإمام الأكبر بخالص تحياته. إنه يحبك كثيرا» تأثر البابا وتأثرنا جميعا بقوة كلمات ياسين، فقد كان يبلغ من العمر فقط خمس سنوات، إلا أنه حمل رسالة من الحب والسلام من الإمام الأكبر إلى البابا ومن الإسلام إلى المسيحية». رسالة الحب التى حملها المسلم الصغير أكدتها الوثيقة فى الكثير من صياغاتها. وهكذا نزرع فى نشئنا قيمة أساسية: أن تكون مسلما: شيعيا أو سنيا.. صوفيا أو سلفيا أو تكون مسيحيا: أرثوذكسيا أو كاثوليكيا أو بروتستانيا.. أو على مستوى الفكر السياسى.. يمينيا أو يساريا.. إسلاميا أو علمانيا.. رأسماليا أو ماركسيا، فالأهم قبل انتمائك الدينى أو السياسى، انتماؤك إلى العائلة الإنسانية الواحدة، أن تكون إنسانا.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة