حسن حافظ  عودة الثقافة
حسن حافظ عودة الثقافة


حسن حافظ عودة الثقافة

أصوات من الهامش

آخر ساعة

الأربعاء، 04 أغسطس 2021 - 12:28 م

تمر المنطقة العربية بمرحلة تحول شديدة القسوة فى زمن سريع التبدلات، نحتاج لوقف الانهيار الحاصل عبر البحث عن وسائل لوقف الانهيارات هنا وهناك، والعمل على إعادة العمل العربى المشترك إلى الواجهة على أمل إمكانية التصدى للأخطار التى تحاصر الدول العربية فى اللحظة الراهنة.

أحد أشكال المقاومة يتمثل فى استعادة المفهوم الشامل للثقافة، فمن خلالها يمكن مواجهة الفكر المتطرف فى جميع نسخه، وتقديم نماذج تعانق الحياة ولا تعرف إلا حرية الإبداع، وهو دور يمكن أن تلعبه مصر باعتبار الريادية الثقافية، وامتلاكها البنية التحتية اللازمة لإطلاق حراك ثقافى يتناسب مع المتغيرات ويستوعب طاقات الشباب.

كانت لمصر تجربة ناجحة فى الستينيات فى مفهوم الثقافة الجماهيرية، كما شهدت تسعينيات القرن الماضى ازدهار مشروع مكتبة الأسرة، وهى خطوات يمكن البناء عليها فى بناء عقول صحية تقبل بالتفكير الحر والعمل الإبداعي؛ بعيدا عن العقول المتخشبة والأرواح اليابسة التى لن تؤدى بنا إلا لطريق مسدود.

معركة هذا الزمان هى معركة العلم والثقافة، ولا يمكن أن نكسبها إلا بإطلاق طاقة العقول والتى نمتلك منها الكثير والكثير. إذا أردنا أن ندخل ساحة المعركة فعلينا أن نتسلح بأدواتها، وسلاح هذا الزمن هو العلم، والذى لا ينمو إلا فى وسط ثقافى يرحب بالتجريب والتفكير الحر، وهو المناخ الذى يجب توفيره فى مصر من أجل تحقيق نهضة مستدامة.

ولكى تحقق مصر هذا الدور عليها أن تفتح الأبواب لكل المبدعين العرب، لكى تعود القاهرة مركزا للثقافة العربية يتقابل فيه العراقى والسورى مع المغربى والجزائري، وقتها ستعود القوى الناعمة المصرية إلى الواجهة، ويمكن لها من باب الثقافة أن تحقق أكثر من هدف، أولها تجفيف منابع الفكر المتطرف والإرهابي، وثانيها توفير مناخ صحى لنهضتها ونهضة العرب.

المصدر : مجلة اخر ساعه 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة