الاستاذ: محمد أبوذكرى
الاستاذ: محمد أبوذكرى


عربية بارتى

يا أمة «الأمين» ع الباب

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 04 أغسطس 2021 - 02:41 م

 

الدنيا دى مدرسة وأنا فيها تلميذ بليد، هرستها بطولها وعرضها، وفى آخر المشوار علمتنى أصاحب نفسى وأحبها، وأخدها بشويش وبهداوة، وأنسى الصحاب الشمال، فى الوش تلاقيه حبيب وفى الضهر دايس عليك وحيموتك عند البشر من لسانه تصبح قصيدة عريضة وفوقها ميت موال.. ما هى دنيا يا ناس فيها الحسيس زى الدهب وفيها الخسيس زى الصفيح فالصو وزعيم عصابة الأندال.. وعجبى!!


الكلمتين دول كانوا محشورين فى الزور من زمان، أنا أنوش الفرفوش صاحب صاحبى وعبده مشرحة ملك النسوان كان صاحبى إنما نقول الخيانة فى دمه، ويبيعك فى كلمة لو شاف كعب واحدة، وأنا عارف إن الداء ده فيه من زمان، الست عنده كبيرة صغيرة، شابة طفلة، كلهم فى نظره ملكات جمال، وبيعرف ازاى يلاغيهم بالكلام الحلو، وعلى كل ده شكله مش ولابد، لا هو عمر الشريف ولا حتى حسين فهمى، اخره ورحمة أمى على الشريف فى فيلم «أفواه وأرانب» بتاع فاتن حمامة ومحمود ياسين إنما نقول إيه طفاسة ودناوة بعيد عنكم.


القصد أنا أنوش الفرفوش ملك الفصاحة والنصاحة والشقاوة والجدعنة، عبده مشرحة زميلى ورفيقى ومشوار عمرى ابن منطقتى وجارى وحبيبى فى أحلى مكان فى الدنيا الشرابية، يعنى شبرا وشباب شبرا، يعنى الرجولة، يعنى الأصل والأصول يعنى الكلام بحساب، يعنى تالتنا اللى داخل بينا خسران ولازم يدفع الحساب، والرجولة أدب مش فض مجالس وفنجرة بق، وبيع رخيص لاعز وأغلى الاحباب.


ما علينا القصة وما فيها إن عبده مشرحة باعنى بيع رخيص قوى، كنا قاعدين فى أمان الله قدام دكانة السمين والفشة والممبار وغيرهم من وساخة العجول لامؤخذة، ورغم أنه متعلم وفهمان وكبير فى السن والمقام، ومشوار النسوان ولا يهمنى بمليم ولا حتى بجنيه دى حياته وهو حر فيها، وده داء يبقى فى دم البنى آدم، وعنده قاموس مليان بالسهوكة والحنية والملاغية لأى ست معدية، وأول ما تجيب سيرة الحريم قدامه تلاقيه ايه مفرمة حواديت وكأنه هارون الرشيد أو حتى شهريار فى زمانه، وكلهم عنده بلا قافيه ولا سعاد حسنى فى جمالها ودلالها، كلهم والله، حتى لو كانت بعباية معفنة ووشها وجسمها وكل شيء فيها آخره نعيمة الصغير، أو مارى منيب، وفيفى عبده بتاعة خمسة مواه.


القصد أنا أنوش الفرفوش صاحب الضحكة الصافية والقلب اللى بيلاغى العيون بس والرموش والست فى حياتى تاج راسى وحبيبتى ومراتى ورفيقة مشوارى هى كل نسوان الدنيا وهى تمامى وحلالى وروحى واحساسى، والخيانة عمرها ما كانت فى طبعى ولا فى دمى حتى لو كانت بغمزة من رمش العين، أو بلمسة لأى صنف من الحريم للايدين.


طبعا عايزين تعرفوا عبده مشرحة صاحبى باعنى ازاى والخيانة جاتنى فين، اقولكم بس والنبى خلوا الكلام ده فى سركم، يمكن الميه ترجع لمجاريها وصاحبى يعرف غلطته ويندم على اللى عمله، أو أنا قلبى الرهيف يحن وأسامحه، اصله صاحبى وعشرة عمرى، ولما يهفنى الغرام لاكلة فشة وممبار وعكاوى بتاعة وساخة العجول، وطبعا العجول فى بلدنا اكتر م الهم ع القلب، أما العقول فدول اخرهم إما السفر بره مصر المحروسة أو مستشفى المجانين عتبة عتبة عباسية أو اكلة بامية اورديحى أو طشة ملوخية.


عبده مشرحة بياع كلام محترم جنب الفشة والممبار، الصبح كان موظف فى الثقافة واللطافة والغناوى والحكاوى وبالليل يفتح الدكانة لبيع كل ما لذ وطاب من حواشى العجول وأنا بلا قافيه صاحبته ع الحلوة والمرة فى ليلة م الليالى، قاعدين مع بعض بعد المولد بتاع البيع والشرا ما إنفض وقعدتنا دايما صباحى، وإذ فجأة لقينا إثنين وشهم يقطع الخميرة من البيت، السحنة بتاعتهم معروفة زيهم كده زى المخبرين وأنا دايما معروف عنى لو قاعد معا أى حد لا أحب أقول أنا مين ولا شغال إيه أخرى شبوه بالنسبة ليهم إلى أن يعرفوا أنا مين وليه ووظيفتى وشغلانتى ووظيفتى دى علمتنى حاجات كثير أوى إنك تقرأ البشر وتتعلم من غير ما تتكلم، ويا ويلك يا سواد ليلك لو وقعت تحت ضرس واحد من المخبرين يا أما تتفتش وقتى، يا إما تركب الوكس لغاية ما يعرفوا إنت مين وحتى بعد ما يعرفوا وتكون خدت العلقة المعتبرة ونمت ليلة وللا ليلتين مع المتسولين والمجرمين عمرهم ما يقولوا آسفين!!


المهم الاثنين المخبرين، دخل عليَّ الأولانى بالحنجل والمنجل والشبشب والصندل، وبطريقة فلاحى دمها أتقل من الشاى المغلى أربعين مرة إزيك يا باشا البشوات أنا عارفك كويس الحج عبده مشرحه قاللى عنك إنك باشا كبير وبرضوا شغال مع السلخانة الأصلية فى مصر بتاعة العجول، وبقرف منى لإنى لله فى لله ما بحبهوموش ولا أحب أتعامل معاهم، أهلا وسهلا بس أنا ما أعرفكش، وفجأة لاقيت التانى بيكلمنى بكل تناحة وغلاسة وقاللى كلمة عمرى ما أنساها وهى بس أنت حلو وايديه فى جيوبه تحس أن لواء أو عميد، وبنظرة منى لصاحبى عبده مشرحة بتاع كل النسوات الجاية والمروحة، لقيته باعنى فى كلمة وإشترى المخبرين وسلمنى ليهم تسليم أهالى.


حسبتها بينى وبين نفسى لو طولت شوية فى القعدة الدنيا تخرب وكرامتى حتضيع مع اثنين آخرهم تفتيش البنى آدمين بحجة إن بلدنا فيها قانون طوارئ، وساعتها بس فكرت فى ثانية لو الجلسة طالت بينى وبينهم ومعانا عبدة المشرحة صاحى اللى باعنى فى لحظة علشان ما يخسرهمش لانهم لمؤخذة أحبابه وأصحابه وأى مصلحة عايزة علشان يحافظ على سبوبة أكل عيشه المفتوحة ليل ونهار.


صاحبى وحبيبى وأخويا يسلمنى كده ويبعنى لا دافع عنى ولا قال ليهم أنا مين، وإذا كانت الدنيا بحق مدرسة فأنا وكتاب ربنا اكتشفت إن أنف فيها تلميذ بليد، وعلى قد عمرى إللى عدى، والشعر اللى شاب، إوعى تصاحب صاحب المصلحة الهلاس والكداب وإن كان عبده مشرحة على كده، يمكن علشان كده كسب فيك مليون ثواب، وعلمك إن دارك وبيتك أولى بيك وبعد نص الليل لازم تنام وتغنى مع فايزة أحمد «يا أمة القمر ع الباب» أو «يا أمة الأمين ع الباب»!!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة