أخيب ما يمكن أن تتوقعه هو تغير الآخرين.. مع إنك أنت نفسك لا تتغير.. لاحظ نفسك جيدا تجد نفسك تكرر ما تفعله كل يوم.. تتعلم منذ صغرك أن وطنك أجمل الأوطان ودينك أفضل الأديان وربما تعادي أوطان الآخرين وتزدري أديانهم وأنت مطالب باحترامها.. تخطط كثيرا ولا تفعل شيئا، ثم تعتاد أن تدافع عن وطنك ودينك أيا كان وطنك أو دينك.. وأنت مطالب باحترام كل الإنسانية!
ربما في محاولات تغيير نفسك يحدث فيك بعض التغيير لكن بالتأكيد شكلي وليس في جوهر الشخصية فلا تغيير فعليا في شخصيتك وحياتك.. فنحن نُصنع ونُشكل علي مهل بأفكار وأيدي الآخرين بدءا من لحظة ميلادنا حتي ما بعد سنوات المراهقة بقليل من خلال تربية أسرية ومجتمعة، وإرث ثقافي نبتلعه في الغالب بلا تفكير.. يتم من خلال كل ذلك التثبيت علي قيم حياتية ومجتمعية وشخصية محددة لا تتغير بتقدمنا في السن اللهم إلا من علامات الزمن علي أجسادنا.
لاحظ أصدقاءك الذين تتقابل معهم صدفة بعد سنوات طويلة وكانوا صغارا يلهون معك فستجد أنهم قد شبوا علي نفس المباديء التي نشأوا عليها منذ عدة عقود والزمن رسم خطوطه علي وجوههم.. وحتي لا ترهق نفسك عليك أن تؤمن أن «الناس لا يتغيرون» وكل شخص تلتقي معه هو نتاج تربية ونتاج حياته كلها وتم تثبيت إرث ثقافي ومجتمعي فيه ليصبح شخصية متفردة عصية علي التغيير.
الناس يا عزيزي لا يتغيرون بإرادتهم فلا تعلق آمالك عليهم حتي لا تصاب بالإحباط.. وتأكد أن البشر هم كذلك في كل العصور وليس من المنطقي أن تتوقع تغيرهم حتي لو كانوا يريدون ذلك.. وكما يقول مثلنا الشعبي» ديل الكلب لن ينعدل ولو ركبوا فيه قالب».. لكنهم تحت الضغط يتغيرون من سيئ إلي أسوأ بل إنهم يصبحون أسوأ مما هم عليه بالفعل وبالعكس.. فصدقني بغير ذلك لا أحد يتغير.