من يهتم بها؟ من ينظر بعين الاهتمام لأهلها؟ هل يجدون يداً تحنو عليهم؟
وزراء يفترض أن يسهروا علي مشاكل الغلابة، ومحافظون يجب ألا يعنيهم سوي تفقد أحوال المهمشين، لا هؤلاء ولا أولئك يعنيهم إلا التلميع والمداخلات التليفزيونية، والحوارات الصحفية، واطلاق الوعود، أو الدفاع عن الاخطاء، لتبقي مصر الأخري تعاني، يكابد كل من ينتمي إليها من التجاهل والاهمال وسوء الخدمات!
من كثرة ما عاناه الغلابة لم يلتفتوا إلي حركة المحافظين الأخيرة، أو التلويح بحركة محليات واسعة، ولسان حالهم: هل يملك قادة المحليات القدرة علي الفعل والتغيير الحقيقي حتي يشعر سكان العشوائيات والمقابر ومن في حكمهم، بنقلة تدخل بهم حيز الحياة الآدمية؟
وإذا كان هؤلاء يلقون باللائمة علي المركزية، وتحكم الوزراء بالقاهرة في الأمور الجوهرية، يقررون وعلي المحليات التنفيذ، فهل يتحرك البرلمان، ويضع ضمن أولوياته المتقدمة اصدار قانون جديد للإدارة المحلية يفض الاشتباك ليكون حساب المحافظين ورؤساء المدن والاحياء عادلا؟
ولماذا لا يصدر الوزراء - خاصة المعنيين بالخدمات - التفويضات اللازمة للمحافظين حتي يستطيعوا النهوض بمصر الأخري وحل الأزمات المزمنة والمشكلات التي تتوارثها الاجيال؟
إن الرهان علي أي نهضة حقيقية لن يكون واقعيا، إلا إذا كان الغلابة الذين يشكلون السواد الأعظم من سكان المحروسة هم «الأولي بالرعاية»، لدي جميع المؤسسات، وأن يكون استمرار أي مسئول في موقعه مرتبطا بما يبذله من أجل أن نشهد مصر واحدة، وأن تنتهي مهزلة تقسيم المواطنين إلي فئة ممتازة وفئات تتقاسم المعاناة والتهميش والعوز!