عشرات البرامج الدينية غير كافية؟ لا هي كافية وزيادة لكن لا يكون هناك غيرها مع أن من بينها برامج اذاعية وتليفزيونية مخجلة

ما علاقة إسلام بحيري بازدراء الأديان؟ هل قدح الرجل في وجود الله ؟ هل قدح في النبي عليه السلام ؟ هل قدح في الصلاة أو الزكاة أو أي ركن من أركان الإسلام الخمسة؟ الرجل ناقش بعض جامعي الأحاديث عن الرسول مثل البخاري وأبي هريرة وكيف أن كثيرا منها لا يتسق مع العقل ولا مع أخلاق الرسول ولا مع جوهر نصوص القرآن ومن ثم يجب إعادة النظر فيها. لم يأتِ الرجل بجديد فعشرات المفكرين كتبوا في ذلك علي مر السنين. طيب ما المشكلة ؟ المشكلة أنه كان يقول ذلك في التليفزيون ، أي أمام أعداد ضخمة من العامة وهذا هو ما أربك الازهر ورجاله وكثيرا من رجال الدين. الأصل عند رجال الدين أن يظل العامة دهماء يمشون كالقطيع وراء أفكارهم ، لكن أن يصل إليهم أحد وبهذه السرعة والطريقة فهو أمر غير مرغوب ولا مطلوب رغم أن العشرات منهم يطلون من برامج أقوي وأكثر انتشارا من برنامج إسلام بحيري الذي أوقف. عشرات البرامج الدينية غير كافية؟ لا هي كافية وزيادة لكن لا يكون هناك غيرها مع أن من بينها برامج اذاعية وتليفزيونية مخجلة فيما تقول لا تجد فيها أفضل من الافتتاح باسم الله والصلاة علي رسول الله وبعد ذلك لا تجد إلا هراء. بل وهناك برامج تتلقي أسئلة تافهة أشعر أحيانا حين أسمعها أن مرسلها أو مرسلتها قاعدين في غرزة حشيش وبيسألوا الشيخ الذي يجهد نفسه في إجابة علي سؤال هراء. إسلام بحيري ناقش بعض الأحاديث التي جمعها رواة ونسبوها للسيدة عائشة وللرسول الكريم وهي أبعد ما تكون عن أخلاقهما. ومن ناقشهم في ذلك بشر مثلنا يمكن أن يخطئوا، فالبخاري قيمته من استقرار التاريخ الديني الرسمي عليه كسيد لجامعي الأحاديث. أي أن قيمته فيما استقر عليه التاريخ الذي صنعه رجال الدين حول أحاديثه بينما هو رجل مثلنا يمكن أن يخطئ ويصيب وأول فرض لإمكانية خطئه أنه جمع الأحاديث في أول القرن الثالث الهجري أي بعد أكثر من مائتي عام من هجرة الرسول ومن ثم لم يقابل تابعيا واحدا فما بالك بالصحابة ومن ثم أيضا فإمكانية الخطأ فيما يسمع واردة جدا لأنها عن وعن وعن ومهما لاحق من عنعنة لن يصل إلي الأوائل بنفسه ومن ثم فإعمال العقل مفيد إذا كنا نتحدث عن تجديد الخطاب الديني. لكن من قال ان هناك تجديدا للخطاب الديني يتبناه الأزهر غير طاعة الحاكم وعدم الخروج عليه وهو أمر ليس جديدا بل هو تاريخ المسلمين كله والذي انتهي بقوم لا يفكرون أو قوم خرجوا علي كل تفكير ممكن ! إسلام بحيري ارتكب عند الأزهر ورجاله أكبر مما ارتكبته داعش بالإسلام والمسلمين. لا إله الا الله. الآن سيتم الإسراع في تكفير إسلام بحيري مادام تم الحكم عليه بازدراء الأديان وسيعتبر المكفرون ذلك صدقة بينما داعش رفض أن يكفرها الأزهر قائلا ان ما في القلوب لا يعلمه إلا الله. الذي في قلب إسلام بحيري وأي كاتب أو مفكر هو المعلوم فقط. لقد كفر إسلام بحيري قبل تحويله للمحكمة واحد أو اثنان من أساتذة الازهر ولم يصدر الأزهر بيانا يقول ان هذا ليس موقفه كما أصدر فيما يخص داعش. والحكم اعتمد علي قانون لا معني له منذ عشرات السنين بل مئات السنين. الحسبة. مما كمم الأفواه وظلت البلاد علي تأخرها وتخلفها. واعتمد علي فتاوي واستفسارات لرجال يعملون بالدين وكأن ما تعلموه نزل عليهم من السماء وليست مؤلفات كتبها غيرهم مثل أي علم نظري يقبل الجدل. والمدهش ان الدستور الجديد يمنع الحبس في قضايا الرأي ويكتفي بالغرامة.