الأربعاء، 04 أغسطس 2021 - 06:58 م

لماذا يُقدم شاب فى الخامسة عشرة من عمره على الانتحار؟ سؤال مُحير لمن قرأ الخبر الذى تم نشره منذ ساعات قليلة عن نجم «التيك توك» الذى وثق فجيعة انتحاره بفيديو هزت منطقة منشأة ناصر بالقاهرة، لقد اعتاد هذا الشاب توثيق حياته اليومية لمتابعيه، وانتحر بشنق نفسه فى غرفة نومه وتسجيل الواقعة وإرسالها لأحد أصدقائه.. نعود للسؤال المُحير.. لماذا؟ ما الأسباب التى دفعته للانتحار، ليس الفقر والبطالة هما السبب المباشر كما يظن البعض، توجد أسباب أخرى أكثر أهمية، كما يقول عالم الاجتماع الفرنسى الشهير إميل دوركايم، مثل عدم الإحساس بجدوى الحياة والضغط النفسى الشديد ورد فعل عن تأثير الآخرين وهيمنتهم، فقدان الثقة والشعور بالعزلة، كما هو الحال فى غالبية المنتحرين، هو إعلان عالى الصوت عن تدهور سن المراهقة، لقد فوجئت أسرة الشاب بانتحاره ولم تعلم السبب !!! تُذكرنا هذه الواقعة بالمسلسل الذى عُرض خلال شهر رمضان «ولاد ناس» الذى حظى بمشاهدة غير متوقعة، وهو عودة قوية للأعمال الدرامية الاجتماعية والبطولة الجمتعية، تُلقى الضوء على حال الأسر المصرية وعلاقة الآباء والأبناء من أجيال المراهقين وأوضاع التعليم والتربية من خلال حادث أتوبيس المدرسة الذى أودى بحياة شاب وإصابة الآخرين بإصابات قاتلة، منهم من كان يفكر فى الانتحار رغم ثراء أسرته ومستواهم الاجتماعى المرتفع، أحداث المسلسل تولد الصراع بين جميع الأطراف، لقد اعتمد على قضية شائكة تشغل بال كل أسرة وهى قضية تطوير التعليم ومراعاة الأبناء، من خلال نماذج مختلفة من الأسر وعلاقة الآباء بالأبناء من أجيال المراهقين ودورهم فى التنشئة، والتباعد بين الآباء وأولادهم، والتركيز على حالة التقصير من الجميع سواء كانت المدرسة وإدارتها والتعنت الذى تتبعه هذه المدارس مع أولياء الأمور وزيادة نسبة المصروفات عن المصروفات التى تحددها وزارة التربية والتعليم، ومروراً بالأهالى الذين قصروا فى تربية أبنائهم بشكل سليم، وفضلوا أن يوفروا لهم المال على حساب التربية والمتابعة والترابط الأسرى.. رسالة مهمة تلمس كل بيت مصرى وتدق ناقوس الخطر، فكلنا نعيش هذه الحقيقة. المسلسل يضع هذه القضية الشائكة أمام الآباء والأمهات والجهات المسئولة فى الدولة عن التربية والتعليم لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح المسار، فنحن نحتاج إلى الشباب الذين هم عصب أى مجتمع يريد أن يخرج من كبوته.