الأربعاء، 04 أغسطس 2021 - 07:19 م

الدراسة القيمة التى قدمها لنا الباحث الدكتور أحمد فتحى محمود حول تمويل الصحف تستحق أن نضعها نصب أعيننا. لقد استهدفت رصد وتحلیل واقع نظم التمویل فى المؤسسات الصحفیة المصریة «القومیة والخاصة». الدراسة تتضمن المعوقات والمشكلات التى تواجهها المؤسسات فى الوقت الراهن. وتعترف بوجود عوامل داخلیة وخارجیة مؤثرة علیها. منها جائحة فیروس «كورونا» المستجد.والدراسة تقدم لنا استشراف مستقبل نظم التمویل المختلفة للمؤسسات الصحفیة المصریة، خلال العقد القادم «2020-2030» فى ظل المتغیرات الاقتصادیة والتكنولوجیة التى تواجه تلك المؤسسات. وتقدم مجموعة من السیناریوهات المستهدفة أو المتوقعة لأشكال نظم التمویل فى العقد القادم.
تحدد الدراسة المنطلقات الأساسیة لكل سیناریو. من خلال تطبیق: نظریــة الأسواق المتعددة وتشــبیك الصناعــات. ومدخل نموذج الأعمال التجارى. وقد طبقت الدراسة أسلوب دلفى والمقابلات المتعمقة كأداة لجمع للبیانات، عن طریق استمارة على عینة من 30 مفردة من القیادات الإداریة العلیا للمؤسسات الصحفیة المصریة بالإضافة إلى الخبراء الاكادیميین الذین أثروا المكتبة العلمیة بدراسات تنتمى لمجال إدارة المؤسسات الصحفیة. بجانب أسلوب كتابة السیناریوهات، أحد أبرز الأسالیب المستخدمة فى الدراسات المستقبلیة، والذى من خلاله یستطیع الباحث وضع وصف مستقبلى محتمل. مع توضیح المسارات التى یمكن السير فيها.
وقد انتهت الدراسة إلى ترجیح النخب المدروسة لسیناریو توسع المؤسسات الصحفیة المصریة فى الاستثمار فى المجالات القريبة من الصحافة والإعلام. والاعتماد علیها كمصدر رئیسى للتمویل. ويعد من أكثر السیناریوهات صلاحیة للتطبیق خلال العقد القادم. ثم سیناریو دمج المؤسسات القومیة الصغرى «روزالیوسف، ودار المعارف، ودار التعاون» مع بعضها البعض لتكوین كیان مؤسسى موحد قادر على المنافسة فى صناعة الصحافة. بینما تصدر سیناریو تطبیق الموجة الثانیة للدمج بین المؤسسات الصحفیة القومیة الكبرى والصغرى، كأكثر سیناریو غیر قابل للتطبیق. یلیه سیناریو إنشاء صندوق استثمارى بالهیئة الوطنیة للصحافة لاستغلال أصول المؤسسات الصحفیة القومیة.
خلصت الدراسة إلى مجموعة من نظم التمويل المتطورة للصحف. وطالب بوضع خطة تمویلیة مستقبلیة للمؤسسات الصحفیة فى مصر، فى إطار الوضع الراهن لتلك المؤسسات والمتغیرات المرتبطة بها على المستوى الاقتصادى والتكنولوجى وتأثیرات فیروس جائحة «كورونا» المستجد.
دعا: ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين.