كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

حتى لا يعود الإرهاب! (4 - 4)

كرم جبر

الأربعاء، 04 أغسطس 2021 - 07:43 م

كانت الثمانينيات هى سنوات ازدهار الإرهاب فبعد اغتيال الرئيس السادات بلحظات قام أعضاء الجماعات الإرهابية صباح يوم عيد الأضحى عام 1981 بالهجوم على معسكرات الأمن فى أسيوط، وكان معظمهم من طلبة الجامعات المزودين ببنادق ومسدسات وجنازير وسيوف، ونجحت إحدى المجموعات فى احتلال مديرية أمن أسيوط، وعمت الفوضى المدينة بعد أن تناثرت جثث جنود الأمن فى الشوارع والطرقات.. وكانت مذبحة حقيقية راح ضحيتها أبرياء لم يرتكبوا ذنباً.
واستقل وزير الداخلية النبوى إسماعيل طائرة خاصة إلى أسيوط ولم يتركها إلا بعد أن انتهت القوات الخاصة من القضاء على فلول الإرهابيين ومطاردتهم خارج المدينة والقبض على معظم عناصر تنظيم الجهاد الذين شاركوا فى الحادث.
وهدأت البلاد قليلاً بعد الضربات الأمنية العنيفة التى اقتلعت مخالب الإرهابيين ثم عادت حوادث العنف بضراوة فى النصف الثانى من الثمانينيات واتخذت أشكالاً متعددة.
ظهر فصيل إسلامى متطرف قام بحرق الكثير من أندية الفيديو، وزعمت الجماعات الإرهابية أن انتشار أجهزة الفيديو فى البيوت يؤدى للانحراف الأخلاقى وينشر الفنون المحرمة فى المجتمع المصرى، ولم تهدأ هذه الجرائم إلا بضربات أمنية عنيفة وتحويل المتهمين فى تلك القضايا إلى المحاكم العسكرية.
ثم ظهرت جماعة الناجون من النار التى حاولت اغتيال مكرم محمد أحمد والنبوى إسماعيل، وشنت أجهزة الأمن حملة واسعة على عناصر المتطرفين فى منطقتى الخرقانية وسنتريس، وأحيل 33 إرهابياً للمحاكمة وتضمن قرار الاتهام أن المتهمين أنشأوا تنظيماً إرهابياً ذا طابع عسكرى، وشكلوا جماعة إرهابية سرية تقوم على تكفير المجتمع وتدعو إلى مناهضة المبادئ الأساسية التى يقوم عليها نظام الحكم فى البلاد وإباحة اغتيال عدد من كبار المسئولين فى الدولة وبعض الشخصيات العامة ورجال الصحافة، وصدر الحكم بالسجن المؤبد على خمسة من قادة التنظيم وحكم على الباقين بالسجن لمدد مختلفة، وفى موجة أشبه بعدوى الجنون فجر الإرهابيون عدة حوادث مثيرة فى أكثر من مكان.
لم يكن أحد يظن أن الشاب حسن البنا، الذى جلس مع بعض رفاقه على أحد المقاهى فى الإسماعيلية سيضع حجر الأساس لأكبر تنظيم سرى للإرهاب فى مصر.. وهذا التنظيم كان فعلاً «الحبل السرى» الذى نقل الإرهاب والدماء لسائر التنظيمات الأخرى.
لقد أرادوا لهذا الوطن أن يتحول إلى ساحة قتال لمعاركهم وأفكارهم السوداء المدفونة تحت عمائمهم، واستغلوا القرآن والإسلام لترويع الآمنين وضرب الهدوء والاستقرار والسكينة وتصوروا أنهم فرسان الإسلام الذين أنزلهم الله لتنفيذ شرعه.
لكنهم لم يكونوا سوى قتلة ومجرمين استغلوا سماحة الإسلام فى تحقيق مطامعهم الشخصية للوصول إلى الحكم، واندسوا تحت مشاعر المصريين التى تعشق التسامح فلوثوها بالدماء والقتل والتخريب.
والحمد لله..
فقد لفظوا أنفاسهم بعد أحداث 25 يناير.. وإذا سمحنا لهم بالعودة نكون قد فرطنا فى الدفاع عن تراب هذا الوطن.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة