سارة الأمين
سارة الأمين


شهرزاد

التقدير خسّرنا كتير

الأخبار

الأربعاء، 04 أغسطس 2021 - 08:00 م

التجربة هي الأمر الوحيد الذي يستحق التدوين، وليس هناك تجارب عشتها بعد في زنجبار الجزيرة التنزانية الجميلة، ولكن كان للواقع رأى آخرا.
سمعت طرقتين على الباب مع جملة «خدمة تنظيف الغرف»، كنت على عجلة من أمرى فقررت مساعدة السيدتين المسئولتين عن التنظيف يدا بيد حتى ننهي المهمة سريعا وأترك غرفتي بحثا عن التجارب!
فجأة.. غادرتنا إحدى السيدتين، وذهبت لغرفة أخرى وكأن تصرفي لم يكن لتقليص الوقت بل لأعمل بدلا منها، وهذا ليس دورى في هذا الزمان والمكان.
جعلني الموقف أعيد التفكير في الكثير من الأمور الحياتية، هل العطاء والمنح يجب أن يكون بمقابل دائما وفي انتظار رد أم لا، دخلت في خوارزمية من الأفكار، إن كان العطاء بالقطارة أو حتى بالقنطار لا يمكن وضعه في خانة العطاء إن كان لأجل الرد، أى نوع من العطاء هذا عندما يكون عطاء بثمن!.
تقززت من الفكرة قليلا، ولكني كنت مدركة أن تلك ليست الصورة الكاملة أيضا، بعد الكثير من الأخذ والرد مع نفسي قررت أنه «أجل كل الأشياء بثمن»، والأثمان تختلف، قد يكون الرد هو تقدير أو ابتسامة أو حتى حسنة في الكتاب على كتفك اليمين، وإلا ما كان هناك عداد خفي فوق أكتافنا يعد الأفعال خيرها وشرها، وما كانت هناك «كارما» ترد عليك فعلك بطرق مختلفة.
لم تعجبني فكرة العطاء بثمن ، كثيرون منحوني دون مقابل، أصدقاء وأهل ومديرين وزملاء، وكثيرون منحتهم دون حساب حد الاستنزاف الذى طلب الكثير من العلاج النفسي ومضادات الاكتئاب، مجددا فكرت، وتوصلت لنتيجة تقول إن العطاء يجب أن يرد من نفس الشخص أو من غيره ولا عطاء بلا رد، ونستثنى من الحسبة الأهل والأصدقاء، هؤلاء هم الدائرة الأولى حيث تزال كل الأقنعة وتمحى كل الحسابات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة