الأربعاء، 04 أغسطس 2021 - 08:33 م

من الألم والمعاناة تخرج الموهبة، لكنها تحتاج إلى الإصرار والتحدى لتنمو وتكبر، فإذا وجدت التشجيع اللازم فإنها تزهر، هذا بالضبط ما يحدث فى حياة ذوى الاحتياجات الخاصة الذين يجدون أنفسهم فى مواجهة مباشرة مع التنمر والشفقة وكلاهما قادرعلى تدميرهم نفسياً، إلا أنهم لا يملكون رفاهية الانهيار، ومضاعفة العزلة، ولذلك ليس أمامهم إلا إثبات تفوقهم فى الحياة ليستبدلون نظرات المحيطين بهم، ويصبحون أبطالاً ملهمين، يتباهى بهم المجتمع، وهم يفرضون احترامهم على الجميع.

بسبب قصر قامتها تعرضت نسمة يحيى للسخرية والتنمر والتعليقات السخيفة سواء فى الشارع أو المدرسة، ما جعلها تحتمى بوالدتها لترافقها فى الذهاب والإياب، إلى أن تخرجت فى كلية التربية قسم إعلام بتفوق، وحتى هذه اللحظة لم تكن نسمة تحب الكاميرا، ولكنها قررت مرة كسر هذا الشعور بالتقاط مجموعة من الصور لها ونشرها على صفحتها الشخصية..

تقول نسمة: لم أتوقع التفاعل مع الصور بتلك الطريقة الجميلة، ما دفعنى للتفكير فى أن أكون عارضة أزياء لقصار القامة، وسبب اتجاهى للفاشون جاء لصعوبة البحث عن ملابس تناسب قامتى، ما كان يضطرنى للشراء من قسم الأطفال أو شراء ملابس عادية وقصها وإهدار الأقمشة ومن هنا فكرت فى حل الأزمة..

وتضيف: بدأت فى رسم التصميمات التى تناسبنى ، وعملت أكثر من سيشن ووجدت ترحيباً من الجميع، خاصة من قصار القامة فى معظم دول العالم !

نجحت نسمة فى مهمتها ليتم اختيارها ضمن ٥٠ سيدة ملهمة على مستوى العالم عام ٢٠٢٠، وتستعد الآن لإصدار أول كتاب أدبى بعنوان «مواقف فى حياتى» عن كيفية التعامل مع المتنمرين وزرع الثقة فى كل من يعانى حتى يعيش حياته بصورة طبيعية ويحدد هدفه ويكافح لتحقيقه وإثبات ذاته.