صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الرجال السُمر الشداد يحكون كواليس الإنجاز العظيم

«باسوورد» تعويم «إيفرجيفن»

ميادة عمر

الأربعاء، 04 أغسطس 2021 - 10:34 م

 

بدأت القصة عندما علقت «إيفرجيفن» سفينة الحاويات البنمية العملاقة عند الكيلو 151 بقناة السويس وهى فى طريقها إلى روتردام بهولندا قادمة من الصين، ما تسبب فى ارتباك المشهد لمدة 6 أيام، توقف فيها قلب القناة عن النبض، وظن الحاقدون أن مصر لن تستطيع تعويمها!
 أكثر المتفائلين رأى أن هيئة قناة السويس تحتاج إلى معجزة لإنهاء الأزمة. فى الوقت الذى كان فيه الرئيس السيسى مطمئنا، وواثقا فى قدرة الرجال فى القناة على الحل.

«سمعة مصر فى رقابكم».. 4 كلمات من الرئيس كانت بمثابة «باسوورد» تعويم السفينة اقتطعها عمال الكراكة «مشهور» ليستلهموا العزيمة من روح الأجداد الذين روت دماؤهم رمال القناة أثناء حفرها، ومعركة التأميم التى قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إبان العدوان الثلاثى الغادر، وهتاف الله أكبر فى نصر أكتوبر، لينجحوا بالفعل فى تعويم السفينة الجانحة وسط ذهول العالم.

يحكى الريس أحمد محمود حسن رئيس عمال تكريك الكراكة مشهور عن تفاصيل الملحمة قائلا: عندما علمت بتجنيح السفينة كنت أعتقد أننا لن نستغرق أكثر من ساعتين لتحريكها، ولكنى فوجئت بضخامتها حيث إنها تساوى ارتفاع عمارة ١٥ دورا، ولابد من التعامل معها بكل دقة وحرص، وبالفعل تم التعامل معها لمدة ٦ أيام، كنا متحفزين لأن العالم كله يتحدث عن مصر ونخاف على تشويه صورتها.

ويتابع: لم نكن ننام حتى بعد انتهاء ورديات العمل.. لا أحد يذهب لمنزله.. الجميع يعمل على قلب رجل واحد ويد واحدة.. ولا أحد يفرق بين التخصصات المهندس كالفنى كالعامل كلنا واحد.

ويشرح: الصعاب التى واجهتنا كثيرة منها سرعة تيار المياه التى تعادل سرعة سيارة تسير على سرعة 160 كيلومترا فى الساعة، وتعمل عكس اتجاهنا، وقرب الكراكة من السفينة والخوف أن نقوم بثقبها ولكن بفضل الله نجحت المهمة بدون خطأ واحد يؤثر على السفينة والبضائع المحملة فوقها رغم ثقلها وكل ذلك بالعزيمة والإرادة التى لدى جميع الأطقم.

ويحدثنا محمود عطية أحد صناع المعجزة عن الدموع التى سالت من عينه عند سماع كلمة الفريق أسامة ربيع: «الله ينور عملتوها يا رجالة»، و اصفا فرحته كأنه طائر بأجنحة.

ويحكى صباح كمال رئيس الدفة على الكراكة مشهور أن عمه توفى أثناء عمله وقام بإخبار قائده وترك له حرية الاختيار، ففضل مصلحة الوطن، واصفا لحظة تحريرالسفينة بأنه يشبه الانتصار فى حرب أكتوبر الذى أدهش العالم كله، مضيفا أن الإنجاز تحقق بفضل عمل متواصل على مدار الساعة، بعد تعطل حركة الملاحة ما أسفر عن رفع 27 ألف متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه خلال أيام قليلة..

ويقول أحمد سليمان أحد المسئولين عن صيانة الحفار التى حررت السفينة قائلا: «إن توقف الملاحة أصاب كافة العاملين فى هيئة قناة السويس بالتوتر ووضعهم تحت ضغط شديد».. يبتسم ويضيف: سوف يقرأ العالم عن الإنجاز الكبير فى الكتب والمدارس فمصر منهج يدرس.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة