هل الديموقراطية كتاب مقدس لا يجوز الاقتراب منه أو تغيير نصوصه؟ سؤال ساذج لكنه يفرض نفسه ونحن مقبلون على مرحلة جديدة من العمل السياسي؟!
مرحلة قد يكون مقبولا - فى دول أخرى غير مصر - ان تكون نموذجا منقولا عن الغرب. لكن الامر بالطبع يختلف أو يجب ان يختلف عندما يتعلق الأمر بمصر.
يبدو أننا للاسف الشديد نود ان نعيش او ان نستمر فى العيش فى عصور التبعية التى كنا فيها ناقلين ومقلدين عميان لتجارب الدول الكبرى رغم اننا فى الاصل كنا اصحاب الفضل الاول فى تقدمها.
أعود لأقول إن آليات الديموقراطية نظرية سياسية قد تتوافق مع شعب بقدر أكبر من توافقها مع شعب آخر. يتوقف ذلك على ميراثها وتاريخها الحضارى والثقافى والاجتماعى والاقتصادي.
إن نماذج الديموقراطية والحرية المعلنة لم تعد تصلح الآن فى بلد قدم للعالم اكبر ثورة شعبية فى التاريخ كله وهى ثورة ٣٠ يونيو.
أقول ذلك بمناسبة الصراع على كعكة البرلمان بداية من رئيسه ووكيليه مرورا باللجان والكتل البرلمانية والتى أوجدت حالة من الانقسام قد تجعلنا غير متفائلين بهذا البرلمان رغم انه يضم عددا ليس بالقليل من خيرة خبرات مصر وإن كان يضم ايضا عددا من سياسيى الصدفة وهواة ركوب كل موجة.
هالنى ما أعلن البعض من انه سيكون معارضا أو آخر قال انه سيكون زعيما للمعارضة.
هل الديموقراطية تعنى حتمية وجود معارضة. قد تكون الاجابة بنعم لو كنا نتحدث عن معلبات الديموقراطية المستوردة ولكن فى حالة مثل مصر بكل ما يحيط بها من تحديات قد يكون المطلوب هو ان يتحول البرلمان كله الى معارض لاى قرار او اجراء يتصادم مع مصالح الناس وقد يكون مؤيدا كله لقرار يحقق المصلحة. الديموقراطية هى مصلحة الشعب فى البداية والنهاية، والمعارضة ليست هواية فى البداية والنهاية، نعم نريد ديموقراطية مصرية حتى النخاع.