الخميس، 05 أغسطس 2021 - 05:44 م

المحاسبة ضرورية، سواء للنفس أو الغير، ويتعين أن تكون هذه المحاسبة حقيقية وجادة.. هذا ما يشعر به المصريون الآن مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية التى استضافتها العاصمة اليابانية طوكيو بعد أن جاءت نتائجها المصرية مخيبة للآمال ولا تتناسب حتى مع التوقعات التى أعلنتها اللجنة الأولمبية المصرية قبل أن تباهت بأن البعثة المصرية فى هذه الدورة هى أكبر بعثة رياضية لنا فى كل الدورات السابقة، رغم أن تقييم الأداء لا يتم على أساس عدد أفراد البعثات الأولمبية وإنما عدد الميداليات التى أحرزتها هذه البعثات المشاركة، وكم من بعثات قليلة العدد أحرزت العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية. 
لذلك يتطلع المصريون أن تكون هناك محاسبة حقيقية وجادة لكل المسئولين فى البعثة المصرية ابتداء من اللجنة الأولمبية ومرورا بالاتحادات، وانتهاء باللاعبين والإداريين أيضا، لنعرف أسباب عدم النجاح فى إحراز نتائج مناسبة ومقبولة فى دورة طوكيو للألعاب الأولمبية، ولعلاج الأخطاء التى ارتكبت، وهو أمر ضرورى ولابد منه حتى جرى التصحيح والمراجعة لاستعدادنا لدورة الألعاب الأولمبية القادمة التى سوف تستضيفها باريس بعد ثلاث سنوات. 
وحتى تكون هذه المحاسبة حقيقية وجادة لابد وأن تنتهى الى تغيير سواء فى أشخاص المسئولين أو فى نهج وأسلوب عمل الأجهزة الرياضية، أو فى طريقة استعدادنا للدورات الأولمبية.. كما يتعين أن تكون هذه المحاسبة مستمرة لا تتوقف أيضا لمن سوف نعهد لهم بمسؤولية الإعداد والاستعداد للدورة الأولمبية المقبلة.. لأن المحاسبة المستمرة سوف تضمن لنا تصحيح المسار وعلاج الأخطاء فى الوقت المناسب وقبل خوض غمار منافسات الدورة الأولمبية الجديدة .. كما سوف تضمن لنا تركيز جهودنا على الرياضيات التى نحقق فيها تميزا وتضمن لنا إحراز ميداليات أولمبية.. كذلك سوف تمنحنا فرصة التخلص من تلك الطاهرة التى أزعجتنا، وهى ظاهرة بحث بعض رباضيينا عن التميز خارج مصر وباسم بلاد غيرها وتحت أعلام غير العلم المصرى.
.. باختصار المحاسبة الجادة الحقيقية للمسوءلين الرياضيين هى التى سوف تصحح أحوالنا الرياضية وستفتح الباب لنا للانضمام إلى نادى حائزى الميداليات الأولمبية .. وسوف يشجعنا ذلك فيما بعد على أن تكون المحاسبة الجادة والحقيقية منهجا عاما لنا لا يقتصر على المجال الرياضى وحده وانما يمتد ليشمل كل جوانب حياتنا .. فان هذه المحاسبة لا تهدف فقط عقاب من اخطا ومن تهاون ومن قصر ، وإنما هى تعبد الطريق لنا لتحقيق النجاحات الفائقة والإنجازات الكبيرة فى شتى مجالات حياتنا وتمنحنا الفرصة لتصحيح الأخطاء بشكل فورى وقبل أن تستفحل هذه الأخطاء.