حاتم زكريا
حاتم زكريا


فى المليان

مـصـر .. قـويـة .. وقـادرة والإرهاب لن تقوم له قائمة

الأخبار

الخميس، 05 أغسطس 2021 - 05:54 م

لم يقف الناس طويلاً أمام واقعتين شهدتهما شمال سيناء مؤخراً .. فى الأولى تعرض كمين عسكرى لهجوم من عناصر إرهابية تجمعت من مخابئها راح ضحيته خمسة ( 5 ) من أبطالنا .. وفى الثانية كان الرد الكاسح من قواتنا المسلحة وبكافة الأسلحة وأسفر عن مقتل تسعة وثمانين ( 89 ) تكفيرياً شديدى الخطورة بمناطق العمليات الى جانب خسائر مادية فادحة لمجموعة الإرهابيين المدفوعة وما حولها من تسهيلات ومساعدات لوجيستية ..
وكان هدف المخربين أن يقولوا للعالم إن هناك مجموعات ما تزال فى مواقع التخريب والأنفاق ولم يستسلموا للقوات المسلحة المصرية التى تقوم بتطهير كافة بقاع شمال ووسط سيناء مستخدمة القوة الغاشمة والمفرطة إذا لزم الأمر .. وكان الهدف الحقيقى من تلك المحاولة الفاشلة هو استعادة بعضاً من سمعتهم الضائعة الى جانب إرباك الجبهة الداخلية ، وإيقاف خطة التنمية المتسارعة لو بنسبة ضئيلة ، والتأثير معنوياً على قطاعات أكبر من الشعب والتى باتت متأكدة من النصر المبين على المتطرفين والإرهابيين التكفيريين على كافة المستويات بما فيهم كتيبة الإعلاميين الهاربين ..
وقبل أن نستطرد فى الحديث عن الإرهاب والإرهابيين المتطرفين يجب علينا بداية أن نجيب على تساؤل : « لماذا لم يقف الناس طويلاً أمام واقعتى شمال سيناء الأخيرتين « ؟ ..
والإجابة هنا .. لا تحتاج أن نقف أمامها طويلاً أيضا ! لأن ما قدمته القوات المسلحة فى الواقعة الثانية أسكت الكارهين والمتآمرين من الخارج والداخل عن التغنى بخسة ونذالة تكفيريى الواقعة الأولى رغم أنه تم تسريب خبر هذه الواقعة الى أبواق الدعاية المضادة خارج مصر !
والمحصلة .. مصر لن يوقفها أحد رغم الأحقاد .
وفى نفس السياق واستكمالاً للاستراتيجية التى يؤمن بها الرئيس عبد الفتاح السيسى كان حضور الرئيس السيسى لمراسم افتتاح المؤتمر العالمى لدور هيئات الإفتاء فى العالم الذى نظمته دار الإفتاء المصرية بالقاهرة هذا الأسبوع ، وذلك لأهمية الدور الذى تقوم به مؤسسات الإفتاء فى العالم الإسلامى كمرجعية شرعية لإصدار الفتاوى الدينية فى جميع مناحى الحياة والتعاملات والعبادات بما يسهم فى نشر التوعية والفهم الحقيقى والواقعى لصحيح الدين وتحقيق الاستقرار المجتمعى ، ومواجهة الإشكاليات التى تواجه الفتاوى نتيجة تدخل غير المتخصصين .
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته لعلماء الدين المشاركين فى المؤتمر على أهمية مواكبة مؤسسات الإفتاء فى العالم التطورات العميقة فى هذا المجال لاسيما مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعى والتصدى للمنصات الإلكترونية التى تبث أفكارا مغلوطة تشوش على جوهر الدين الإسلامى الحنيف .
وفى مسألة تصحيح الخطاب الدينى على مستوى الأفراد والجماعات والدول استعرض الرئيس فى هذا السياق المسئولية والدور المهم الذى تضطلع به المؤسسات الدينية العريقة فى مصر والمتمثلة فى دار الإفتاء والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وأكد الأهمية البالغة لتلك القضية لتنقية الخطاب الدينى مما علق به من أفكار مغلوطة وهى مهمة أساسية تحتم تكامل جهود جميع علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ من أجل التصدى للرؤى المشوشة التى تمس ثوابت العقيدة وتدعو الى استغلال الدين لأهداف سياسية من خلال أعمال التطرف والإرهاب ..
ولوضع النقاط فوق الحروف وتوضيح موقف مصر وما تبذله من جهود فى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف أطلقت وزارة الخارجية فى الفترة الأخيرة التقرير الوطنى لجمهورية مصر العربية حول مكافحة الإرهاب لعام 2021 بالتنسيق مع الوزارات وأجهزة الدولة المعنية ..
يستعرض التقرير جهود الدولة المصرية ومقاربتها الشاملة لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ، ويعرض التجربة المصرية الرائدة فى مجال التوعية والوقاية من الفكر المتطرف والتحريضى والتى تستند إلى المبادرة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عام 2014 لتصويب الخطاب الدينى ، انطلاقاً من الاقتناع بضرورة إيلاء المواجهة الفكرية الاهتمام اللازم لتحصين فئات المجتمع خاصة الشباب من مخاطر الاستقطاب الفكرى .
وأشار التقرير أيضا إلى الجهود الأمنية المبذولة بملاحقة التنظيمات الإرهابية وتقويض قدرتها على تنفيذ العمليات التى تمس أمن واستقرار الوطن ، وأيضا جهود مكافحة تمويل الإرهاب وتجفيف منابعه ..
ويوضح التقرير الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى معيشة المواطنين أخذاً بعين الاعتبار أهمية البعد التنموى فى الوقاية من الإرهاب والتطرف ، وهى الجهود التى شملت كافة محافظات الجمهورية وأسهمت فى تطوير قطاعات مختلفة فى مقدمتها تطوير المناطق العشوائية والخدمة العامة والصحة والتعليم والنقل ، بالإضافة الى توفير سبل المساندة والرعاية لأسر شهداء ومصابى العمليات الإرهابية.
وتولى مصر قضية مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف أهمية متقدمة على أجندة سياستها الخارجية ، فتشارك بشكل فعال فى صياغة التوجهات الدولية ذات الصلة على مستوى المحافل متعددة الأطراف كالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة