العام الهجرى الجديد
العام الهجرى الجديد


مع عام هجرى جديد| الأخذ بالأسباب «ضرورة» وتصحيح التعاملات مع الناس «واجب»

نادية زين العابدين

الخميس، 05 أغسطس 2021 - 07:38 م

 

مع بداية عام هجرى جديد يحسن للمسلم أن يكون له منهج وخطوات مدروسة فيما يجب فعله نحو نفسه وأسرته ووطنه فيتعلم من أخطائه الماضية ويتجنبها ويستفيد من تجاربه الناجحة وتجارب الآخرين..

وعن هذه الخطوات يقول الشيخ رمضان عبد المطلب من علماء الأزهر: يرتبط العام الهجرى الجديد بذكرى هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة، فالهجرة تعنى للمسلمين إيمانا بالمستقبل وثقة بالغيب لذا على المسلم أن تكون له خطوات مدروسة، فى كل أوقات العمر لأن الدقائق والثوانى تحسب علينا من أعمارنا، ولابد للإنسان أولا من أن يعتبر بالزمن وما يجرى فيه من أحداث وآخرها فيروس كورونا وهذا الاعتبار مطلب شرعى أمرنا الله تعالى به فى كتابه قال تعالى:» فاعتبروا يا أولى الألباب»، والاعتبار يكون بالتفكر فيما حولنا ثم الأخذ بالأسباب ومنها تصحيح أوضاعه مع ربه، فالعبادات كالصلاة تؤدى فى وقتها وما يتبعها من نوافل وسنن ويزيد عليه قيام الليل بركعتين تزاد بعد ذلك ويحفظ ما يستطيع من القرآن وقراءة تفسيره مع حفظ ما تيسر من الأحاديث النبوية.


ويضيف: يجب أيضا تصحيح الأوضاع مع من حولنا ويعنى حقوق العباد فكثير منا تمضى عليه سنوات وهو فى خصام مع غيره مطيعا لشيطانه مستجيبا لنزعاته قد أغضب ربه وأرضى عدوه، فكل منا مطالب بمراجعة سلوكه فيرى بصراحة عيوبه ويحاول إصلاحها فيصل رحمه ويسأل عن الأيتام ويزور المرضى ويحاول تفريج الهموم على قدر جهده.


ويؤكد: لابد من وضع أهداف يعمل المسلم على تحقيقها وليس شرطا أن تكون أهدافا كبيرة، ولكن يجب أن يصحبها الأمل والتفاؤل فى غد أفضل، فيجب الاستبشار بالخير بأن القادم أفضل وأن ينطلق بروح جديدة، فعن عائشة رضى الله عنها قالت كان النبى صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة «التشاؤم» ،وقديما قالوا تفاءلوا بالخير تجدوه، بالاضافة إلى التخطيط السليم، ولنا فى رسولنا صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، فحادثة الهجرة خير مثال للتخطيط لتحقيق الهدف فقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم الوسائل المادية والمعنوية مع ما يتلاءم من الظروف القائمة ونظم تنظيما دقيقا محكما ونفذ بأسلوب واقعى أدى إلى النجاح المنشود، وكما يقول أحد علماء الإدارة فى الغرب «كل دقيقة تقضيها فى التخطيط توفر لك 10دقائق فى التنفيذ وهذا يعطيك 100٪ من العائد المستثمر من بذل الطاقة»، والحكمة تقول: «إذا فشلت فى التخطيط فقد خططت للفشل»، والمسلم لا يخطط لحياته بل يخطط لآخرته ومصيره، كل ذلك مع عزيمة صادقة فى فعل الخير ونفع الناس، قال تعالى «فإذا عزمت فتوكل على الله«، لأن همة القلب قبل همة الأعضاء، ثم يأتى التجديد لأن كلمة الجديد تأنس بها النفس فالإنسان خلق ملولا ويحتاج إلى التجديد من وقت لآخر، وإذا نظرنا لديننا وللكون ومظاهره نجد مراعاة هذا الجانب فالحياة مليئة بالتجديد نجد الليل والنهار والشرق والغرب فلو كانت الحياة على وتيرة واحدة لضج الناس.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة