الأرض المستوحشة
الأرض المستوحشة


يحدث في الفيوم .. إهمال المسئولين «يدفن زراعات الفلاحين بالحيا»

خالد العوامي

الخميس، 05 أغسطس 2021 - 09:26 م

- الأهالي يطالبون بـ نقل ري أراضيهم لـ فتحة مجاورة بدلاً من اخري تبعد 7 كيلو .. والحل لن يكلف الحكومة مليماً

في الوقت الذي يسابق فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي الزمن لبناء جمهورية جديدة نباهي بها الأمم ، وفي الوقت الذي ينفذ فيه عشرات المشروعات الكبري ، التي تنهض بالدولة وترتقي بها إلي مراحل متقدمة من النمو والازدهار ، في الوقت الذي يطلق الرئيس أضخم مشروع قومي لـ حياة كريمة لدعم سكان الريف . 

نجد بعض المسئولين في محافظة الفيوم يجرون تلك الجهود المضنية إلي الوراء ، ولا ندري هل يفعلون ذلك جهلاً أم عمداً ؟! ، لكن تبقي الحقيقة تطل برأسها شاهدة علي حجم الإهمال الذي يضرب مئات الأسر بسبب بوار أراضيهم التي تبلغ مساحتها ما يقارب الـ 400 فدان بـ " عزب العوامي وأحمدي وصديق وأبو دياب التابعة لـ  الوحدة المحلية بقربة السعيدية والتي تروي أراضيها من فتحة نهاية النهاية رقم 8 علي مسقة مسيسة الآخذة من بحر السليين والآخذ من بحر الزاوية  العمومي مركز سنورس محافظة الفيوم . 

اقرأ أيضا| محافظ البحيرة يستعرض موقف الأراضي ومشروعات «حياة كريمة»

- مسئولو الري يضربون بالشكاوي عرض الحائط 

 وبسبب بوار الأرض وهجرة الفلاحين منها وتحولها الي ارض موحشة جدباء اطلقوا ، عليها أسم " الأرض المستوحشة " ، ويبقي واقعها وواقع فلاحيها خير شاهداً عن كارثية أوضاعهم المعيشية ، مات زرعهم وجف ضرعهم ، ومسئولي الري يضربون بشكاويهم عرض الحائط ويضعونها في الدرك الاسفل من الاهمال .. "

«بوابة أخبار اليوم» عاشت معهم ساعات فوق أرض واقعهم المر ، رصدت استغاثاتهم برئيس الجمهورية ، كي يتدخل لإنقاذهم من إهمال مسئولين ، يعيقون حركة التقدم ويعطلون مسيرة نهضة ستغير وجه ريف مصر ، نهضة ستنقل الشعب والأرض إلي جمهورية جديدة ، لسان حال أهالي قري الـ 400 فدان يصرخون : " نريد اللحاق بـ قطار الجمهورية الجديدة ، لا تجعلوه يفوتنا " .

- تسريب المياة وطول المسقة

في البداية يؤكد منصور محمد واحد من فلاحين القرية أن بوار 400 فدان بمركز سنورس محافظة الفيوم بات مشكلة أزلية تعود لـ عشرات السنين بسبب تعنت مسئولي الري بالمحافظة وغياب رقابة محافظ الإقليم ، فقد مات الزرع وجف الضرع وهجر الفلاحين أراضيهم وأهدرت قيمة بقعة زراعية من أهم وأجود انواع اراضي الجمهورية .
ويحكي منصور تفاصيل بوار الـ 400 فدان موضحاً انه ، يفترض ان ارضنا تروي من فتحة نهاية النهاية رقم 8 مسقة تسمي " مسيسة " علي بحر السليين الآخذ من بحر الزاوية العمومي لمركز سنورس محافظة الفيوم ولكن للاسف هذا لا يحدث والارض لا تروي وطول المسقة يتجاوز الـ 7 كيلو مترات وبما ان الارض تقع في نهاية النهاية لا تصلها المياه نهائياً ، مشدداً علي ان العوامل الجوية والحرارة والطقس الحار يلعب دوراً كبيراً في عدم وصول المياة لأراضينا اضافة الي طول المسقة حيث تتسرب المياة واصبحت ارضنا منذ سنوات قاحلة اشبه بـ " الارض المستوحشة " لا ماء ولا زرع ولا ضرع فهجرناها وبدل من ان نكون اعزاء وسط اهالينا اصحاب مال وارض بتنا اجراء نعمل باليومية في الاعمال الشاقة ، موضخاً ان كثير من الفلاحين هاجروا الي القاهرة ومنهم من يعمل بواب او حارس في عمارة او في طائفة المعمار ، ولا نعرف لماذا يتجاهلنا مسئولي الري بمحافظة الفيوم ؟! 

- فتحة داربيك علي بحر الربع الشرقي

ويضيف طلال عبد الجيد محمد مزارع : لقد تقدمنا بشكاوى عديدة طوال السنوات الماضية ومثلما جفت الماء من اراضينا جفت ايضاً حلوقنا من مرارة عدم الاستجابة لشكاوينا ، ويطرح طلال حلول المشكلة قائلاً : الحل سهل ولن يكلف الدولة مليماً وهو تحويل مخصصات الري لهذه الارض الي واحدة من فتحتين مجاورتين لا تبعدا عن اراضينا  سوي 500 متر فقط الاولي هي فتحة داربيك علي بحر الربع الشرقي ، والثانية فتحة اخري مجاوره تسمي فتحة الطويل علي ذات البحر ، مشيراً الي ان نقل حصتنا من المياة علي فتحة جديدة مجاورة وقريبة من اراضينا سوف يوفر الجهد والهدر الضائع من المياة ، ويعيد الحياة الي ارض مستوحشة بارت بسبب الإهمال وسوء الادارة .

- دعوة المحافظ بزيارة الارض 

وعبر قرني ابو دياب واحد من فلاحي الارض المستوحشة عن غضبة قائلاً : لو فيه محافظ جرئ أو مسئول ري لديه شعور بالمسئولية لتحركوا فوراً لانقاذ هذه الارض البور  مطالباً اياهم بـ النزول علي ارض الواقع ليروا بنفسهم حجم الكارثة فنحن لا نبالغ ولا نزيف الحقيقة فالواقع اصدق من الكلام واكثر تعبيراً عن حجم الكارثه مشدداً علي ان السادة المسئولين في المحافظة ينبغي ان يكلفوا نفسهم عناء الحركة ويأتوا لموقع الارض المستوحشة ليشاهدوا بانفسهم بوار الأرض وجفاف الزرع والضرع واردف ابو دياب : يأتوا لكي يروا بيوت مهجورة من اصحابها بعد ان ضرب اليأس قلوبهم والفقر جيوبهم ودفعهم سوء الحال الي الهجرة الي المدن بحثاً عن قوت يومهم ، شئ مؤسف ان نري هذا في الجمهورية الجديدة التي يبنيها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي . 

- الحل الجذري 

وتساءل عيد محمد طلبه فلاح : هل يمكن أن يتم تبطين الترع ؟! هل يمكن إدراج قريتنا ضمن المشروع القومي حياة كريمة ؟! ، مشيراً إلي أن ذلك ربما يكون جزءًا من الحل ولكنه ليس الحل كله ، مشدداً علي أن الحل الجذري يتمثل في نقل ري هذه الأرض الي واحدة من الفتحات المجاورة ، التي لا تبعد سوي نصف كيلو فقط عن الأرض المستوحشة ، معتبراً إياه حلاً إنسانياً وبسيطًا.

الأرض المستوحشة

الأرض المستوحشة

الأرض المستوحشة

الأرض المستوحشة

الأرض المستوحشة

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة