كلمة نعبر فيها عن غياب بعد هياج، نغلق بها القضية بعد أن كانت حديث الناس، نمتص بها الثورة العارمة حتي تخمد، وتنسي، وكأن شيئا لم يحدث.
هناك قضايا قريبة وأخري بعيدة سأذكر بعضا منها للتدليل علي سوء نية الحكومات في إغلاق هذه الملفات، وتغييبها، بل ومحاولة محوها من الوجود، قضية استرداد الأموال المهربة من الرئيس المخلوع حسني مبارك وأسرته والمسئولين ورجال الأعمال الذين نهبوا خيرات مصر وأراضيها، والتي تقدر بالمليارات من الجنيهات، ونحن بلد فقير يستدين من الخارج، ويمد يده للي يسوي واللي ما يسواشي، حتي عملية استرداد الأموال من جماعة الإخوان الإرهابية تتم ببطء شديد ولم تحقق الهدف منها.. أيضا ملف الخطاب الديني، مازالوا يلعبون بنا الكرة، ولم نر فكرة واحدة صالحة لتجديد هذا الخطاب، وكأنه كلام للاستهلاك، بل إن الأزهر والأوقاف يسيرون في اتجاه بعيد عن فكر التجديد، وكل يوم نجد علي الشاشة والفضائيات خناقات بين شيوخ الأزهر وآراء في توافه الأمور، تركوا أمور العقيدة للمتطرفين والمتشددين والناس حياري في أمر دينهم.. ملف التشغيل واستيعاب الشباب العاطل حدث ولا حرج مشروعات صبيانية تقوم بها وزارة التموين، مع استمرار إغلاق المصانع المنتجة، وصندوق اجتماعي فاشل، في الوقت الذي تستوعب فيه داعش والجماعات الإرهابية الشباب بالإغراءات المادية الرهيبة، ونحن في غفلة.. ملف الإعلام في يد غير أمينة، رغم أنه يمثل الخطر الأكبر علي الأمة، يعطي أسوأ صورة للدولة المصرية ونظامها وحاكمها، يعمل الإعلام وكأنه جهاز مخابرات يفضح الناس حتي يتلموا ويسكتوا، يهدد الجالس في بيته، والعامل في مصنعه، والأستاذ وسط طلبته، يرسخ لثقافة شاذة علي المجتمع، مستقبلها انهيار الأخلاق وتدمير القيم، أما ملف مجلس النواب وما يحدث فيه والمنتظر منه، فهو من أسوأ الملفات وله حديث آخر بإذن الله.
دعاء : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.