الجمعة، 06 أغسطس 2021 - 06:17 م

منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى منصب رئاسة الجمهورية، فى منتصف العام ٢٠١٤، وحرصه دائما كان موجها نحو معالجة المشكلات الصحية المتراكمة منذ عقود، بل والنهوض بالحالة الصحية العامة والمنظومة ككل، فاهتم بصحة المرأة والطفل والأسرة، لبناء الإنسان المصرى السليم القادر على الإنتاج وعلى التعامل مع تحديات المستقبل.

وخلال السنوات السبع الماضية، شهد القطاع الصحي فى مصر طفرة هائلة وقفزة نوعية، ففى العام المالى الماضى فقط ارتفعت مخصصات الصحة فى الموازنة العامة للدولة بنحو ٤٧٪ لتصل إلى ٢٥٨٫٥ مليار جنيه فى العام المالى ٢٠٢٠/٢٠٢١ مقارنة بـ ١٧٥٫٦ مليار جنيه خلال العام المالى ٢٠١٩/٢٠٢٠، كما تمت زيادة قيمة العلاج على نفقة الدولة لتصل إلى ٧ مليارات جنيه.
وفى إطار اهتمام الرئيس السيسى بالارتقاء بصحة المصريين وحمايتها، أطلق عشرات المبادرات الرئاسية التى حققت نجاحات باهرة فى وقت قياسى جعل العالم ينظر إلى التجربة المصرية باحترام واقتدار.

وفى سطور الملف التالى، تستعرض «أخبار اليوم» ملامح اهتمام الجمهورية الجديدة بصحة المصريين.

بعد نجاحه الكبير فى القضاء على فيروس «سي»، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى حزمة إصلاحات صحية، وسلسلة من المبادرات، جاءت بالتوازى مع مشروع إنشاء نظام صحى شامل.. فما بين: «١٠٠ مليون صحة، نور الحياة، صحة المرأة، إنهاء قوائم الانتظار، وغيرها» جاءت العديد من المبادرات لتكون بمثابة إسعافات عاجلة للمشاكل والأزمات الصحية التى يعانى منها المواطنون، وحققت هذه المبادرات فى وقت قياسى نجاحات مبهرة، ولاقت صدى ونجاحا عالميا جعلت مدير عام منظمة الصحة العالمية د. تادروس أدهانوم، يصر على زيارة مصر ويحرص على لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، لينقل إليه التقدير الدولى لجهود مصر المميزة فى مجال الرعاية الصحية للمواطنين المصريين، والإشادة البالغة بالإرادة السياسية وبالمبادرات الرئاسية المتنوعة وللجهود غير المسبوقة لمصر فى مجال الرعاية الصحية، وليؤكد أن مصر أصبحت مثالاً يحتذى به فى الإرادة السياسية للعناية بالحالة الصحية للمواطنين.

القضاء على فيروس «سى»

«بعدما كانت مصر هى الأولى عالميا خرجت وحلت مكانها دولة أخرى».. بهذه الكلمات أشار الرئيس عبد الفتاح السيسى -خلال كلمته بجلسة «اسأل الرئيس» ضمن فعاليات المؤتمر الوطنى الثامن للشباب- إلى النجاح الباهر الذى حققته الدولة فى حربها ضد «فيروس سي»، لافتا إلى أنه كان يأمل منذ عام 1992 أن يشارك فى رفع الألم عن مرضى هذا الفيروس.. وقد حققت مصر انتصارا كبيرا فى مواجهة واحدة من أكبر المشكلات التى كانت تهدد الصحة العامة وهى التهاب الكبد الفيروسى «سي»، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أن مصر عالجت نحو 3 ملايين مصاب منذ عام 2014 عندما وجه الرئيس السيسى بضرورة القضاء على هذا المرض، وعلى الفور قامت الدولة بإدخال علاج السوفالدى الذى بدأ استخدامه فى مصر 16 أكتوبر 2014، وبدأت بعد ذلك ميكنة قواعد بيانات المرضى وإجراء أكبر مسح لفيروس سى والأمراض غير السارية فى عامى 2018 و 2019.

100 مليون صحة

حققت مبادرة "100 مليون صحة" للكشف عن فيرس "سى" والأمراض غير السارية −مثل السكر والضغط والسمنة− نجاحا مبهرا فى جميع المحافظات، وكان لها أثر كبير من خلال توفير الكشف والعلاج لملايين المواطنين بالمجان، وقالت وزيرة الصحة إن المبادرة نجحت فى الحد من الإصابة السنوية الجديدة بفيروس سى بنسبة 92٪.. وقد شملت المبادرة 27 محافظة، وقامت بفحص أكثر من 70 مليونا من المصريين وغير المصريين، حيث احتضنت المبادرة اللاجئين والأجانب، واستهدفت مسح الوافدين الأطفال من سن 12 إلى 18 عاماً، والكبار من عمر 18 عاماً دون حد أقصى للعمر، وذلك بـ 309 نقاط مسح موزعة على محافظات الجمهورية المختلفة، وقدمت المبادرة العلاج لأكثر من 2 مليون مريض بالمجان. وتعد من أهم المبادرات التى نفذتها مصر، حيث شمل الفحص: قياس كتلة الجسم للتعرف على السمنة والضغط والسكر لكل مواطن، وعملت على توفير نقاط المسح فى المستشفيات والمراكز الصحية ومراكز الشباب ووحدات طب الأسرة والميادين العامة، وسيارات الإسعاف المتحركة.

مشتقات البلازما

«تجميع وتصنيع مشتقات البلازما»، هو واحد من المشروعات الضخمة الجديدة التى تم البدء فى تنفيذها داخل مصر، فى إطار تأمين الأدوية شديدة التعقيد، حيث تسهم مشتقات البلازما فى علاج العديد من الأمراض، مثل: الفشل الكبدى والأورام والرعاية الحرجة والمناعة وسرطان الدم، وهى أدوية يتم استيرادها حاليا من الخارج.. مشروع البلازما من شأنه تحقيق نقلة نوعية لمصر فى مجال صناعة الدواء، وسيضعها ضمن 15 دولة فقط على مستوى العالم لديها تكنولوجيا تصنيع أدوية مشتقات البلازما.. ونظرا لأهميته الكبيرة ولأن عدداً قليلاً جداً من الدول التى تملك وتحتكر البنية الأساسية لهذا مشروع، اعتبرته الدولة من الأمن القومي، وأمر الرئيس عبد الفتاح السيسى بتنفيذه، والانتهاء منه فى أسرع وقت، على أن يكون لدينا أول مصنع متكامل لمشتقات البلازما فى نهاية عام 2022، وهو مصنع التجزئة والتنقية.

ضعف وفقدان السمع

انطلقت مبادرة الكشف المبكر عن ضعف وفقدان السمع عند الأطفال حديثى الولادة، انطلاقًا من أهمية توفير الرعاية الصحية الكاملة للأطفال والتأكد من سلامتهم، من خلال الكشف المبكر عن ضعف وفقدان السمع، ومن ثم تسهيل فرص العلاج وتوفير أوجه الرعاية الكاملة للطفل.. ويتم تنفيذها من خلال 3500 وحدة صحية مخصصة على مستوى الجمهورية.

الراغبات فى الإنجاب

مؤخرا، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتنفيذ مبادرة للكشف والتوعية للسيدات الراغبات فى الإنجاب، فى ظل مواجهة الزيادة السكانية.. وقال الرئيس السيسي، خلال افتتاحه المدينة الصناعية الغذائية «سايلو فودز» بمدينة السادات بمحافظة المنوفية: «نقدر نعمل مبادرة الرغبة فى الإنجاب، بحيث نعمل كشف على الراغبات فى هذا الأمر لمدهم ببرنامج صحى معين قبل الحمل لتوعية الناس».

ضمور العضلات

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الدولة ستتحمل تكاليف علاج مرض ضمور العضلات للأطفال حديثى الولادة، والتى ستبلغ 3 ملايين دولار للمريض الواحد.. وقال الرئيس: إن هذا المرض كان محل اهتمام كبير من الدولة المصرية، بسبب المعاناة التى تتحملها الأسر بسبب فقدان أطفالها من مرضى الضمور العضلي، مما دفع الدولة للاتفاق مع عدة شركات عالمية متخصصة لعلاج هذا المرض، وإنه سيتم الكشف عن هذا المرض لجميع الأطفال لتحقيق التشخيص والعلاج المبكر.

طلاب المدارس

صحة الأطفال جاءت على رأس قائمة أولويات الرئيس، حيث بدأت مبادرة القضاء على فيروس سى لطلاب المدارس فى يناير 2018، وتجدد سنويًا أثناء استمرار الدراسة، وتستهدف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا، بالإضافة إلى طلاب الجامعات.. وقالت وزيرة الصحة والسكان، إن هذه المبادرة ستستمر لمدة 5 سنوات متتالية، لحماية الأجيال المقبلة من الإصابة بفيروس «سى»، فى إطار جهود الرئيس السيسى لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين وتحقيق رؤية مصر 2030.

الأنيميا والسمنة والتقزم

بدأت مبادرة الكشف المبكر عن أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم لطلاب المدارس بالمرحلة الابتدائية، فى فبراير 2019، واستهدفت فحص 14 مليون طالب من الصف الأول إلى الصف السادس الابتدائي، بينهم 6 ملايين و400 ألف طالب بمدارس الحضر، و7 ملايين و600 ألف طالب بمدارس الريف المصري، وذلك من خلال التنسيق المستمر بين وزارة الصحة والسكان ووزارة التربية والتعليم والهيئة العامة للتأمين الصحى والأزهر.

نور حياة

أطلق الرئيس السيسى مبادرة «نور حياة» لمكافحة مسببات ضعف وفقدان الإبصار، وهى المبادرة التى ينفذها صندوق تحيا مصر على مدار 3 أعوام ونصف العام، بالتعاون مع ‏4‏ جمعيات خيرية كبرى، وبتمويل يقدر بمليار جنيه،  وتستهدف التشخيص والعلاج المبكر لمسببات ضعف وفقدان الإبصار، بالكشف على 5 ملايين طالب، بالإضافة إلى مليونى مواطن من الحالات الأولى بالرعاية وتوفير مليون نظارة طبية وإجراء 250 ألف عملية جراحية فى العيون.

إنهاء قوائم الانتظار

حققت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإنهاء قوائم الانتظار أعلى معدلات نجاح فى إجراء الجراحات الحرجة والعاجلة بالمجان منذ انطلاقها فى يوليو 2018، حيث أجرت المبادرة منذ بدايتها أكثر من 156 ألف عملية جراحية بتكلفة تجاوزت مليارا و500 مليون جنيه، موزعة حسب التخصصات التى تشملها المبادرة الرئاسية، وهى جراحات (الأورام، العظام، الرمد، القلب المفتوح القساطر القلبية، والمخ والأعصاب، زراعة القوقعة، زراعة الكبد، زراعة القرنية)، ونجحت المبادرة فى إنهاء 767000 إجراء طبى للمواطنين حيث أجريت لهم جراحات طبية، وقامت المبادرة بالتعاون مع القطاع الخاص لعمل بروتوكولات لإجراء العمليات فى الأماكن التى لا توجد فيها تخصصات معينة تابعة لوزارة الصحة ليتم إجراؤها فى مستشفيات ومراكز خاصة.. بعد القضاء على قوائم الانتظار أصبح الهدف الآن هو منع خلق قوائم انتظار جديدة.

التأمين الصحى الشامل

يمثل مشروع التأمين الصحى الشامل أول بذرة الإصلاح الصحى لكل المصريين، حيث بدأ بالفعل فى محافظة بورسعيد وانتفع به ما يقرب من مليون مواطن بالمحافظة، وإمعانا فى الإسراع بتوفير الخدمة للمصريين وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالبدء فى تسجيل المواطنين للانتفاع بالخدمة فى 5 محافظات أخرى، سينتفع بالخدمة بها ما يقرب من 5 ملايين مواطن، لتعم المنظومة كافة أنحاء الجمهورية، وسيتم التشغيل الفعلى للمنظومة قريبا فى محافظتى الأقصر وأسوان ليصبح إجمالى المحافظات التى تم التشغيل بها 3 محافظات، رغم الظروف الاستثنائية التى تعيشها البلاد بسبب أزمة كورونا.

المستشفى النموذجى

«المستشفى النموذجي» هى مبادرة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى 2018، بهدف النهوض بالخدمات الصحية لغير القادرين، ويتضمن هذا المشروع القومى تجهيز وتشغيل مستشفى نموذجى فى كل محافظة للقيام بدور مستشفى الإحالة، لحين تطبيق مشروع التأمين الصحى الشامل على كافة المحافظات، لتقديم خدمة طبية بجميع تخصصاتها داخل المحافظة، ولا يحتاج المرضى قطع مسافات طويلة لتلقى الخدمة الطبية خارجها.. وتم اختيار 29 مستشفى فى محافظات الجمهورية لتصبح مستشفيات نموذجية، تقدم أعلى مستويات الخدمة الطبية للمواطنين، دون أى زيادة فى الأسعار.

الأمراض المزمنة

فى ظل أزمة كورونا، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى المبادرة لمتابعة وعلاج أصحاب الأمراض المزمنة، حيث استهدفت فحص جميع المواطنين من الفئة فوق سن الـ 40 عامًا، والذين يبلغ عددهم 28 مليون مواطن، وجاءت المبادرة لدعم وتشجيع أصحاب الأمراض المزمنة على مواصلة استكمال علاجهم ومتابعة حالاتهم الصحية بطرق آمنة فى المستشفيات والوحدات الصحية والمراكز الطبية.

صحة المرأة

انطلقت مبادرة «صحة المرأة» فى مطلع يوليو 2019، بهدف الكشف المبكر عن سرطان الثدى، لنحو 28 مليون سيدة مصرية للاطمئنان على صحتهن، بالمجان، وتستهدف المبادرة الكشف عن صحة المرأة بشكل عام، إلى جانب القضاء على سرطان الثدى وترسيخ الفحص الذاتى والدوري، حيث بدأت المرحلة الأولى فى 9 محافظات هي: «جنوب سيناء، دمياط، بورسعيد، إسكندرية، مطروح، البحيرة، الفيوم، أسيوط، القليوبية» وذلك عبر الوحدات الصحية المنتشرة فى هذه المحافظات.

مدينة الدواء

مشروع «مدينة الدواء Gypto pharma» تم بناؤه على مساحة 180 ألف متر، مقسمة إلى مصنعين ضخمين جداً، يضمان 20 خط إنتاج، ويعملان على تصنيع كافة الأشكال الصيدلية، من أقراص، وكبسولات، وفوَّرات، ومستحضرات دوائية للشرب، والكريمات، وراعت الدولة أن يتم تنفيذ المشروع بماكينات تعتبر الأحدث فى العالم، حيث تعمل الماكينات بشكل إلكترونى بالكامل، وفى حال وضع العامل يده داخل الماكينة أو فتحها تتوقف بشكل تام عملية التصنيع، ويقتصر دور الكوادر البشرية على وضع بيانات ومعلومات التشغيل على الماكينات الحديثة فقط