جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

بعيدا عن «الفهلوة» وفساد الإدارة.. هل من بداية جديدة للرياضة المصرية؟!

جلال عارف

الجمعة، 06 أغسطس 2021 - 06:33 م

مازال أمام منتخبنا لكرة اليد فرصة المنافسة على الميدالية البرونزية فى دورة طوكيو، ونرجو أن يحالفه التوفيق لنيلها لأنه يستحق أن يكون على منصة التتويج رغم أن الحظ لم يقف معه فى مباراته ضد فرنسا والتى كان الفوز فيها ممكنا وكفيلا بالصعود بالفريق إلى المباراة النهائية.
بالقطع كان الفريق يستحق الأفضل، لكن ما حققه يظل مميزاً. قدم أداء رائعاً فى كل مبارياته واستطاع أن يجمع المصريين جميعا ومعهم الأشقاء العرب على تقديره وعلى محبة اللعبة وأثبت من جديد أن كرة اليد هى اللعبة الجماعية الأولى فى مصر، وهى القادرة على المنافسة العالمية الحقيقية وليس مجرد التمثيل حتى ولو كان مشرفاً (!!)
وما قدمته كرة اليد المصرية هو استمرار لمسيرة ناجحة على مدى ثلاثين عاماً كانت فيها هى الأفضل بين اللعبات الجماعية، بينما كان الاهتمام والدعم يذهب لكرة القدم على حساب كل الرياضات الجماعية والفردية. وأظن أنه قد آن الأوان لتغيير حقيقى وحاسم فى تحديد أولويات الرياضة المصرية، وفى توجيه الدعم لمن يستحق، وفى إنهاء اسلوب الإدارة الحالى الذى نعرف جميعا مساوئه وفساده، وأن نعيد تخطيط حياتنا الرياضية على أسس علمية وليس على الفهلوة أو التربيطات والمصالح الخاصة كما يحدث حتى الآن!!
نحن لسنا حديثى عهد بالأوليمبياد. إن أول الميداليات لنا كانت قبل ما يقرب من قرن (دورة امستردام ١٩٢٨) وكانت البطولات الأولى لرفع الاثقال ثم المصارعة، وبعدها جاءت الملاكمة ثم رياضات الجودو والكاراتيه. ولسنوات طويلة كانت رفع الاثقال والمصارعة بأنواعها هى الرياضات الشعبية التى تمارس فى الساحات ثم فى مراكز الشباب، ولو كان هناك تخطيط سليم ودعم حقيقى لهذه الرياضات لاحتفظنا بمكانتنا كملوك الحديد كما كانوا يطلقون علينا فى زمن خضر التونى ونصير، ولكان لدينا أكثر من كرم جابر واحد فى المصارعة، ولكانت الملاكمة قد واكبت العصر واستمرت فى المنافسة العالمية.. لكن «لو» هذه لا تصنع البطولات، ولا تغير الواقع الذى يولى كل الاهتمام والدعم لكرة القدم بوصفها اللعبة الأكثر شعبية، على حساب الرياضات المظلومة، والذى يترك الرياضة المصرية بمجملها مع إدارة غير مؤهلة لقيادة نهضة حقيقية.
ويكفى هنا أن نتذكر فضيحة اتحاد رفع الاثقال الذى حرم جيلا من شبابنا الواعدين من المشاركة فى الأوليمبياد بعد فضيحة المنشطات، وحرم مصر -بالتالى- من عدة ميداليات كانت مضمونة. لكى ندرك الحاجة إلى إعادة نظر كاملة فى المنظومة الرياضية كلها، وأن تكون «طوكيو ٢٠٢٠» موعدا لبداية جديدة تمتلك بعدها الرياضة المصرية تقييما كاملا للواقع الرياضى عندنا وتحديدا علميا للرياضات التى نعطيها الأولوية فى الدعم والرعاية، وننهى الإدارة بالفهلوة أو المجاملة لتكون الإدارة بالعلم وحده.
الشكر جزيل لمنتخب كرة اليد مع التمنيات بالتوفيق فى مباراته الأخيرة من أجل البرونزية التى يستحق أكثر منها بالتأكيد. والشكر موصول لأبطالنا الذين أحرزوا الميداليات فى المصارعة والتايكوندو وبالتوفيق لمن لازالوا فى المنافسة والتقدير لمن اجتهدوا أقصى ما يمكن فى ظل ظروف لا تمكنهم من تحقيق الأفضل.
ويبقى أن أفضل انتصار يمكن أن نحققه فى «طوكيو ٢٠٢٠» هو أن تكون هذه المنافسة العالمية نقطة فاصلة بالنسبة للرياضة المصرية وأن تكون نقطة انطلاق لمرحلة جديدة تنتهى فيها الإدارة العشوائية أو الفاسدة، وتكون فيها الأولوية للرياضات التى نملك فيها إمكانيات التفوق، ويكون لدينا خريطة عمل لا تخضع للأهواء ولا تنشغل بحكاوى القهاوى فى كرة القدم عن مستقبل الرياضة فى مصر.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة