انتصار دردير
انتصار دردير


صباح الفن

سيرة محمد سلماوى

إنتصار دردير

الجمعة، 06 أغسطس 2021 - 07:05 م

 

تحظى كتب السير الذاتية باهتمام جموع القراء على اختلاف توجهاتهم، لما تحمله من تجارب وخبرات حياتية لأصحابها، تكشف كيف نجحوا فى الوصول لأهدافهم، وتخطى الصعاب التى واجهتهم،، سواء كان صاحبها سياسيا أو أديبا أو فنانا، أو صاحب أثر وتأثير فى الحياة عموما، ويرتبط نجاحها بمساحة البوح بما فى مكنون النفس مما يمنحها مصداقية أكبر،ويعزز ذلك توثيق وقائعها بالصور والمستندات التى تبرهن صدق الرواية .
وفى الجزء الثانى من سيرته الذاتية الذى حمل عنوان «العصف والريحان»لا يألو الاديب والكاتب محمد سلماوى جهدا فى إظهار الحقائق وتفنيدها، باتباع منهج المكاشفة فى كل المواقف والآراء وتوثيق الوقائع، والبوح بما مر به فى حياته حتى لو كان يدينه هو شخصيا،فهو يتجرد من ذاتيته ويروى بصدق معتمدا النهج الذى اتبعه فى الجزء الأول من مذكراته الذى صدر قبل عامين «يوما أو بعض يوم» ومزج فيه ببراعة بين أحداث حياته الخاصة،والأحداث الوطنية الكبرى التى عاشها وشكلت تاريخ مصر،متناولا فيه بداية نشأته، وفترة سجنه عقب أحداث 18و19 يناير 1977،وتعرضه للفصل من عمله بجريدة الأهرام.
فى الجزء الثانى من مذكراته الذى صدر مؤخرا يركز على فترة انخراطه فى العمل الثقافى كوكيل لوزارة الثقافة فى عهد الوزير الأسبق فاروق حسنى، ورئاسته لاتحاد الكتاب، وحتى قيام ثورة يناير التى تنبأ بكل تفاصيلها فى روايته «أجنحة الفراشة»وقد صدرت قبل وقوع الثورة بشهور قلائل وأكدت صدق حدسه، وثورة 30 يونيه التى أزاحت حكم الاخوان، وحتى مشاركته فى لجنة صياغة الدستور المصرى حيث أدخل لأول مرة المقومات الثقافية فى نص صريح يؤكد أن» الثقافة حق لكل مواطن وأن على الدولة أن تكفل هذا الحق لجميع المواطنين بلا تمييز».
يعد سلماوى حالة إبداعية متدفقة لم تطغ عليها المناصب التى شغلها فى مجال الصحافة أو الثقافة، إذ اتنوعت ابداعاته بين القصة القصيرة والرواية والمسرحية، وكان المسرح الأقرب الى روحه، فقدم مسرحيات تنتمى لمسرح العبث ومنها «فوت علينا بكرة»، وحققت مسرحيته «الجنزير» نجاحا كبيرا كأول نص مسرحى يعرض لقضية الارهاب، وتوج ذلك كله بحصوله على جائزة النيل للآداب هذا العام كأرفع جوائز الدولة التى حملت اسم النيل شريان حياة المصريين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة