محمد قناوى
محمد قناوى


قلم على ورق

العصف والريحان لـ«سلماوى»

محمد قناوي

الجمعة، 06 أغسطس 2021 - 07:06 م

يمكن اعتبار مذكرات الكاتب الكبير محمد سلماوى بجزءيها، الاول والذى صدر بعنوان «يوما أو بعض يوم »، والثانى الذى صدر مؤخرا بعنوان «العصف والريحان» بمثابة وثيقة تاريخية واجتماعية وشخصية ينسج من خلالها كاتبنا الكبير خيوط من حرير تجمع ما بين الحياة الشخصية والحياة السياسية والاجتماعية فى مصر خلال ثمانين عاما، وقبل ايام قليلة أهدانى الكاتب الكبير نسخة من الجزء الثانى من المذكرات والتى تتناول الفترة من 1981 وحتى عام 2015، والتى صدر عن دار الكرمة للنشر،وما أن تمسك دفتى الكتاب لا يمكن أن تتركه الا عندما تصل الى صفحته الاخيرة لما فيه من متعة فى السرد، وقراءة حقيقية لكواليس احداث من حياته الشخصية تسير جنبا الى جنب مع احداث وطنية شكلت تاريخ مصر المعاصر، فالمذكرات تبدأ من الفترة التى تم فيها اغتيال الرئيس السادات عام 1981 وتولى الرئيس مبارك، إلى قيام ثورة 25 يناير 2011، وصعود وسقوط حكم الإخوان، ثم إقرار دستور2014 الذى شارك سلماوى فى كتابته، وكان المتحدث الرسمى باسم لجنة الخمسين التى وضعته 
 ويسرد كاتبنا الكبير لنا روايته من منظور شخصى يعنى بالتفاصيل الإنسانية التى كثيرا ما تغفلها كتب التاريخ، فيمضى بنا من خفايا بيروقراطية العمل الحكومى حين كان وكيلا لوزارة الثقافة، إلى الصراعات التى احتدمت على إثر فوز أديبنا الأكبر نجيب محفوظ بجائزة نوبل، ومن كواليس معارك الرقابة مع عروضه المسرحية وابرزها معركة مسرحية «الجنزير»، إلى المواجهات العاصفة التى شهدتها الجلسات السرية للجنة الدستور، وقد أتاحت له المواقع المختلفة التى تبوأها أن يعايش تلك الأحداث التاريخية ويتفاعل معها على المستويات السياسية والثقافية والصحفية على حد سواء.
لا يمكن اعتبار محمد سلماوى مجرد كاتب أو روائى فقط، ولكنه برع فى كل الوان الكتابة ليس فى مصر فقط بل تخطتها الى الوطن العربى وتجاوزت كل ذلك الى العالمية فترجمت أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، فكتب للمسرح أعمالا خالدة منها «سالومى»، «فوت علينا بكرة»، و«اتنين تحت الأرض»، و«الجنزير» وفى مجال القصة القصيرة منها «إزيدورا والأتوبيس» و«عشر برديات مصرية» و«ما وراء القمر»، وفى مجال الرواية صدر له»الرجل الذى عادت إليه ذاكرته»، «الخرز الملون»، «باب التوفيق»، «وفاء إدريس وقصص فلسطينية أخرى»، «أجنحة الفراشة» وبعض نصوصه المسرحية تعرض على كبريات المسارح العالمية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة