آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

أشرف زكى .. وحلم أرض الإبداع

آمال عثمان

الجمعة، 06 أغسطس 2021 - 07:22 م

بقدر سعادتى بما تحقق من قفزات هائلة وخطوات عظيمة، إلا أننى حزنت كثيراً على مغادرة قائد كتيبة الإنجازات، قبل أن يكتمل الحلم الكبير فوق أرض الفنون والإبداع، ويقف شامخاً منيراً يروى عطش الأجيال، بعد سنوات التعثر والنضوب والجمود، فى وطن يمر بمرحلة تحول عظيمة، تحتاج عقولاً ملهمة وأيادى مبدعة.
لذا دهشت من قرار إنهاء فترة رئاسة د. أشرف زكى لأكاديمية الفنون، المناضل الجسور، والمقاتل المتفانى فى خدمة الوطن وأبناء المهنة، والمدرك لخطورة وأهمية تطوير وتحديث وتجديد وجه تلك المؤسسة الرائدة فى الوطن العربى، وأحد صروح الإبداع والفنون فى العالم، هذا الرجل الواعى بأهمية الفنون فى دعم الروح الوطنية، وغرس معانى الحرية والجمال والثقافة الراقية فى نفوس المبدعين، والموقن بأهمية وصول الإنتـاج الفكرى والفنى الراقى لمبدعى وفنانى الأكاديمية وفرقها إلى الجماهير، لتحقيق رسالتها فى بناء وعى الإنسان المصرى والارتقاء بمستقبله، واستعادة معالم الهوية الثقافية للشخصية المصرية، والتى عانت كثيراً من تيارات الفكر الوهابى، وسيطرتها على عقول شابة لديها خواء فكرى.
فما تحقق خلال تلك الفترة الوجيزة داخل أقدم وأهم جامعة للفنون فى المنطقة العربية، يعد إعجازاً بكل المقاييس، ليس على مستوى الأبنية والتوسعات والتجهيزات فحسب، بل على المستوى التعليمى والبحثى والتكنولوجيا، والمتابع لملف أرض الأكاديمية الجديدة على مساحة 19 فداناً، يعلم الأوضاع السيئة للأبنية التى ظلت متعثرة منذ تسعينيات القرن الماضى، والمعوقـات العديدة التى واجهتها على مدى ربـع قـرن، كما يدرك ما تركه الإهمال وعوامل الزمن من بصمات قبيحة على وجهها، وكيف تحولت إلى بيوت أشباح، وغابات موحشة مليئة بالزواحف والحيوانات الضالة والمياه الجوفية، ولكن فى غضون شهور حلت مكانها منظومة جديدة لتعليم الفنون، تضم أضخم مجمع مدارس على مستوى أكاديميات الفنون فى العالم، ومجمعاً للملاعب المتطورة، والمعهد العالى للنقد الفنى، ومعهد الفنون الشعبية، وقاعة للمؤتمرات والندوات، ومسرحاً مكشوفاً، وخرج المعهـد العالـى لفنـون الطفـل إلى النـور بعـد أن ظـل قـرار إنشـائه حبيس الأدراج لمدة 19 عامـاً.
أعلم جيداً أن القانون المنظم لعمل الأكاديمية، يحدد سن التقاعد لرئيسها، لكنه يعطى الحق فى مد تلك الفترة لبعض الشخصيات القادرة على استكمال إنجازات عظيمة للوطن، لذا كنت أتمنى أن تسعى د.إيناس عبدالدايم «وزيرة الثقافة» لمنح د. أشرف زكى مزيداً من الوقت، حتى ينهى الفصل الأخير من الحلم، ويستكمل منظومة البناء بتجهيز مبنى الإسكان الداخلى للطلاب والخبراء، والمستشفى المتطور للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ويصبح الحلم الكبير واقعاً جميلاً على أرض الفنون والإبداع.
حقاً إن ما تحقق بفضل كتيبة حراس تراث الوطن الثقافى والفنى، ليس مساحات للبناء والتوسع.. وإنما أفق للتحليق والوجود والإبداع والعلم والجمال.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة