سامي الحسن
سامي الحسن


«سامي الحسن» يكتب: الصحافة في عصر التكنولوجيا الرقمية

بوابة أخبار اليوم

السبت، 07 أغسطس 2021 - 12:29 م

بقلم: سامي الحسن

 

اقتحمت الصحافة الرقمية عالم الأخبار والمعلومات والصور في الكرة الأرضية، وانتزعت من الصحافة التقليدية، كثيراً من جمهورها، حتى بات بعض المحللين والمطوّرين يتنبئون بزوال الصحافة الورقية قريباً.


لفهم هذا الموضوع، لا بد من معرفة واقع الحال اليوم، وماذا أضافت الصحافة الرقمية، على الكمبيوتر والألواح الإلكترونية والهواتف الجوالة، حتى تتفوّق على الصحافة الورقية، وهل صحيح أن هذه الأخيرة إلى زوال؟


ثمة رأي يطرح المشكلة، ويشير على الصحافة الورقية، بالعمل للتكيّف مع البيئة الإعلامية الجديدة، التي صارت ترزح فيها تحت ضغط مزاحمة الصحافة الرقمية؟


وثمة آراء تقول إن الصحافة الورقية موجودة لتبقى، لأن الصحافة الرقمية أنتجت طوفاناً هائلاً من المعلومات والروابط، تجعل لزاماً على الصحافة الورقية أن تغربلها، وتفرز الغث عن السمين منها، لتقدِّم لقرَّائها، الذين لن يقرؤوا كل شيء بالتأكيد، زبدة ما في العالم من أخبار ومعلومات وتحليلات وتحقيقات.

 

اليوم تستمدّ مؤسسات الإعلام بانتظام موادّها من المصادر الرقمية المختلفة. ويبحث هذا التقرير في اعتماد تكنولوجيا المعلومات، وفي دور الصحافة في العصر الرقمي، وكيف يستخدم الصحافيون الأدوات الجديدة لتطوير مهنتهم، ودور الإنترنت، وما هي الذيول الأمنية والأخلاقية في هذا الميدان الجديد، وما إذا كانت حرية الصحافة تعني بالضرورة حرية الوصول إلى المعلومات، وما هي أوجه الالتباس التي تُحدثها التكنولوجيا الرقمية، والقوة والسرعة والمنفعة التي تترتب على الكتابة الرقمية ونشرها وتلقّيها.

 

في مجتمعنا المتطور بسرعة اليوم، ينصرف مزيد من الناس إلى الكمبيوتر، والهاتف الخلوي، وأجهزة «البلوتوث»، للنظر في «الفيسبوك» أو معرفة آخر أخبار الطقس. ومع «الانفجار» الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، أصبحت التكنولوجيا المصدر الأول لتلقّي المعلومات. ولهذا الأمر حسنات، مثل الحصول الفوري على الخبر، والاطلاع المستمر على ما يجري في المجتمع في غضون ثوانٍ. ونظراً لأهمية الاتصال في كل الحضارات، فإن طريقة هذا الاتصال لا بد من أن تتكيّف بأساليب عيش الشعوب.

 

في الماضي كان الإعلام في الغالب، مطبوعاً، حين كان معظم الناس يأخذون وقتهم في قراءة الصحف. اليوم، ومع انكفاء الناس إلى الإنترنت، سعياً وراء المعلومات، تُزاح الصحافة المطبوعة جانباً، شيئاً فشيئاً، حتى إن البعض يرى أن هذه الصحافة مآلها إلى الموت. ويستدلّون على هذا بالانخفاض في مبيعات الصحف. 

 

وعلى كليات الصحافة في العالم أن تعيد النظر في وسيلة تعليم الصحافة؛ لأن ما كان متَّبعاً قبل 15 سنة لم يعد كذلك اليوم. فالمشهد الصحافي يتبدّل كل يوم، مع ظهور تقنيات ووسائل تعيد تنظيم العلاقة بين وسائط الإعلام وجمهورها. وبسبب طبيعة النفس الإنسانية، فإن بعض الناس يخشون التغيير، فيما يعتنقه آخرون بشوق. البعض يتحمّس لفرص الاستفادة من الظروف المتغيّرة، لكن غيرهم يخافون خوض غمار «السابقة الخطرة»، ويعملون بمبدأ ألا يكونوا يوماً البادئين في اختبار أي شيء.

 

في عالمنا اليوم، يستحيل على أي كان، أن ينجو من آثار التغيير الكاسح، وينطبق هذا الأمر خصوصاً على العاملين في الصحافة والاتصالات. 

 

لقد كانت الصحف الوسيلة الأكثر انتشاراً للإعلام، منذ أيام الحمام الزاجل، حتى جاء عصر «الواي – فاي»، لكن التطوّر اليوم ليس تغيّراً نسبياً، بل إنه تبدّل كامل للاتجاه. 

 

إننا نواجه تحدياً وفرصة، لنفعل الأشياء بطريقة مختلفة. فالتكنولوجيا الحديثة تعيد تشكيل كل مظاهر نظام الاتصالات الأساسية، ونحن مضطرّون إلى إعادة النظر في معظم مفاهيمنا الجوهرية، حول أساليب جمع المعلومات ونشر الأخبار. وهذا يطرح علينا الحاجة إلى فهم المشهد الذي ينتظرنا، ويَطرح علينا كذلك مجموعة من الأسئلة الصعبة، ما دامت الصحافة وآثارها في المجتمع تهمّنا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة