حدث بالفعل في مصر.. «قيناوي» يتنازل عن الثأر بـ«أمر من الرسول»
حدث بالفعل في مصر.. «قيناوي» يتنازل عن الثأر بـ«أمر من الرسول»


حكايات| حدث بالفعل في مصر.. «قناوي» يتنازل عن الثأر بـ«أمر من الرسول»

أبو المعارف الحفناوي

السبت، 07 أغسطس 2021 - 03:24 م

على مدار السنوات الماضية، سجلت لجان المصالحات في قنا حضورًا قويًا عبر مجهود كبير في حل الخصومات الثأرية، التي تخطت ما يقارب من 200 خصومة ثأرية مقيدة وغير مقيدة ومن بينها خصومات عائلية تدخلت لجان المصالحات في حلها.

 

لجان للمصالحات «بلعت الزلط» من أجل إنهاء الخصومات وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة، وعدم اتساع دائرة الدم بين العائلات المتخاصمة، أو حتى دخول عائلات أخرى في دائرة الدم، ربما يُقتل أحد أفرادها عن طريق الصدفة حال مروره وقت الاشتباكات بين العائلات المتخاصمة.

 

اقرأ أيضًا| هدية مصرية للمسجد النبوي.. مصحف «نابو» بخط اليد كتب في 10 سنوات

 

ولعل من أبرز الخصومات الثأرية التي بذلت فيها لجان المصالحات دورا كبيرا في الآونة الماضية، خصومة «الطوايل والغنايم» في كوم هتيم والتي حصدت 17 قتيلا بسبب خلافات على خمسين قرشا، وخصومة «السحالوة والمخالفة»، والتي خلفت 12 قتيلا بسبب خلافات على " شوية ميّه" .

 

 

دور لجنة المصالحات التي تضم شيوخ وقيادات شعبية ونواب، هو الأكبر في إتمام الصلح في أي خصومة ثأرية، بجانب الأجهزة الأمنية والتنفيذية، ويعرف ذلك هنا في قنا باسم «القضاء العرفي»، وفيه يتم الحكم على القاتل أو أحد أقاربه بتقديم القودة لأهل المجني عليه، ودفع الدية وإنهاء المشاكل والخلافات بينهما المتنازع عليها، وكتابة عقود بذلك وتوقيع غرامة على من يخالف الاتفاقات، وإتمام الصلح في سرادق كبير يحضره الآلاف من المواطنين والقيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية. 

 

الشيخ الدكتور أحمد عبداللطيف الكلحي، من كبار رجال المصالحات في قنا، والمتحدث الرسمي باسم لجان المصالحات، يقول إن القضاء العرفي لم يُثبت بتاريخ محدد بدأ فيه، ولكنه من تراث القبائل العربية، المنتشرة في سيناء والصعيد، وهو وسيلة متعارف عليها بين القبائل الكبرى وتوارثته الأجيال لحل الخصومات الثأرية والخلافات بين أبناء القبائل والعائلات، فهو دستور القبائل الذي يحل بديلا عن القانون. 


ويشير الكلحي إلى أن لجان المصالحات تضم عددا كبيرا من الذين يريدون الخير للبلاد، مثل الشيخ كمال تقادم، والشيخ عبد المعطي أبوزيد، والعمدة غلاب، وغيرهم من كبار لجان المصالحات في قنا. 

 

 

ويحكي الكلحي أن هناك مواقف غريبة حدثت في بعض الخصومات الثأرية، يتذكر منها أنه أثناء إقامة مراسم صلح في خصومة بسوهاج، وتوافد المئات لحضور الصلح، رفض أحد الأطراف المتخاصمة إتمام الصلح، وأخرج سلاحا ناريا وقال: «على جثتي إن الصلح ده يتم».

 

وحاول الأهل والأقارب إبعاده ولكنه رفض، وخرجت من سلاحه طلقة استقرت في جسده ومات، وبالفعل تم الصلح على جثته كما قال. وفي قرية العديسية كان عم شابين ماتا يخشى قبول الصلح، بعد رفض الأقارب إتمام ذلك، وفجأة أخبر لجنة المصالحات أنه شاهد رسول الله في المنام يطلب منه قبول الصلح ووافق على الفور. 

 

ومن أغرب المواقف أيضا عندما ذهب الشيخ أحمد رضوان إلى إحدى السيدات  قُتل ابنها، وكانت رافضة لإتمام الصلح نهائيا، فعندما ذهب إليها ألقت في وجهه قدرة من العدس، وبعدها انتقدها أقاربها كيف تفعلي ذلك في الشيخ الكبير، فذهبت إليه وأخبرته أنها قبلت الصلح «عشان غلطت في حقه».

 

 

ويشير أحمد شمندي عضو لجنة المصالحات إلى أنه ينتمي إلى لجنة المصالحات التابعة لمشيخة الأزهر التي تتدخل لحل الخصومات الثأرية بين أبناء القبائل والعائلات، للحد من الفتنة واتساع دائرة الدم. 


ويوضح أنه كانت هناك خصومة ثأرية بنجع حمادي، وبعد أن تمكنت لجنة المصالحات التابعة لمشيخة الأزهر في التوصل إلى اتفاق لإقناع الطرفين بإنهاء الخصومة الثأرية وهما في الأصل أبناء عمومة، اشترطت والدة القتيل مقابلة شيخ الأزهر، فقبل شيخ الأزهر ذلك واستضافها منذ قرابة شهر في ساحته بمحافظة الأقصر. 

 
شمندي أوضح كذلك أن «والدة المجني عليه التقت شيخ الأزهر، والذي جبر بخاطرها وطمأن قلبها، بأن ابنها عريس في الجنة إن شاء الله، وأعطى لها بعض النصائح لقبول الصلح وأن التسامح والصلح حث عليه الإسلام، فوافقت على قبول الصلح». 

 

ويوضح العمدة علي قاعود، عضو لجنة المصالحات، أن القضاء العرفي في الصعيد، هو أسلوب متبع منذ القدم لإنهاء الخصومات الثأرية بين أبناء القبائل، وفيه تبذل لجان المصالحات مجهودا كبيرا لإنهاء النزاعات.

 

ويشير إلى أن دور لجنة المصالحات كبير جدا، ومن الممكن أن يستمر عمل اللجنة لحل خصومة واحدة لسنوات لإقناع الأطراف المتخاصمة في قبول الصلح.. «والحمد لله استطعنا حل العديد من الخصومات الثأرية ومستمرين».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة