طارق إسماعيل
طارق إسماعيل


رحلة أبو ذكرى

الأخبار

السبت، 07 أغسطس 2021 - 05:21 م

 

طارق إسماعيل

لم أصدق نفسى عندما وجدت من ينعى لى أخى وصديقى وجارى ابن بحرى بالاسكندرية محمد ابوذكرى فلم تكن العلاقة بيننا مثل سائر الزملاء بل هى رحلة عمر امتدت منذ ان كان بالجامعة وحتى لحظة رحيله حيث جمع بيننا امور كثيرة اهمها اننا من ابناء حى واحد بمنطقة الانفوشى واحد من اجمل اماكن وأحياء مصر كلها وقد تقابلنا معا اول مرة فى اكبر مدرسة صحفية وهى اخبار اليوم مع الاستاذ القدير محمد شاكر رحمه الله وكان يستعد لإصدار صحيفة الأيام لسان

حال جامعة الاسكندرية وقد تقابلت معه ومع الحبيب يسرى الفخرانى لتكون صداقة العمر بيننا على رغم ان ابو ذكرى لم يكن بدأ خطواته العملية بينما كنت والصديق يسرى الفخرانى دخلنا فعليا بلاط صاحبة الجلالة حيث كان يعمل يسرى بصحيفة مايو بينما عملت بداية حياتى فى واحدة من اكبر صحف المعارضة وهى الشعب وشاءت الظروف ان يجمعنا الاستاذ شاكر للعمل معه وكان يجد فينا النموذج لتجديد دماء مكتب الاخبار الذى ضم نجوم وعمالقة الصحافة وقتها مثل المرحوم منير المسيري، علاء رفعت، حمدى ياسين رحمهم الله والاستاذ فاروق عبد المنعم اطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية لكن يدخل من يغير رحلتنا ويقذف بأخى يسرى وبى الى صحيفة الاهرام بينما تمسك ابوذكرى بمدرسة الاخبار فهو الحائز على جائزة مصطفى امين كأول دفعة شعبة الاعلام لتنطلق الرحلة وليصبح كل واحد فى مجاله ومكانه فهو نجم الصحافة الفنية بينما دخلت فى دهاليز عالم الرياضة، ذهب هو والفخرانى للقاهرة وتمسكت بالبقاء بالاسكندرية لكن العلاقة بيننا ظلت ممتدة ومتواصلة بل اذكر ان آخر ندوة لى منذ اسبوعين حضرها وقد اصررت على ان يتحدث فيها وشعرت يومها وكأنه يودعنى كانت كلماته مؤثرة ولقاؤه رائعا، تحدث معى عقب الندوة وطلب منى مزيدا من اللقاءات والندوات وذكرنى بأيام جميلة وحدثنى عن شخصيات واصدقاء مشتركين بيننا مثل نائلة فاروق رئيسة التليفزيون التى وصفها بانها بنت البلد الاصيلة وهى بالفعل كذلك خاصة انها ابنة الاسكندرية وافترقنا على وعد اللقاء ولم اتوقع ان يكون الوداع الاخير فقد مرت الرحلة سريعا انتهى مشوار العمر لكن ابدا لم ينته ابو ذكرى من الذاكرة.
رحل الاخ والصديق لكن يظل الكاتب والمفكر والاديب والشاعر، محمد ابو ذكرى هو قصة كفاح لكل عاشق لمهنة الصحافة رحلة جديرة بان تكون رحلة البحث عن المتاعب مرة ثانية لا اقول وداعا لأخى وصديقى ابو ذكرى بل إلى لقاء يجمعنا فى ظل الرحمن ومع أحباء عاشوا جميعا وهم يعرفون جهده وعطاءه فى بلاط صاحبة الجلالة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة