جمال حسين
جمال حسين


لا تخف وانظرنا نخبرك اليقينا

جمال حسين

السبت، 07 أغسطس 2021 - 05:32 م

جمعتنى الأقدار مع رفيق العمر محمد أبو ذكرى قبل عامين من التحاق كل منا بمحبوبتنا صحيفة الأخبار  ..كان عملاق الصحافة المصرية مصطفى أمين يقيم احتفالا سنويا لتوزيع جوائز مصطفى وعلى أمين للصحافة والتى خصص بندا منها لتكريم الاوائل من كلية الاعلام وأقسام الصحافة ومنح كل منهم ألف جنيه وما أدراك ما الألف جنيه فى ذلك الوقت
وفى عام ١٩٨٧ أقيم الاحتفال بقاعة الاحتفالات الكبرى بالطابق السادس « النيوز رووم حاليا « وحضرها لفيف كبير من الوزراء وقيادات الصحافة والإعلام والفنانين وكبار الكتاب
جئت من سوهاج لتكريمى بصفتى الأول على دفعتى بقسم الصحافة وشاءت الأقدار أن يجلس إلى جوارى محمد أبو ذكرى الأول على قسم الإعلام بجامعة الإسكندرية .. بادرنى بالتعارف وسألنى الأخ منين ؟ قلت من سوهاج وأنت قال من الإسكندرية وأضاف بروح الدعابة  « كده بصرة « إنت من قبلى وأنا من بحرى كده هتخرب بس هنروح فين يا صاحبى وسط الغيلان دى تفتكر ممكن يشغلونا هنا معاهم ؟ يقصد فى مؤسسة أخبار اليوم قلت يارب ثم التفت إلى الشاب الجالس إلى جوارنا وكان الكاتب الصحفى الكبير ياسر رزق الذى حصل فى هذا العام على جائزة مصطفى وعلى أمين عن الانتماء الصحفى وسأله ابو ذكرى يعنى إيه جايزة الانتماء الصحفى ؟ وأجاب ياسر رزق بابتسامة الواثق من نفسه لأنى أعمل بالأخبار طوال سنوات الدراسة ولا أغادر دار أخبار اليوم
وانتهى الاحتفال وذهب كل منا إلى حال سبيله وبدأنا رحلة المعاناة عامين كاملين حيث أغلقت كل الصحف أبوابها فى وجوهنا وتأكدنا أن التفوق الدراسى وكوننا من الأوائل عملة غير معترف بها لدى المسئولين عن الصحف فى ذلك الوقت وأن « الواسطة « هى جواز المرور للتدريب فى إحدى المؤسسات القومية ..وذاق كل منا الأمرين حتى أنصفتنا الأقدار والتحق كل منا دون تنسيق للتدريب فى جريدة الأخبار  بعد عامين من اللقاء الأول .. كنا نتدرب فى مكتبين متجاورين بالطابق الثامن أنا فى قسم الحوادث وهو فى قسم الإذاعة والتليفزيون وكنا لا نفترق حتى جمعنا أيضا قرار تعيين واحد وكنت كلما التقيه أقول له مداعبا : « أبا ذكرى لا تخف وانظرنا نخبرك اليقينا ..فإنا قد وردنا الماء صفوا ويرده غيرنا كدرا وطينا « فيضحك ونضحك ومرت السنون ولم نفترق حتى عندما تولى رئاسة مكتب الإسكندرية .. أطلقنا عليه لقب « حكاء الدفعة « الكتيب ذو القلب الطيب العليل
..فى  عيد الأضحى بادر بالاتصال بى والتهنئة واتفقنا على اللقاء وتناول الغداء بمكتبى على أن يكون ثالثنا الصديق محمد سلامة لكن.. اللقاء لم يتم وفجعت بخبر وفاته ..رحل أبو ذكرى خفيفا وترك لدى كل منا ذكريات جميلة.
 اللهم ارحمه رحمة واسعة وأدخله فسيح جناتك واحفظ طفلته نور التى كانت نور حياته.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة