مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

العرش المفقود

الأخبار

السبت، 07 أغسطس 2021 - 05:40 م

على إحدى القنوات أذيع فيلم « الحرام» للرائعة فاتن حمامة وقد أعادت لى مشاهد الفيلم ذكريات قديمة مع جموع الترحيلة وهم يجمعون القطن من الحقول ويعبئونه فى الأجولة....تذكرت كيف كان رفاق اللعب يختفون فى الحقول وتؤجل الدراسة حتى أوائل شهر أكتوبر كاستثناء لمحافظة القليوبية التى اعتبرت أيامها من أهم مناطق إنتاج الذهب الأبيض والتى كانت تعتمد على تلاميذ المدارس فى جمع القطن ومن قبله في جمع دودة القطن والأوراق المصابة باللطع حماية للمنتج النهائى ومن ثم يتم تجميع ملايين الأجولة المكدسة بالقطن على أطراف مدينتى أمام محلج القطن
راح الزمان وخلى محلج القطن من أجولته وتم بيع أراضيه الشاسعة بالمتر وتحول إلى عدة مبان قبيحة ونزلت مصر عن عرشها بعدأن كانت تنتج 60٪ من أجود أقطان العالم المتميز بطول التيلة والنعومة الفائقة عندما كان لدينا مليون فدان قطن و 20 مليون نسمة أما الآن فقد أصبح لدينا 183 ألف فدان قطن و100مليون نسمة فتقلصت المساحة بعد أن خرجت تجارة وزراعة القطن من تحت مظلة الدولة وأصبح تصدير القطن خاما من خلال التجار والسماسرة الذين امتصوا دم الفلاح فقرر تخفيض المساحة بعد تراجع الأسعار وارتفاع تكلفة الزراعة وانعدام التسعيرة العادلة للشراء
ومن هنا كان لابد من مساندة الحكومة للفلاح ومساعدته على تسويق منتجه ليوازى غلاء الأسمدة والعمالة والمبيدات وهو مايجعلنا نتساءل عن مصير تطوير محاور منظومة القطن من زراعة وإنتاج وصناعة وتدعيم صناعة الغزل والنسيج خاصة وقد رصدت الدولة 21مليار جنيه لتطوير شركات الغزل والنسيج من خلال إحلال وتجديد تلك الشركات وزيادة معدلات جودة الإنتاج ..الأيام القليلة القادمة مع الموسم الجديد لجمع القطن ستجيب على هذه التساؤلات
وإلى كل من يحترق بنار أغسطس ويفتقد الملابس القطنية المصرية ادعوا معنا أن يستعيد القطن المصرى عرشه المفقود.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة