د. حسام محمود  فهمى
د. حسام محمود فهمى


قضية ورأى

على مواقع التواصل

الأخبار

السبت، 07 أغسطس 2021 - 06:36 م

‏تعدَدت مواقعُ التواصلِFacebook ،Twitter ،Instagram ،WhatsApp ، Clubhouse ،YouTube ، TikTok، هدفُهاواحد ولكن بأساليبٍ مختلفةٍ؛ هى تُحققُ ‏الاِتصال اِجتماعيًا، سياسيًا، مهنيًا، رياضيًا، فكريًا. ‏للاِتصالِ قواعدٌ تُحدِدُها إداراتُ مواقعِ التواصلِ، ‏لا للتمييزِ، لا ‏للتنَمُرِ، لا للحضِ على العنفِ، لا للكراهيةِ، لا للإرهابِ. ‏وما تجميدُ حسابِ الرئيس الأمريكى الاسبق دونالد ترامب ‏على Face book إلا مثالٌ للتطبيقِ‏ الصارمِ لتلك القواعدِ. ‏كما تسمحُ هذه المواقعُ للأفراد بإنشاءِ صفحاتِهم Pages وفقًا للضوابطِ، فإنها تُتيحُ أيضًا إنشاءَ صفحاتٍ لمجموعاتِ للأنشطةِ والاِهتماماتِ Groups. ‏كلٌ مسؤول أمام إدارةِ موقعِ التواصلِ عما ينشرُ على صفحتِه، وهو مطالبٌ بالالتزامِ أمام إداراتِ صفحاتِ المجموعاتِ بقواعدِها.
تتعددُ صفحاتُ مجموعاتِ الجامعاتِ على كافةِ وسائلِ التواصلِ، وقد أُنشِئت لإظهارِ ما يهمُ أعضاءَ هيئةِ التدريسِ مهنيًا واجتماعيًا. لكن أقليةً منهم يسيئون اِستخدامَها، وكأنها مُقامةٌ لحواراتِ البلكونات ومشاكساتِ المقاهى والنواصي؛ بعضُهم يشغَلونها بنِكاتٍ سخيفةٍ لا تَمُت للغرضِ منها، غيرُهم يُفرِطون بمنشوراتٍ تافهةٍ جوفاءٍ سَمِجةٍ سخيفةٍ ركيكة، آخرون يفيضون عليها بالأخبارِ الفشنك عن إنجازاتِهم الكاسحة. يتلهفون السقطةَ واللقطةَ للتطفلِ على صفحات المجموعات تلك فى أى وقت وأى موضوع، منهم من يضبطون منبهاتِ دخولهم حسب الإتجاه العام وبورصة التعيينات، لعل وعسي.. لما هذا المسلكُ المُبتَذل المُتنطِع؟ فَراغٌ وفقدانُ صُحبةِ، إحساسٌ بعدمِ الاهتمام، إظهارُ ما يُتَوهَمُ فكرًا وذكاءً، لفتٌ للأنظارِ،وصوليةٌ وانتهازيةٌ اِستغلالًا لكثرةِ أعضاءِ صفحاتِ المجموعاتِ، ومع كل ذلك خُلو صفحاتِهم الشخصيةِ من المتابعين.
عضو هيئةِ التدريسِ دائمًا تحت النظرِ بحكمِ تعاملاتِه المتعددةِ، لكن هناك من يعجزون عن فهمِ هذه الحقيقة فتكشفُ وسائلُ التواصلِ تشخيصَهم ولا مؤاخذة. تارةً دورُ رِقة وتارةً حِنية وتارةً ذكاء وتارةْ فلسفة، هذا غير الثوريةِ والمنظرةِ الفارغةِ والإدعاءِ واِفتعالِ الشجاعةِ؛ اِستجداءٌ كلُه لإعجابٍ وتعاطفٍ وما تيسَرَ من تأييدٍ. ألا يستحقُ هؤلاء تأنيباتٍ مثل اِحتَرِمْ سنَك، عيب على شهادتك، الإحساس نعمة، لِمْ نفسَك …؟
مواقعُ التواصلِ ضرورةٌ للخبرِ والرأي؛ الحريةُ الملتزمة واجبةٌ على الصفحاتِ الشخصيةِ، أما على صفحاتِ المجموعاتِ فخيرُالكلامِ ماقَلَ ودَلَ ويا بخت من زارَ وخَفَف.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة