وجد البعض في الإعلان السعودي تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب يضم 34 دولة من بينها مصر، فرصة لإشعال نار الفرقة بين البلدين الشقيقين، حيث اعتبره نسفا للمقترح المصري بإنشاء قوة عربية مشتركة، ومحاولة استدعاء ما يتردد عن خلاف قديم حول الوحدة علي أساس قومي دعما للتوجه الناصري أو ديني وفقا للفكر الوهابي.
ولا أدري ما هي المصادر التي استند عليها المشككون. فمصر والسعودية يمثلان حتي قبل العهد الناصري، حجر الأساس في إنشاء الجامعة العربية.
لقد تعامل هذا البعض بحساسية مع إعلان السعودية توليها قيادة التحالف، متناسين أن المملكة سبق أن تولت بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية قيادة التحالف الخاص بتحرير الكويت. وكانت مصر تمثل ركيزته العربية الأساسية. وتتولي السعودية حاليا أيضا قيادة التحالف في اليمن.
الفارق كبير في رأيي بين تحالف إسلامي مؤقت لمحاربة الإرهاب، وإنشاء قوة عربية مشتركة دائمة للتصدي لكل ما يهدد الأمن القومي العربي.
لا أحد يدعي معرفته بتفاصيل التحالف الجديد وشكله وأهدافه وآلياته حتي الآن. فقد تم تشكيله خلال ساعات لأسباب لم يكشف عنها. وتولي السعودية قيادته تمليه الظروف وطبيعة الأهداف وتكاليف تحقيقها. لكن ما أثق فيه أن هذا التحالف لا يستهدف نسف المقترح المصري بتشكيل قوة عربية مشتركة. حيث كانت المملكة من أوائل الدول العربية التي أيدت المقترح المصري والدليل إقراره في قمة شرم الشيخ. وقد أكد ذلك بشكل واضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد عندما قال في تصريح رسمي أنه لا يوجد تعارض بين تشكيل التحالف الإسلامي العسكري والقوة العربية المشتركة.
ما أرجوه أن يكف محللو الفضائيات عن إثارة العصبيات وأن يوقنوا أن علاقة مصر والسعودية الراسخة.. فوق الدسائس.