الناقلة ميرسير ستريت التى تعرضت للهجوم مؤخرا
الناقلة ميرسير ستريت التى تعرضت للهجوم مؤخرا


العالم بين يديك| لماذا تصر إيران على التصعيد فى خليج عُمان؟!

الأخبار

السبت، 07 أغسطس 2021 - 09:56 م

مروى حسن حسين

لا تكاد حدة التصعيد بين واشنطن وطهران تهدأ قليلا حتى يستجد ما يؤججها مجددا، ويزيد من الاحتقان، فمع اقتراب الجولة السابعة للمباحثات فى فيينا بشأن الاتفاق النووى وتزامنا مع مراسم تنصيب إبراهيم رئيسى رئيساً لإيران، لم تتوخ إيران الصبر الاستراتيجى الذى اعتادته، وشنت هجوماً على سفينة إسرائيلية قبالة سواحل عمان، وتبعته حوادث غامضة عدة لبعض السفن فى خليج عمان ما أثر فى أمن وحرية وسلامة التدفق الملاحى والطاقة فى المنطقة.

وحمّلت بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل، إيران مسؤولية الهجوم التى تنفى بشدة أن يكون لها أى صلة به وتوعدت برد قاس على أى إجراء يضر بمصالحها..

عملت إيران فى الأيام الأخيرة، بعدما ابتعدت عن التصعيد خلال ولاية ترامب، على التصعيد سواء من خلال إعلانها تأجيل مباحثات فيينا للتشاور الداخلي، وإعلان رفض المجلس الأعلى للأمن القومى الاتفاق مع الولايات المتحدة ما لم ترفع العقوبات، ما جعل الموقف الإيرانى وكأنه يتلاعب بالأطراف الغربية والأمريكية، على الرغم من أنه أثناء تنصيب الرئيس الجديد لإيران يوم الثلاثاء 6 أغسطس وعد رئيسى بتخليص بلاده من العقوبات الأمريكية، وتنفيذ برنامج اقتصادى للتعامل مع التضخم الإيرانى المتصاعد وتداعيات «كوفيد -19»..

على الرغم من  وعد رئيسى برفع العقوبات عبر الاتفاق النووي، الا انه استُهل فترة رئاسته بحوادث السفن فى خليج عمان، وهو رسالة تود طهران منها الضغط على واشنطن بشأن الإسراع فى رفع العقوبات من دون التطرق لصواريخها ودعمها الميليشيات، فى مقابل خفض التصعيد فى منطقة الخليج العربى وعدم تعريض المصالح الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية للخطر.

ولا يغيب أن التصعيد الأخير يوجه الانتباه الدولى بعيداً من الأوضاع الداخلية التى تشهدها منذ أسابيع بسبب احتجاجات المياه والفقر فى خوزستان..

إيران، لم تضغط على الولايات المتحدة فقط من أجل شروط الاتفاق النووي، بل تستهدف من   التصعيد الأخير تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل وتوسيع جبهة مواجهتها وتعزيز ما يسمى بتوازن التهديد لخلق ردع فى مواجهتها، لكن الأحداث الأخيرة تشى بأن المنطقة ستشهد تصعيداً إقليمياً أطرافه الرئيسة محور إيران المكون من إيران و»حزب الله» فى مواجهة إسرائيل وفى أكثر من بؤرة ساخنة..

يرى البعض أن طهران تريد بهذه الهجمات إجبار واشنطن على مغادرة العراق وسوريا وأفغانستان. وتوقع أخرون أن الهجوم الأخير على ناقلة النفط، أرادت به طهران إعلان رغبتها فى إنهاء المفاوضات النووية مع الغرب.

وبهذا يدخل نظام ولاية الفقيه المرحلة الأخيرة من تاريخه، فى ظل تشدده وعدم وجود أى مرونة فى سياستيه الداخلية والخارجية..

ويعتقد الخبراء أن الرد على هجوم الناقلة لن يخرج عن 4 احتمالات هى ضربات عسكرية، أو فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية جديدة، أو إلزام طهران بدفع تعويضات، أو استصدار قرار من مجلس الأمن الدولى لخنق نظام الحكم فى إيران سياسيا واقتصاديا، على غرار ما حدث مع نظام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين.

يرى بعض المحللين، أن «تصريح وزير الخارجية الأمريكى يؤكد بين سطوره أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لتل أبيب للرد». و»هذا الرد سيكون لسببين: الأول منع إيران من تغيير قواعد الاشتباك فى سوريا، إذ تسعى لفرض قاعدة عنوانها القصف فى سوريا (الإسرائيلى والأمريكى لأهداف إيرانية) سيُرد عليه فى البحر».

وقد يكون هناك استهداف إسرائيلى لأهداف عسكرية فى العراق وسوريا ولبنان..

والسبب الثانى «توجيه رسالة للرئيس الإيرانى الجديد إبراهيم رئيسي».. أما إسرائيل فى هذا السيناريو، فقد تلجأ إلى هجوم سيبرانى أو استخباراتي، وتصعيد عملياتها فى سوريا لتستهدف ربما شخصيات إيرانية..

لكن فرض عقوبات يظل أيضا احتمالا حاضرا بقوة، فالغرب، خاصة واشنطن، سيفرض عقوبات جديدة على إيران.

وقد ذكرت صحيفة «هيل» الأمريكية أن واشنطن قد تفرض قيودا أكثر صرامة على صادرات النفط الإيرانية، وعقوبات جديدة على برامج الطائرات من دون طيار والصواريخ لطهران.. ومن المحتمل أن يكون الرد سياسيا عبر إجراءات أمريكية أوروبية لفرض تعويض، ومنع إيران من تكرار الهجمات، وهو أخف السيناريوهات.. قد تكون هناك محاولات لإقناع مجلس الأمن ليس فقط بضرورة إدانة إيران، لكن أيضا السماح للمجتمع الدولى لاتخاذ «إجراء حاسم» ضدها. لكنه قد يواجه باعتراض من روسيا والصين، العضوين الدائمين بمجلس الأمن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة