رحيل دلال عبد العزيز
رحيل دلال عبد العزيز


رحيل دلال عبد العزيز.. سيناريو حزين كتبه القدر

رضوى حسني- معتز الإمام- مصطفى عدلي

السبت، 07 أغسطس 2021 - 10:49 م

أكثر من 90 يومًا عاشتها بين قبضة وباء كورونا اللعين، واجهت بشجاعتها المعهودة المرض، كان عقلها وقلبها وأنفاسها رغم شراسة الداء مع حب عمرها ورفيق الرحلة الفنان القدير سمير غانم، لترحل دون أن تعلم بغيابه الأبدى، ويسقط وباء كورونا الفنانة القديرة دلال عبد العزيز، لتغادر فى صمتٍ ويكتب الموت نهايةً دراميةً لم يتوقعها مؤلفٌ ولم تُكتب فى سيناريو من قبل، وتودع الفنانة دلال عبد العزيز الحياة وتلحق بزوجها وحبيبها، وكأن القدر اختار لها الراحة من أن تعيش الموت البطىء بمعرفة رحيل أيقونتها الخاصة "سمورة"..

بين رحلتها سطور مشرقة نرويها لكم فى سطورٍ حزينة تبقى شاهدةً على أحد أشهر وأبرز نجمات الشاشة المصرية والعربية التى رحلت عن عالمنا عن عمر ناهز 61 عامًا، ويتم تشييع الجثمان اليوم عقب صلاة الظهر من مسجد المشير، لترقد فى سلامٍ إلى جوار سمير غانم بمقابر العائلة.

 

سطور من الرحلة

بين أحضان الرحلة سطورٌ من الإبداع كانت أيقونتها الفنانة الراحلة دلال عبدالعزيز، التى بدأت مشوارها الفنى بقرية فرغان، مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، فى 17 يناير 1960،عشقت الفن والدراسة منذ صغرها حتى أنها لم تكتفى بحصولها على بكالوريوس زراعة جامعة الزقازيق، ليستمر مشوار تحصيلها للعلم، وتتمكن من الحصول على بكالوريوس كلية الإعلام جامعة القاهرة.

 

كما حصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من كلية الآداب جامعة القاهرة، وحصلت على دبلوم فى العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، إلى جانب ذلك كانت تسعى لترتقى أولى درجات سلم الفن من خلال الحصول على بعض الأدوار وسط عمالقة الفن المصرى.

 

دخلت المجال الفني عام 1977، من خلال ظهورها الأول فى مسلسل "بنت الأيام"، أمام الراحلة كريمة مختار، لتأتى بدايتها الفعلية عندما قدمها الفنان نور الدمرداش للمسرح، وشاركت بالعديد من المسلسلات والمسرحيات والأفلام السينمائية، واستطاعت خلال تلك الأعمال الحصول على العديد من الجوائز كأفضل ممثلة، لتتوالى أعمالها الفنية بعد ذلك، ومن أبرز أدوارها "نعمة فى حديث الصباح والمساء"، "لميا فى سابع جار"، نجاة فى ليالى الحلمية ".

 

«دلال» و«سمير».. حدوتة على الشاشة

على الشاشة الفضية والمسرح، كان هناك الكثير من الحواديت التى جمعت الثنائى؛ منها مسرحية " أهلًا يا دكتور، فوازير فطوطة"، وظهرت دلال مع سمير غانم كضيفة شرف فى هذه الفوازير، التى تم إنتاجها عام 1982، وأيضًا مشاركته فى "يارب ولد، إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حادى بادى، فارس وبنى خيبان، أرباب سوابق، عريس فى اليانصيب،  المطب، النصاب والكلب، الأغبياء الثلاثة، الرجالة فى خطر، أخويا هايص وأنا لايص".

 

حياتها الأسرية

 

بجانب مشوارها الفنى لم تنس بنت الريف تكوين أسرة، حيث تزوجت من الفنان الكوميدى سمير غانم، عقب تعاونهما معًا فى مسرحية "أهلاً يا دكتور" عام 1981، ومن بطولة سمير غانم، جورج سيدهم، لتبدأ من هنا قصة الحب بينهما لتكلل بالزواج، واعتبرت زيجتهما من أطول زيجات الوسط الفنى، حيث استمرت لمدة أربعين عامًا حتى رحيلهما، ورزقا بالثنائى دينا وإيمى سمير غانم.

 

قصة السبحة الحمراء

لم تُفارق الراحلة دلال سبحتها الحمراء اللون، وكانت دائمًا تظهر بها فى إطلالاتها المختلفة، وكانت تحرص على وجودها معها فى كل وقت، وترجع حكاية "السبحة" الحمراء إلى أنها كانت تحرص على التسبيح من الحين للآخر، ورغم الانتقادات التى كانت تُواجهها دلال، إلا أنها كانت ترد بأنها لا تشعر بالاطمئنان سوى وهى تذكر الله، وأن من يُهاجمها عليه أن يُراعى الله، لأن علاقتها بالمولى، عز وجل، لا يعرفها غيره، وعندما قطعت "سبحتها" حرصت على إحضار غيرها بنفس اللون؛ لشعورها بالطمأنينة معها.   

 

المشهد الأخير

وكأن الراحلة دلال عبدالعزيز اختارت لنفسها وداع جمهورها على الشاشة الفضية فى مشهد كان الأخير لها، وهو موتها ضمن أحداث مسلسل "ملوك الجدعنة" للفنان مصطفى شعبان والفنان عمرو سعد، وهو المشهد الذى حصد ملايين المشاهدات وأبكى متابعيها فى الوطن العربى، خلال الماراثون الرمضانى الأخير، خاصةً أن هذا المشهد تم عرضه على الشاشة فى نفس التوقيت لبدء دخولها المستشفى وإصابتها بفيروس كورونا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة