الشيخ محمد حسان
الشيخ محمد حسان


الشيخ محمد حسان: الأزهر الشريف صمام أمان للأمة الإسلامية

إسلام دياب

الأحد، 08 أغسطس 2021 - 03:25 م

 

نفى الشيخ محمد حسان في شهادته أمام محكمة الجنايات، اليوم، في قضية داعش إمبابة، ردًا على السؤال بأن بعض الشباب استندوا في إباحة أفعالهم على ما كانوا يسمعونه من شيوخ ومنهم هو نفسه، أن تكون أفكاره وخطبه سبباً في تطرف الشباب، مؤكدا على وجود سوء فهم على حد قوله.

وشدد على أن العيب في إساءة الفهم من السامعين، موضحًا ذلك بقوله: «يُساء فهم الشيخ والداعية، فكم من أباء أفاضل في كثير من البيوت يُوجهون توجيه صحيح مُنضبط، وينحرف ابن هنا أو هُناك، وليس معنى ذلك أن الوالد قد قصر»، وضرب مثالاً بعلاقة نوح بابنه وسيدنا محمد مع عمه أبي طالب.

وأوضح أن الأزهر الشريف صمام أمان للأمة الإسلامية، فالأزهر قامة وقيمة بل يجب على الأمة أن ترفع شأن الأزهر، لأنه صمام أمان لكثير من الشباب، والطعن لإسقاط مكانته وهيبته العلمية والتاريخية يأتي حتى يبرز أولئك  الذين يبثون الأفكار المنحرفة، وبكل أسف لم أدرس فيه بل درست في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وانتفعت بذلك في الدعوة، وحصلت على الدكتوراة بإشراف كوكبة من علماء الأزهر.

وأضاف أن علاقته مع جماعة الإخوان كانت علاقة نصح، و«كُنت أنصح لله عزل وجل حباً لديني ولوطني، كُنت مؤيداً للإخوان، وكُنت مرشحاً لهم بعد أحداث يناير، لظني بأنهم أكفأ الموجودين لتاريخهم الماضي، ونصحت على المستوى الخاص والعام»، مُشيراً للفارق بين أصول المنهج السلفي وأصول جماعة الإخوان، حيث قال إن أصول السلفية تدعو للتوحيد الخالص وإتباع الرسول والتزكية وإصلاح الدنيا بالدين، ولكن الإخوان ركزوا على أمور السياسة لاسيما في السنوات الأخيرة، وقال إن للإخوان أخطاء، ما من جماعة وإلا لها أخطاء، كانوا يسعون للوصول للحكم ووصلوا، ولكنهم لم يوفقوا، والخطأ جزء من الحياة.

وأكد أن مقصده من إقراره بوجوب الجهاد في سوريا وقت حكم الإخوان المسلمين، كان يرمي إلى ضرورة تحرك ملوك وحكام ورؤساء الدول وليس الشباب المصري أو العربي، الذي يحتاج لفهم المقصود من الجهاد حتى لا يستخدمه بشكل خاطئ، وعن وجوب الجهاد في العموم، أكد حسان أن الجهاد قائم إلى يوم الدين، ما دام هناك سفك للدماء وهتك للعرض، واستباحة للدم.

من جانبها، قررت محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ إرهاب، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، اليوم الأحد، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى، بعد الانتهاء من سماع شهادة الشيخ محمد حسان أمام المحكمة، في محاكمة 12 متهمًا في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«خلية داعش إمبابة» إلغاء الغرامة التي كانت مقررة على الشيخ لامتثاله لحضور الجلسة للشهادة بناءًا على طلب دفاع أحد المتهمين وتأجيل القضية لجلسة 9 أكتوبر المقبل، مع استمرار حبس المتهمين.

وردًا على سؤال المحكمة عن رأيه في تنظيم الإخوان، «جماعة دعوية في بدايتها، تحولت إلى جماعة سياسية، تستهدف كرسي الرئاسة، وتمكنوا من الفوز به وبجميع المناصب، من رئاسة مجلسي الشعب والشوري، ومعظم المحافظات والوزارات والهيئات، وأن الجماعة لم تتمكن من التوفيق بين فكر الجماعة الواحدة، وفكر الدولة المتعدد ما أدى إلى فشلهم، فرفعوا شعار الشرعية أو الدماء، وهو ما شاهدناه في مظاهراتهم.

ووجهت المحكمة حديثها للشيخ محمد حسان: أنت جئت اليوم بطلب الدفاع ورغم أن هناك المئات من القضايا تم الحكم فيها ومئات المتهمين شهدوا أنهم من تلاميذك، فإن شهادتك اليوم ستكون خيرا لك وخير للكثيرين من بعدك.

وأمرت هيئة المحكمة بطرة، بإحضار كرسي وزجاجة مياه، للشيخ محمد حسان، بعد شعوره بالتعب، وعدم القدرة على الوقوف أثناء الإدلاء بشهادته.

وردا على سؤال المحكمة بأن هناك جموع من الشباب يعتلون المنابر على أنف الناس ويخطبون.. لماذا لم تمنع ذلك خاصة أنهم مريدينك وأتباعك؟.. قال الشيخ محمد حسان «قلت مرارًا لا يجوز لأي أحد أن يتقدم للدعوة العامة سواء منابر أو قنوات فضائية أو إعلامية والظهور من خلالها إلا إذا كان أهلِ لذلك، وأنا كنت أول من دعا للحجر الدعوى، على غرار المنهج الدعوي السليم، فأنا أرى ذلك وعلى علم به، ولا يجوز لأي إنسان أن يرى أنه عالم ويخطب رغما عن الناس، ونحن لا نملك سلطة المنع، ولا نقول لأحد أن يتحول لداعية، فنحن نخطب في  الناس لنربيهم على الأدب وليس للعلم والدعوة.

وردا على رأيه بشأن الجماعة السلفية طلب الشيخ محمد حسان، من هيئة المحكمة، أن تسمح له بالفرصة في الحديث قائلا: أطلق لي جوادي أصول به وأجول كما فعلت مع الشيخ محمد حسين يعقوب، في الجلسة الماضية وذلك للتحدث بروية عن الجماعة السلفية، فسمحت المحكمة، فقال حسان إن جماعة السلفيين سميت بهذا الاسم نسبة إلى السلف الصالح من صحابة رسول الله ولكنهم اختلفوا في مذهبهم عن السلف الصالح، وتحولوا إلى جماعة هدفها المشاركة في الانتخابات والفوز بالكراسي والمناصب وحصد المقاعد، وخلق النزاعات مع الجماعات الأخرى، وتفريق الجمع بدلا من لم الشمل.

وردا على سؤال بناء بعض الجماعات لمؤسسات خيرية قد يوجد بها مساجد يتوجه إليها العديد من الشباب لطلب العلم، إلا إنها تحولت فيما بعد لأغراض أخرى خرج منها إرهابيون وتكفيريون دمروا وخربوا وقتلوا أبرياء واستباحوا أموال الناس.. ما تفسيرك لهذه الظاهرة؟، ليرد : دور الدولة التصدى لمثل هذه الجماعات حتى لا يتصدى للحديث عن الله وعن رسوله من لا يحسن فهم الأدلة، والاعتراض حول خضوع تلك المراكز لمراقبة الدولة، ربما يكون لأن من منعوا من الدعوة من أكفأ العلماء.

وسألته المحكمة عن رأيه في فكر تنظيم القاعدة في أفغانستان والعراق، فقال إن فكر ومنهج تنظيم القاعدة يقوم في الأساس على الحكم على المسلمين أجمعين بالردة، كما يعتبر التنظيم أن جميع الحكومات العربية كافرة، ومن ثم يأتي التدمير والخراب، وبالتالي فهو دموي ومخالف لتعاليم الإسلام، وفي البداية يكون التكفير يليه بعد ذلك استحلال القتل وإراقة الدماء وانتهاك الأعراض ومن ثم الفوضى والفساد في الأرض وهو الأمر الذي تنتهجه قيادات التنظيم، وحرم الدين الإسلامي اقترافه، نافيًا أن تكون الخطب التي يلقيها على تلامذته من طلبة العلم تحرض على مثل تلك الأفكار التي يرفضها جملة وتفصيلاً.

ورد مبديا عن رأيه في تنظيم القاعدة عمومًا، قائلًا: «فقه الجماعة يختلف عن فقه الدولة، ولن تستطع سياسة الجماعة ذات الطيف الواحد الانتقال إلى مرحلة الدولة ذات الطيف متعدد الألوان، ولما حدث الصدام الحقيقي بين الجماعة وبين الدولة، تكون النتيجة للدولة وهذا لم يحدث في مصر، ولن ينفع، وسبق أن حدث صدام بين الدولة وبين الجماعة بكل مؤسساتها شرطة وقضاة وشعب، ورفعت الجماعة شعار الدماء، وتمنيت أن يحدث مثلما قام به علي بن أبي طالب عندما تنازل عن الخلافة لمعاوية بن سفيان، لمنع إراقة الدماء».

وعن رأيه في تنظيم داعش ليرد الشيخ محمد حسان قائلا: إن تنظيم داعش هو رأس الخوارج وهم أصحاب الانحراف الفكري الذي يؤدي إلى التدمير والتخريب وهو الفكر الذي يتبناه تنظيم داعش الإرهابي وهو ما يخالف معتقد وأصول الدين الإسلامي، نافياً أن تكون أفكاره أو خطبه أو الدروس الدينية التي يلقيها أو يشرف عليها ذات صلة أو تشجع على ذلك الفكر الدموي.

وردًا على سؤال المحكمة أنه في الآونة الأخيرة ظهرت مجموعات متطرفة اتخذت من نفسها مسميات وإصباغ للدين ومنها الجماعة السلفية والجهادية وأنصار بيت المقدس وغيرها، ما رأيك في تلك الجماعات، ليرد الشيخ محمد حسان، إن تلك الجماعات التي اتخذت من عباءة الإسلام ومن كتاب الله وسنة رسوله، وتستحل الدماء من المسلمين وتستحل دماء إخواننا في الجيش والشرطة، فإنهم جماعات منحرفة وليس لها صلة بالإسلام.

وعن رأيه في جماعة الإخوان المسليمن، رد الشيخ محمد حسان أن جماعه الإخوان المسلمين كانت في البداية جماعة دعوية، ثم تحولت إلى حزب سياسي يعمل جاهدًا للوصول للحكم والسلطة، ولتحقيق رغباتهم، واستغلوها في تنفيذ أهداف ومخططات خاصة بهم تخدم تطلعاتهم.

وجاء سبب استدعاء الشيخ محمد حسان، للادلاء بشهادته في القضية المعروفة إعلاميا بـ«داعش إمبابة» بناءًا على طلب دفاع المتهمين، وإصراره في جلسات متتالية على الاستدعاء.

كانت محكمة الجنايات برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى، أصدرت في جلسة 12 يونيو قرارا بضبط واحضار الشيخ محمد حسان ومحمد حسين يعقوب لتخلفهما عن الحضور، وفى الجلسة السابقة حضر الشيخ محمد حسين يعقوب التي تنصل خلال شهادته من معرفته بالجماعات الإرهابية وقررت المحكمة في ذات الجلسة ندب طبيب شرعى من الجهات المختصة للكشف على الشيخ محمد حسان بسبب تغيبه لسبب مرضى.

اقرا ايضا / محمد حسان: الإخوان فشلوا في استيعاب فكر الدولة فرفعوا شعار الشرعية أو الدماء

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة