عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

من أمتع ما قرأت!

عمرو الديب

الأحد، 08 أغسطس 2021 - 07:10 م

حيرتنى كثيرًا قدرة ذلك الفتى «المصروع» على النفاذ تحت الجلد، والوصول -بخفة- إلى «برازخ» الأرواح القصية، وشغلتنى طويلًا رحلة البحث عن سرموهبته الفريدة فى التوغل داخل أدغال النفس البشرية دونما عناء، وبمثل هذا القدر العجيب من السلاسة والبراعة والتمكن إلى حد مذهل، كيف تأتى للرجل المريض التعس الذى يطارده الدائنون دومًا أن يرتاد الأحراش الغامضة المبهمة، ويجول فى الغابات الوحشية المتشابكة بمهارة بالغة، وخفة مذهلة، لم أستطع الاهتداء إلى الإجابة على مدى أكثر من ثلاثة عقود، فمنذ افتننت بعالم ذلك الأديب الروسى الفذ، والسؤال عن سر قدرته العجيبة، وموهبته الفريدة فى النفاذ إلى البواطن والأعماق، دونما عناء يتردد فى الذهن، ويشغل البال، ولكن وطوال رحلة قراءة روائعه، لم أعثر على إجابة شافية للأسف، فالتفت إلى ما كتبه النقاد وما دونه المقربون منه ولكن دون جدوى، نعم نجح ذلك فى تسليط مزيد من الضوء على عالمه وأعماله، وحياته، ولكن لم يمنحنا ذلك مفاتيح للإجابة عن السؤال.

ومؤخرا اهتديت إلى الترجمة الكاملة لمذكرات زوجة الأديب الروسى الشهير«فيودوردستويفسكي» الصادرة عن المركز القومى للترجمة، وقد نقلها من الروسية إلى العربية قلم الأديب أنور محمد إبراهيم، وحاولت أن أعثر عن إجابة لسؤالى المزمن العصي، بين ثنايا مذكرات «أنا جوريجوريفنا» أرملة الأديب الفذ، ولكن للأسف مضت القراءة الممتعة دون الاهتداء إلى الإجابة، أو حتى بصيص منها، ومع أنى أقدمت على قراءة المذكرات باحثًا عن إجابة سؤال قديم عن السر فى قدرة ذلك المريض «المصروع» على كشف خبايا النفس البشرية ببراعة نادرة، إلا أننى خرجت بإجابات لأسئلة عديدة ليس من بينها سؤالى العتيد! ولكن حسبى أننى استمتعت بقراءة مذكرات كتبتها روح شفافة، لامرأة جميلة وقفت إلى جوار زوج عبقرى ولكنه مفلس ومريض وبائس، ولم يثنها ذلك عن أداء رسالتها كرفيقة درب كفاح، وشريكة طريق طويل شاق، ولم تكف أبدًا عن أن تكون مددًا وعونًا، وملاذًا لزوجها الفذ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة