بين الخوف والرجاء، التشاؤم والتفاؤل، تتراوح التوقعات بشأن الاستحقاق الثالث الذي حددته «خارطة المستقبل»، أعني انتخابات البرلمان القادم.

قوي قديمة تجمدت، كيانات جديدة هشة، تحالفات تتشكل سريعاً، وتتفكك في زمن قياسي، صراعات ليس لها علاقة بالمبادئ أو المصلحة الوطنية، وإنما بالمصالح الشخصية، والسعي بلا سقف لجني أرباح ولو علي جثة الوطن!
الأكثر تخوفاَ أو تشاؤماَ يحذرون من كارثة.
من يتعلقون بخيوط الرجاء أو اهداب التفاؤل يراهنون علي حدوث معجزة في اللحظة الأخيرة، رهاناَ علي ضمائر قد تستيقظ، أو وعياَ في الشارع يحسم الاختيار للأفضل والأكثر وطنية، بعيدا عن التربيطات التقليدية والصراعات اللامبدئية، وشبكة العلاقات والمصالح العفنة.
بين هؤلاء واولئك يتوزع الناس إلي من انصرف عن الاهتمام بالسياسة يأساَ أو انشغالاً بلقمة العيش، أو شراءً للدماغ لانه يري أن صوته لن يغير من الأمر شيئاَ، وصولاً إلي حالة من اللامبالاة التامة في ظل وجوه تصر علي الإيحاء بأنه «مفيش فايدة»، أو أن اللعبة أكبر من أن يتصور أصحاب المصلحة في التغيير أنهم قادرين علي الفعل والتأثير!
للجميع اقول: لاتنسوا أن معركة الدستور لم تكن أقل ضراوة، وأن الاستحقاق الرئاسي لم يكن نزهة، وان ما أعقبهما كان تحديات صعبة، ومواجهات حادة، استطاع المصريون ان يجتازوها، او يتعايشوا معها، لتستمر الحياة، ويبقي التطلع لغد أرحب مسألة تقترب من اليقين في ضمائر الأغلبية الساحقة الطامحة إلي صناعة مستقبل وطنها- مهما كانت التضحيات- مادام هناك أحلام تتحقق كانت تبدو اقرب للمستحيل.