نعم فشل الإعلام فشلاً ذريعاً فى التعبير عن حقيقة ما تشهده مصر الآن سواء التحديات والمشاكل أو الإنجازات التى تتم فى مناطق عديدة.
ساهم الإعلام فى رسم صورة سوداء وقاتمة تقتل أى بارقة أمل لدى المصريين وتساهم فى إثارة مناخ من اليأس وعدم الثقة.
بل اتخذت بعض وسائل الإعلام أسلوباً خطيراً فى معالجة بعض الظواهر السلبية وأقصد بذلك تحديداً ما أثير حول وقائع التعذيب بأقسام الشرطة أو ما أطلق عليه الاختفاء القسرى وهو ما أثار حفيظة الناس وساهم فى نشر حالة من الشائعات والبلبلة.
وتحت شعارات حرية الصحافة والإعلام والتعبير بدأت حملة ممنهجة ومدبرة بالتوسع فى نشر بعض الحوادث الفردية التى قد يكون فيها بعض مظاهر انتهاك حقوق الإنسان والتى أصبحت من مفردات ما بعد ٢٥ يناير رغم أنها فقدت كل ما تحتويه من مضمون ومن معنى.
صاحب ذلك أيضا حالة من البلبلة والضجيج والصخب حول البرلمان الجديد.
كان من الطبيعى أن تستغل فلول الإرهاب الإخوانى الفرصة فى محاولة لإعادة عقارب الساعة للوراء.
طبيعى أن خيالهم المريض استدعى من ذاكرتهم أحداث ٢٥ يناير والتى لا يمكن أن تتكرر جملة وتفصيلا لأن أسبابها اختلفت سواء اتفقنا أو اختلفنا حولها.
وإذا كان الإعلام قد فشل بكل جدارة فى التعبير عن حقيقة ما تشهده مصر الآن من تقدم ـ حتى ولو كان بطيئا وغير محسوس بالنسبة لمحدودى الدخل ـ فإن الحكومة تشارك الإعلام إخفاقه وفشله.
الحكومة التى تكاد تكون قد غابت عن الساحة ولازالت تتعامل بأسلوب الأيدى المرتعشة.
يا سادة سفينة الوطن تحتاج إلى الحزم والشدة والصرامة تحتاج إلى سيف القانون البتار دون خوف أو وجل سواء ممن يدعون أنفسهم بالثوريين الجدد أو نشطاء الفيس بوك.. نشطاء العمالة والخيانة ومدمنى الترامادول والبانجو الذين لم يعد لهم مكان بيننا.