الإثنين، 09 أغسطس 2021 - 01:43 ص

كتب – خالد عبد الحميد

لم تأتِ شهادة الشيخ محمد حسان أمس أمام المحكمة في قضية "خلية داعش إمبابة".. برداً وسلاماً على الإخوان، بل على النقيض تماماً من ذلك، فقد عصفت شهادة الشيخ بالجماعة وتكاد تكون المسمار الأخير في نعش جماعة الإخوان وتنظيمها الإرهابي، حيث ضرب الشيخ بكافة ثوابت ومعتقدات الجماعة عرض الحائط مشككاً في منهجهم وفكرهم، مؤكداً أن الفكر القطبي – نسبة إلى قائدهم الإرهابي سيد قطب – هو أساس الإرهاب، وأن الإخوان جماعة سعت إلى الحكم ولم تنجح كونها لم تنتقل من فقه الجماعة إلى فقه الدولة.

واستطرد قائلاً في شهادته أمام المحكمة أن: "الجماعة ذات الطيف الواحد لن تستطيع أن تحكم دولة ذات الأطياف المتعددة"، مشيراً إلى أنه سبق وأن حدث صدام بين الإخوان والدولة، وتمنيت وقتها أن يحدث مثلما حدث في واقعة تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان.

وشهادة الشيخ محمد حسان، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن جماعة الإخوان لا تصلح للحكم وأن وصولها لحكم مصر في عام 2012 كان خطأ لأنها غير مؤهلة بالأساس لإدارة دولة متعددة الأطياف.

اقرأ أيضا| أحمد موسى: الإخوان تحولوا من التصفيق لـ«محمد حسان» إلى تكفيره | فيديو

يأتي ذلك رغم أن الشيخ محمد حسان كان في وقت سابق داعماً ومناصراً لجماعة الإخوان، حتى أنه تحدث في إحدى حلقات برنامجه على قناة الرحمة الفضائية، محذرا من المساس بحكم الإخوان وأنهم يستطيعون تجييش عشرات الملايين والنزول بهم للشارع لنصرة الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته.. الآن محمد حسان يتنصل من الإخوان ويكشفهم أمام الرأي العام المصري والعالمي.

ولم تنتظر الجماعة طويلاً للرد على شهادة حسان في المحكمة، فقد أعطت الإشارة للجانها الإلكترونية للهجوم على الشيخ ووصفوه بأقذع الأوصاف، وأنه خائن للعهد والأمانة وأنه يهادن السلطة ويضحي بالإخوان من أجل الاستمرار في المشهد بدون تضييق عليه من الدولة، هذه اللجان هي نفسها التي كانت تسبح بحمد الشيخ محمد حسان وتتخذه رمزاً لها وتستقبله في مؤتمراتها وندواتها استقبال الفاتحين.

الآن حصحص الحق.. ورمى الله الظالمين بالظالمين ليُخرج المصريين من بينهم سالمين.