الإثنين، 09 أغسطس 2021 - 07:20 م

فى طوكيو ـ كما فى كل الدورات الأولمبية ـ كانت الفرصة للألعاب الأخرى غير كرة القدم لتأخذ مكانها فى مقدمة الاهتمام. فمازالت العاب القوى هى عروس كل أولمبياد ومعها سباقات السباحة والصراع من أجل جزء من الثانية. ومعها أيضا رياضات القوة والتحمل كالمصارعة والجودو والتايكوندو والكاراتيه ورفع الاثقال. ويبقى الاهتمام بكرة القدم فى الاولمبياد ربما أقل من ألعاب جماعية أخرى مثل كرة اليد التى تألق فيها أبطالنا.
مع ختام دورة طوكيو كانت كرة القدم تعود لبؤرة الأضواء الاعلامية مع قنبلة الفراق بين نجم النجوم «ميسى» وفريق برشلونة. ثم مع دموع ساحر الكرة وهو يودع الفريق الذى انتمى إليه وهو صبى صغير ليظل فى ملاعبه عشرين عاما حقق فيها كل المجد الكروى وقاد ناديه الى القمة والبطولات المتتالية والمكانة الرفيعة بين أكبر أندية العالم.
ومثل كل القصص الجميلة كان لابد من نهاية حتمية. ومع ذلك كان عالم كرة القدم لايتصور برشلونة بدون ميسى ولا العكس، حتى فاجأ ميسى نفسه الجميع فى العام الماضى بالاعلان عن عزمه الرحيل بسبب مشاكل مع الادارة لكن الامر انتهى بانتخابات جاءت بإدارة جديدة كان وعدها الاساسى هو الحفاظ على ميسى.
وحتى أيام كانت كل الأخبار تؤكد بقاء ميسى فى برشلونة ثم جاء الإعلان المفاجئ بأن الأوضاع المالية للنادى تمنع تجديد التعاقد مع نجمه الأول. وأوضح أن الطرفين بذلا كل جهدهما من أجل التجديد لكن اللوائح المنظمة لكرة القدم الإسبانية حتمت الفراق الصعب!
هذه اللوائح تربط إنفاق الاندية بما تحققه من إيرادات فعلية وقد تسببت «كورونا» فى انهيار كبير فى هذه الايرادات ورغم استعداد ميسى لتخفيض أجره للنصف، فإن العجز المالى للنادى كان أكبر. وبالتالى أصبح استمرار «ميسى» مستحيلا.
«كورونا» بالطبع ليست المتهم الوحيد.. هناك سوء الإدارة على مدى سنوات وهناك المغالاة فى أسعار وأجور اللاعبين، وهناك سيطرة «البيزنس» وما تحيطه من شبهات!!
سيجد «ميسى» مكانه فى أحد الأندية الكبرى فمازال لديه ما يعطيه حتى وهو فى الرابعة والثلاثين وسيواصل «برشلونة» طريقه بدون نجمه الأول وإن افتقد بريقه الطاغى.. لكن كرة القدم هى الخاسر الأكبر وهى تعانى من آثار «كورونا» ومن فيروسات الإدارة الفاسدة وسطوة «البيزنس» الذى لايتوقف كثيرا الا مع أرقام البورصة، وليس مع دموع ميسى!!