قصر آخر الإقطاعيين في قنا
قصر آخر الإقطاعيين في قنا


حكايات| بصمة إيطالية بالصعيد.. قصر «آخر الإقطاعيين» في قنا

أبو المعارف الحفناوي

الثلاثاء، 10 أغسطس 2021 - 10:41 ص

رغم الحداثة في أعمال البناء والتطور بأعمال التشييد، إلا أن هناك مبان قديمة بقنا، لا تزال لها بريقها الخاص ومنظرها الجمالي، الذي يجذب كل من يمر بجوارها، للتعجب من المناظر الرائعة التي شيدها قدامى منذ أكثر من 100 سنة.

ومن بين هذه المباني، قصر «طوبيا بقطر»، بمدينة قوص جنوبي قنا، والذي كان صاحبه آخر الإقطاعيين بقوص، والذي ما زال القصر يحتفظ بمكانته الرائعة ومنظره الجمالي بالرغم من تحويله إلى خرابة تسكنها الأشباح، وسط محاولات عديدة من الدولة للحفاظ على مكانته التاريخية التي تحمل أسرارا لعملية بنائه وتشييده التي ما زالت صامدة أمام المباني الحديثة، وتذكر أركانه أسرار مالكه، التي ما زالت عالقة في أذهان كل المهتمين بتاريخ هذا القصر وأيضا بتاريخ مالكه.

تحول القصر إلى مدرسة ثانوية وأيضا إعدادية منذ سنوات، وبعدها تحول إلى مخزن للكتب، وتم إغلاقه للبدء في أعمال تطويره وتجميله، بعد هدم جزء خلفي منه، ليستمر القصر في الصمود أمام التحديات التي واجهته طيلة السنوات الماضية. 

يقع القصر بالقرب من مزلقان السكة الحديد بقوص، وتقع أمامه الوحدة المحلية لمركز ومدينة قوص، وبني القصر في 1904، وكان مالكه طوبيا بقطر، آخر الإقطاعيين في قوص.

بُني القصر على النظام المعماري الإيطالي في عصر النهضة الأوروبية وقتها، وتبلغ مساحته 14 قيراطا، ويتكون من طابقين  بالإضافة إلي بدروم أرض، ويشغل كل طابق 6 غرف على الناحية الشرقية والغربية وسطح مفتوح.

وفي داخل القصر حديقة واسعة وصالة في المنتصف طراز أثري وسلالم رخامية تتمركز على أعمدة أسطوانية، كما توجد ساحة أمامه، وأسقفه مرتفعة.

وكان طوبيا بقطر، يمتلك 500 فدان في قوص، وفي عام 1945 اجتمع عائلات وأعيان البلدة لإنشاء مدرسة ثانوية في المدينة بدلًا من الذهاب إلى مدينة قنا، التي تبعد قرابة ساعة من قوص، واقترح طوبيا أن يستغل القصر للمدرسة عن طريق تأجيره وتحويله إلى مدرسة وهو ما حدث بالفعل.

فضل طوبيا، مالك القصر أن يعيش في البدروم، ورفض أن يذهب مع أبنائه للتعليم والعيش في القاهرة، حتى توفي في السبعينيات، كما شغل القصر مدرسة إعدادية، ثم مخزنا للكتب تابع للإدارة التعليمية بقوص، قبل غلقه لتطويره وتجميله، خاصة بعد هدم جزء خلفي منه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة