الثلاثاء، 10 أغسطس 2021 - 02:32 م

الغربية: عصام عماره

محافظة الغربية هي المحافظة الوحيدة من ضمن محافظات الجمهورية التي لا يوجد لها ظهير صحراوي، حيث تتميز أراضيها بأنها من أجود الأراضي الزراعية في مصر، تبذل أجهزة المحافظة جهودا كبيرة لوقف التعديات على الأراضي الزراعية للحفاظ على الرقعة الزراعية بها، إلا أنه مع التوسع العمراني وزيادة الكثافة السكانية بدأت تظهر مشكلة جديدة تتمثل في عدم توافر مقابر لدفن الموتى، سواء بالقرى أو المدينة وارتفاع سعر المقبرة الواحدة إلى أكثر من ١٥٠ ألف جنيها، بل وصل الأمر إلى قيام العديد من المواطنين فى القرى باللجوء إلى بناء مقابر بنظام دورين وثلاثة لإستيعاب أعداد المتوفين في الأسرة أو العائلة، لعدم قدرتهم على بناء مقابر جديدة حتى لا يتعرضوا لطائلة القانون والتعدي على الأراض الزراعية.

إبراهيم سويلم بالمعاش، قال إن منطقة مقابر "عوارة" بمدينة طنطا، التى يتم دفن المتوفين بها ارتفعت أسعار المقابر بها إلى أكثر من ١٦٠ ألف جنيها للمقبرة الواحدة، نظرا لأنه لايسمح بالتوسع بالبناء فى المقابر بسبب الحيز العمرانى الضيق، وعدم وجود مناطق جديدة بالمدينة لبناء مقابر جديدة على الرغم من الزيادة السكانية.

الدكتور عاطف أبو عجلية أستاذ بكلية الزراعة بجامعة طنطا، أكد أن الغربية هي المحافظة الوحيدة بين محافظات الجمهورية التي لا يوجد لها ظهير صحراوي يسمح بالتوسع والتمدد العمراني، نظرا لكون غالبية أراضيها زراعية، وهو مايمنع البناء أو التوسع بها لبناء مقابر جديدة، فضلا عن القوانين التي تجرم البناء على الأراضي الزراعية، وتعريض من يقوم بذلك للحبس والغرامة، ونعاني في قرى "أكوة الحصة، ومشلة، ومنشأة سليمان، وكفرمشلة" التابعين لمركز كفرالزيات، لعدم توافر مقابر لدفن الموتى.

وأضاف أبو عجيلة، أنه قام بتقديم طلب للدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، كان فحواه: "توفير مقابر لستر أجساد الموتى، والسماح بالتوسع في بناء قبور جديدة"، ومع الزيادة السكانية ووجود وفيات اقترح تخصيص مقابر في المناطق والمدن السكنية الجديدة،  كمدينة السادات أو العاشر من رمضان وغيرها من المدن الجديدة.

تخصيص أرض

وطالب لطفى يحيى "مواطن" بتخصيص جزء من أراضي الوقف في المحافظة وكل الجمهورية وتتولى الدولة ووزارة الأوقاف أو من ينوب عنهم تنظيم بناء قبور عليها وعمل عقود إيجار لها لصالح الأوقاف مدى الحياة لصالح المنتفع أو أسرة من يتم دفنه بها.

وأشار  حسين نافع وكيل وزارة سابق بالإدارة المحلية، إلى ضرورة عمل حيز عمراني جديد خاص للمقابر بعيدا عن الكتلة السكنية "كردون مقابر" ووضع تسعيرة خاصة من الدولة ومنع بيعها وتكون منفعة عامة، خاصة وأن سعر المقبرة حاليا في القرى يتراوح بين ١٢٠ إلى ١٤٠ ألف جنيها، ليتم شراء مقبرة جديدة وأنه في حالة صدور كردون أو حيز عمراني جديد سيسمح بالتوسع في بناء مقابر جديدة.

 وأكد كل من محمد زهو بالمعاش و نزيه الصعيدي معلم خبير بقرية أبيار بالغربية: "نعانى من عدم توافر  مقابر في القرية التي تعد من أكبر قرى محافظة الغربية ويزيد عدد سكانها عن ١٠٠ ألف نسمة"، مما جعل الأمر وصل إلى قيام الأهالي ببناء دورين وطوابق مقابر فوق بعضها البعض، لمحاولة توفير أماكن لدفن أمواتهم، نظرا لحظر التوسع بالبناء في الأراضي الزراعية ومع تزايد أعداد الموتى، يضطر الأهالي إلى بناء دورين وعند دفن الميت يستعينوا بسلم لرفع المتوفى لدفنه بالدور الثاني بالمقبرة.

وأشار الدكتور خالد أبوشادي وكيل وزارة الزراعة بالغربية إلى أن القانون ٦١٥ جاء منظمأ  لأعمال البناء سواء مقابر أو مشروعات  وأن أي تعديات على الأراضي الزراعية سواء ببناء مقابر أو غيرها يتم تحرير محضر للمخالف أو المتعدي وإحالته إلى النيابة فورا وإزالة التعدى.

وأضاف أبو شادي، أنه يوجد تنسيق مع لجنة الجبانات والمقابر بمحافظة الغربية ومجالس المدن فيما يخص الإحلال والتجديد للمقابر المقامة بالفعل وقديمة، والتي سبق بناؤها  فقط ، وتتم الموافقة عليها، أما بناء مقابر جديدة على أراضي زراعية أو التوسع فغير مسموح نهائيا ويتم تنفيذ القانون بكل قوة وتتم الإزالة لأي أعمال بناء حتى ولو مقبرة.

حصر للمقابر

وأوضح محمد صلاح فرحات رئيس مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، أنه تم عمل كشوف حصر للمقابر من خلال لجنة الجبانات بمجلس المدينة وفي حالة بناء أى مقبرة جديدة خارج الحصر يتم تطبيق القانون وتحرير مخالفة وإزالتها على الفور، والإحلال والتجديد يتم بضوابط يسمح بها.

اقرأ أيضا: أسرة تنام في المقابر بعد العثور على طفلة مدفونة في طنطا

وفي بارقة أمل وبشرى  لإيجاد حل لأزمة عدم توافر أراضي لبناء مقابر جديدة بمدن وقرى محافظة الغربية، خاصة بعد ارتفاع أسعار المقابر الحالية  إلى أرقام كبيرة، نظرا لعدم وجود ظهير صحراوي للمحافظة يسمح بالتوسع.

زيادة الحيز العمرانى
وجه الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، رؤساء المدن والأحياء بمراكز ومدن المحافظة  بعمل مقترحات لزيادة الحيز العمراني للمقابر ببعض القرى بالتنسيق مع الزراعة وموافاة المحافظة بذلك مع خرائط الحيز العمراني، جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء الصادرة في هذا الشأن بعد اجتماع رئيس الوزراء مع رؤساء اللجان النوعية بمجلس النواب نحو زيادة الحيز العمراني للمقابر بالقري، الأمر الذي يفتح الباب أمام التوسع في بناء مقابر جديدة بمدن وقرى محافظة الغربية وإيجاد حل لتلك المشكلة.

ويأمل مواطنو محافظة الغربية سرعة إنهاء رؤساء المدن والمراكز لمقترحات زيادة الحيز العمراني لبناء مقابر جديدة حتى يتم لهم السماح ببنائها لاستيعاب أعداد المتوفين.

اقرأ أيضا: حمله مكبرة لنظافة و إنارة المقابر الجديدة بالمحلة